الموضة الجديدة هي "الاقتحام" إذا لم تقتحم عزيزي القارئ إذاً أنت لست مع الثورة.. ولم تكتسب أخلاقيات الثورة.. ولست من المظلومين في الأرض.. كيف أعرف أنك تعاني ما دمت حمول وتنتظر فرج الله وظبط زوايا البلد من خلال جهود شباب الثورة؟!! خسئت عليك اللعنة.. من لم يقتحم ليس من مؤيدي الثورة ولا يجيد التعبير عن موافقته علي ما تحقق من إنجازات علي أيدي شباب الثورة.. والقصة أيها السيدات و السادة تبدأ منذ مسلسل اقتحام أسر المساجين والبلطجية لأقسام الشرطة تباعاً وبأجندة منتظمة محددة المناطق لانقاذ ذويهم مسجلي الخطر من أيدي رجال الداخلية ! انقلبت الآية.. شبيهة الآجندة الأمريكية في تفتيت وتقسيم منطقة الشرق الأوسط بالكامل فهي تقتحم وتهاجم وتخترق بزعم مساعدة الشعوب لكنها تقتحم في غيبة إعلامية متعمدة " مع الإختلاف فالشعوب ليست مجرمة بالطبع ".. هذا ما حدث مع الثورة أسر البلطجية والمجرمين انتموا فجأة للثورة.. غيتونا يا ناس غيتونا يا خلق أولادهم في أقسام الشرطة محتجزين ظلماً.. الحل إذا في الإقتحام.. نقتحم قسم الشرطة و من يحدثنا فالإعلام الآن الذي يواجه إتهاماً بالجبن لأنه لا يقوي علي ذكر الحقيقة.. يبرز القتلة والمجرمين ومخططي الجرائم الإرهابية في صورة الفاتحين.. ثم يتكرر المشهد علي كورنيش نيل القاهرة حيث أسر العاملين في الأراضي الليبية تقتحم مبني وزارة الخارجية من أجل استعادة ذويهم! يحاولون كسر الأسوار الحديدية للتعبير عن مطلبهم بعودة أبنائهم ! كما لو كانوا مغيبين لا يعلمون بما حدث لليبيا.. ولا يدركون أصول الحوار التي فقدها كل من حاول الاقتداء بسلوكيات دخيلة علي الثورة! في حين تراجع رجال الأمن عن منطق اقتحام أي مكان تحت أي ظرف قد يكون مراعاة لشعور المواطنين و قد يكون كما تردد تهذيب وإصلاح للشعب كله لأنه يريد.. ثم قفزت إلي ذهني فكرة جهنمية.. إذ فكرت مراراً و بعمق في إختفاء الدكتور يوسف بطرس غالي السبب الأول والمباشر في قيام الثورة ثم بحثت في المطلوبين من الإنتربول المعني بالبحث عن الهاربين في القضايا والتحقيقات وجدت أنه بعيد تماما.. لم يُدرج ضمن قوائم المطلوب عودتهم من الخارج للمثول أمام تحقيقات النائب العام والحصول علي ال15 الشهيرة مثله في ذلك مثل من لاقوا نفس المصير بينما دكتور يوسف بما لديه من ذكاء حاد وحنكة تجعله أحد العقول المدبرة لتمرير الفساد المالي.. ليتنامي إلي علمي ما دبره للافلات بهدوء من فكرة المساءلة و التعرض لأي عقاب إذ يقيم حضرته في كاتدرائية القديس مرقص بالعباسية وبصحبته مجموعة من الهاربين المسلمين.. لذا ولأني أرفض طريقة الاقتحام المنتشرة هذه الأيام الصعبة أعتقد لو أن وزارة الداخلية بالتعاون مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد حصلوا علي إذن تفتيش داخل الأديرة والكنائس المسيحية لإنهاء إستضافة دكتور يوسف بطرس غالي و أصدقائه الذين نزلوا ضيوفاً علي دور العبادة.. ولا أظن أن عدالة السماء ستجنب دكتور يوسف العقاب حتي لو اختبأ في بطن الحوت.. إذا كان الأمر يستدعي البحث في الأديرة والكنائس فلا أعتقد أن رجال الدين المسيحي يقبلون التستر علي مجرم في حق الشعب والوطن. حنان خواسك