· للسينما العربية نصيب من الجوائز متواضع لا يتناسب مع حجم السينما العربية ولو عقدنا مقارنة مع دولة مثل "إيران" سنجد تواجدها في هذا المهرجان يتجاوز كل الدول العربية مجتمعة أتمني ألا نبالغ في الإحساس بتواجدنا في مهرجان "كان" هذه الدورة لأن هذه المساحة من الاهتمام وتلك الحفاوة من إدارته تأتي انعكاساً للثورة المصرية وهكذا صارت مصر ضيف شرف المهرجان و يوم 18 مايو يعرض فيلم "18 يوم" ولا أتصور أن اختيار هذا اليوم ترديداً متعمدا لعنوان الفيلم ولكنها الصدفة لأن الفيلم لم ينته بعد وحتي كتابة هذه السطور وتمت برمجة العرض قبل أيام قلائل من انتهاء المهرجان.. يقدم الفيلم رؤية 10 مخرجين للثورة المصرية وزمن كل فيلم لا يتجاوز 10 دقائق.. وفي اليوم التالي للمهرجان وعلي شاطئ "الريفييرا" يعرض الفيلم المصري الروائي الطويل "صرخة نملة" ولكن لا نصق هذا أبداً بالانجاز الفني حتي لو أضفنا أنه سوف يعرض لنا في قسم كلاسيكيات فيلم "البوسطجي" لحسين كمال الذي أخرجه قبل نحو 40 عاما فإن هذا لا يعني أننا حققنا مكاناً متميزاً في "كان" لأن الحقيقة هي أننا لا نزال علي الهامش في هذا المهرجان الكبير!! العلاقة مع "كان" تبدو وكأنها حب من طرف واحد وهو أقسي وأشقي أنواع الحب.. حيث يسهر الحبيب يعد النجوم ويكابد اللوعة والسهاد بينما المحبوب لا يشعر به وربما أيضاً مشغول بحبيب آخر!! هذا هو بالضبط حال السينما العربية وليس فقط المصرية وإن كانت المصرية تعاني أكثر مع مهرجان "كان" السينمائي.. محاولات لا تنقطع من السينما العربية للتودد والوصال بينما المهرجان لا يمنحنا غير الصد والهجران.. بعيداً عن ذلك فإن مصر والعرب غائبون عن المشاركة المباشرة بالأفلام داخل فعاليات المهرجان هذه الدورة باستثناء المخرجة "نادين لبكي" التي تشارك بالفيلم اللبناني "هلق لوين" وهي تعني باللهجة المصرية «دلوقتي علي فين». في قسم " نظرة ما" وهو أحد الأقسام الهامة بالمهرجان وكان قد سبق أيضاً لنادين المشاركة بفيلمها الروائي الأول "سكر بنات" في قسم أسبوعي المخرجين قبل ثلاث سنوات، كما أن المخرجة المغربية ليلي الكيلاني تشارك في قسم أسبوعي المخرجين بفيلم «علي الخشبة». إلا أن القضايا العربية أبداً لن تغيب في كل عام هناك حضور عربي.. العام الماضي عرض فيلم "خارج علي القانون" للمخرج الجزائري "رشيد بوشارب" والمعروف أن "بوشارب" يقدم فيلماً فرنسياً وليس جزائرياً.. الإنتاج الفرنسي ساهم بقسط أوفر برغم مشاركة الجزائر في الإنتاج.. سبق أن عرض لبوشارب أيضاً في "كان" قبل ست سنوات فيلم "بلديون" شاركت في إنتاجه كل من الجزائر والمغرب وحصل نجوم الفيلم علي جائزة أفضل تمثيل لأبطاله الأربعة.. واتهم أيضاً المخرج الجزائري بتشويه الكفاح الجزائري.. أما في فيلمه "خارج عن القانون" فلقد كان الاتهام هو تشويه فرنسا وتقديمها كدولة عنصرية وتعددت مظاهرات اليمين الفرنسي حول قصر المهرجان لمنع عرض الفيلم وفي الدورة الماضية شارك في دور صغير "خالد النبوي" في فيلم "لعبة عادلة" إخراج "دوج ليمان" وبطولة شون بين" و "ناعومي واتس".. آخر مشاركة عربية لنا في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان كانت في العام قبل الماضي هي فيلم "الزمن المتبقي" للمخرج الفلسطيني "إيليا سليمان" وهو من عرب إسرائيل.. وكان قد سبق لإيليا أن شارك أيضاً بفيلمه "يد إلهية" عام 2002 وحصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة.. "إيليا" لم يحصل علي شيء في الدورة قبل الماضية لكنه اقتنص جائزة أفضل فيلم عربي في 2009 في مهرجان "أبو ظبي".. "إيليا" من مواليد ما بعد عام 1948 عام النكبة ورغم ذلك فإننا لا يمكن أن نغفل الهوية العربية لفيلم "إيليا" وهو نفسه متمسكاً في كل أحاديثه علي التأكيد بأن فيلمه فلسطينياً وليس إسرائيلياً والفيلم شاركت في إنتاجه فرنسا وأيضاً قناة M.B.C في العام قبل الماضي شارك أيضاً في قسم "أسبوعي المخرجين" فيلم عنوانه "أمريكا" إخراج الفلسطينية "شيرين دعبس" والفيلم إنتاج أمريكي كندي ويحكي عن مأساة امرأة فلسطينية تهاجر إلي أمريكا.. أيضاً المخرج العراقي الكردي "شهرام إليدي" اشترك في قسم "أسبوع النقاد" بفيلم "ميوتا لاجالبا" بينما المخرج التونسي المعروف "فريد بوغدير" اشترك كعضو لجنة تحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة.. ولكن تظل المشاركات العربية بالقياس للإيرانية علي سبيل المثال محدودة جدا!! للسينما العربية تاريخ موغل في القدم مع مهرجان "كان" يعود إلي أولي دوراته التي أقيمت عام 1947 حيث اشتركت مصر بفيلم "دنيا" إخراج "محمد كريم" وتتابعت المشاركات العربية!! للسينما العربية نصيب من الجوائز لكنه نصيب متواضع لا يتناسب مع حجم السينما العربية ولو عقدنا مقارنة مع دولة مثل "إيران" علي سبيل المثال سنجد تواجدها في هذا المهرجان طوال تاريخه يتجاوز كل الدول العربية مجتمعة.. أول جائزة حصلت عليها السينما العربية عن فيلم "عطيل" إخراج "أورسون ويلز" وبالرغم من أن المخرج وبطل الفيلم هو الفنان الأمريكي العالمي "أورسون ويلز" إلا أن الفيلم يحصل علي جنسيته من جهة الإنتاج وليس الإخراج أو التمثيل وهذا الفيلم مغربي الإنتاج ولهذا تحسب الجائزة من رصيد السينما العربية حيث حصل الفيلم علي الجائزة الكبري للمهرجان عام 1953 وهي تعادل حالياً "السعفة الذهبية".. لأن جائزة "السعفة" لم يتم إقرارها إلي عام 1955!! ونتوقف أمام جائزتين هامتين للسينما العربية للمخرج الجزائري "محمد الأخضر حامينا" الأولي عن فيلمه "ريح الأوراس" عام 67 وهي جائزة الكاميرا دور "الكاميرا الذهبية" للعمل الأول ثم بعد ذلك يحقق "حامينا" أهم جائزة للسينما العربية "السعفة الذهبية" عام 75 عن فيلم "وقائع سنوات الجمر".. وتغيب السينما العربية عن الجوائز لتعود عام 91 مع الفيلم اللبناني "خارج الحياة" للمخرج الراحل "مارون بغدادي" الحاصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة!! ومن المشاركات الهامة في "كان" الفيلم الجزائري "صيف 62" المشارك في القسم الرسمي ولكنه خارج التسابق علي الجوائز.. أيضاً المخرج المصري "يسري نصر الله" شارك فيلمه "باب الشمس" عام 2004 رسمياً ولكن خارج التسابق وفي نفس العام اشتركت سوريا لأول مرة بفيلم "صندوق الدنيا" للمخرج "أسامة محمد" أيضاً خارج المسابقة ولكن في القسم الرسمي.. أيضاً المخرجة اللبنانية "نادين لبكي" اشتركت بفيلمها "سكر بنات" عام 2007 في قسم "أسبوعي المخرجين" وكان الفيلم مرشحاً لجائزة "الكاميرا دور" للعمل الأول ولم يحصل عليها وفي 2006 اشتركت المخرجة "تهاني راشد" بفيلمها التسجيلي "البنات دول" داخل القسم الرسمي ولكن خارج التسابق!! و"يوسف شاهين" هو أكثر المخرجين العرب إصراراً علي التواجد في مهرجان "كان" وله إحدي عشرة مشاركة بدأت عام 52 بفيلم "ابن النيل" ورشح بقوة للحصول علي جائزة العمل الأول للمهرجان ولكنه لم ينلها ولهذا عندما تسلم جائزته في اليوبيل الذهبي عام 1997 قال علي مسرح "لوميير" أمام 3 آلاف متفرج حيث يقام حفل الافتتاح والختام أن الجائزة تستحق كفاح 45 عاماً.. آخر مرة شارك فيها "يوسف شاهين" بفيلمه "إسكندرية نيويورك" 2004 وذلك في قسم "نظرة ما" حيث عرض الفيلم في ختام هذه التظاهرة وقدم المهرجان في الدورة قبل الماضية احتفالية خاصة برحيل "يوسف شاهين"!! خارج نطاق "يوسف شاهين" لدينا مشاركة هامة لعاطف الطيب بفيلمه "الحب فوق هضبة الهرم" عام 85 في قسم أسبوعي المخرجين وبعدها بعامين اشترك "محمد خان" بفيلمه "عودة مواطن" وذلك في إطار احتفال المهرجان بمرور 40 عاماً علي إنشائه. إن الحضور العربي في "كان" لا يقتصر فقط علي الأفلام ولكن أصبح عدد من النجوم والنجمات يحرصون كل عام علي الذهاب لمتابعة هذا الحدث السينمائي العالمي.. بعضهم مثل "ليلي علوي" ، "محمود حميدة" ، "خالد أبو النجا" ، "لبلبة" تجدهم بالفعل في أروقة المهرجان يتابعون بشغف الأفلام والندوات.. عدد آخر مثل هذه الراقصة الشهيرة التي كانت تذهب إلي "كان" من أجل أن تلتقط لها بعض الصور علي سلالم القصر الذي يقام فيه المهرجان بمفردها أو مع أحد النجوم العالميين بعد ذلك توزع هذه الصور علي بعض دور الصحف باعتبارها كانت هي نجمة المهرجان المتألقة التي تابعتها وكالات الأنباء وشبكات الإنترنت آخر نجمة عربية شاهدتها في "كان" العام قبل الماضي "هيفاء وهبي" كان لديها في السوق فيلم "دكان شحاته" ورأيت "عمر الشريف" يصعد السلم الرئيسي أمام قاعة "لوميير" ويسير علي السجادة الحمراء أمسكت بيده وتم تصويرها مع "عمر" الذي لم يكن يعرف من هي ولكنه بالطبع لم يمانع أن تمسك يده امرأة بجمال "هيفاء" بينما هي كانت تعلم أن يدها في يد "عمر الشريف" سوف تجبر الكاميرات علي التوجه إليها.. وبعد أن صعدت السلم فص ملح وداب اختفت تماماً عن عين "عمر الشريف" ولم يرها منذ ذلك الحين!! ************** قبل الفاصل البحث عن مطرب الثورة! · منير" غني قبل الثورة بأيام "ازاي" وغني بعدها للثورة أيضاً ولم يجرؤ علي أن يعتبر نفسه مطربها لأن هذه هي الحقيقة ومطرب الثورة سوف يأتي إليه اللقب ولن يسعي هو إليه!! يتنازع عدداً من المطربين المصريين من أجل الحصول علي لقب مطرب الثورة.. فجأة صار جمهور المطرب "حمادة هلال" يعتبره هو الأقرب والأحق بحمل اللقب خاصة أن المطربين الذين سبقاه جماهيرياً في السنوات الأخيرة وهما "عمرو دياب" و "تامر حسني" سقطا تماماً بعد ثورة يناير ولا يمكن لأي منهما أن يطالب بالحصول علي اللقب.. وربما ما فعلته الثورة إيجابياً لكل من "عمرو" و "تامر" هو تلك الصورة التي نشرتها العديد من الصحف وعبر النت وهما في حالة وئام شخصي جمعتهما الهزيمة الجماهيرية مباشرة بعد الثورة.. تورط "تامر حسني" في الدفاع عن "حسني مبارك" بل وأعد له أغنية تؤازره ربما لم يسجلها أو لعله سجلها ولم تعرض وبالتالي أيضاً فلن تعرض إلا أن المؤكد هو أن "تامر" حاول أن يلحق بالثورة ليصبح مطربها وقدم أكثر من أغنية بعد أن اطمأن إلي النجاح ولكن هيهات.. "عمرو دياب" لم يتورط في الدفاع عن "مبارك" أثناء أحداث الثورة اختار الوقوف بعيداً وذهب هو وأسرته إلي دبي وأغلق تليفوناته صحيح إنه غني كثيراً لمبارك في السنوات الأخيرة مثل أغنية "واحد مننا" وصحيح أيضاً أنه صديق شخصي لابنيه "جمال" و "علاء" وأنه مثلاً كان قبل نحو عام يغني في إستاد القاهرة الدولي مرتجلاً علي خشبة المسرح "زي مقال الريس منتخبنا حلو كويس" والتي تحولت بعد ذلك إلي أغنية ساخرة تقول كلماتها زي ما قال الريس سجن "طرة" حلو كويس!! كل من "عمرو" و "تامر" يرفع حالياً سلاح الغناء للوصول إلي الجمهور الغاضب ويراهنان علي عدد من الأغاني لكل منهما بدا في تقديمها خلال الأسابيع الماضية إلا أن أي منهما لم يجرؤ حتي الآن علي أن يعتبر نفسه هو الأحق بلقب مطرب الثورة.. "حمادة هلال" لم يتورط في الغناء من قبل لحسني مبارك.. ولم تكن الدولة علي المستوي الرسمي تعتبره قريباً منها وقدم بالفعل أكثر من أغنية لشباب التحرير تتغني بالثورة أولها تحولت أيضاً بسبب كلماتها الساذجة إلي مادة للسخرية وهي "شهداء 25 يناير ماتوا في يناير" مثلما تقول "سكان السيدة زينب يعيشون في حي السيدة زينب".. الأغنية أكدت علي أن هناك استسهالاً في التنفيذ بسبب الرغبة في أن يسارع المطرب بالتأكيد علي أنه حاضر في المشهد السياسي وعلي نفس موجة الجماهير لا يهم ما الذي يغنيه لا أحد كان حريصاً علي ذلك المهم هو أن تقول نحن هنا متواجدون.. لا أتصور أن أي مطرب من الذين عرفناهم وكان لهم بصماتهم الفنية حتي لو لم يتورطوا مع النظام المصري السابق من الممكن أن تخلع عليه الجماهير لقب مطرب الثورة.. "محمد منير" علي سبيل المثال كان هو أكثر مطرب رددوا له في الميدان أغنية "ازاي" التي كانت كلماتها أقرب إلي الإنذار لما حدث بعد ذلك في 25 يناير كانت الدولة حتي في الفضائيات الخاصة ترفض أن يتم عرضها.. بالتأكيد فإن الشريط المرئي الذي صاحب الأغنية بعد ساعات قليلة من ثورة يناير لم يكن هو الشريط الذي منع عرضه قبل الثورة.. كان الشريط المرئي يقدم مؤازرة للشباب الثائر والقنوات الفضائية والإذاعات سجلت رقماً غير مسبوق في عدد مرات تقديم الأغنية وتاريخ "منير" معروف في علاقته بالنظام السابق فهو لم يكن قريباً من السلطة ولا أعتبره بالمناسبة معادياً لها لكنه في الحدود الدنيا لم يكن صوتاً للنظام ولم يحصل علي حماية خاصة ولا أتذكر له أنه تورط مثل الآخرين في التمهيد للتوريث أو الدعوة لمبارك الأب رئيساً مدي الحياة.. ورغم ذلك فإن "منير" لم يعتبر نفسه مطرب الثورة ولم يرتفع صوته مثل الآخرين الذين قالوا إن عصر "مبارك" كان هو زمن التعذيب والهوان وأنهم لاقوا الكثير من العنت كما قال مثلاً المطرب "علي الحجار" في أكثر من مناسبة.. "منير" غني قبل الثورة بأيام أغنية "ازاي" وغني بعدها للثورة أيضاً ولم يجرؤ علي أن يعتبر نفسه مطربها لأن هذه هي الحقيقة ومطرب الثورة سوف يأتي إليه اللقب ولن يسعي هو إليه!! في ثورة 23 يوليو 52 كان "عبد الحليم حافظ" هو الذي يحمل هذا اللقب صحيح إنه بدأ مشواره قبل الثورة بأشهر قلائل لكنه ارتبط بها وكان الفنان الكبير "يوسف وهبي" هو الذي أطلق عليه هذا اللقب عام 1953 عندما قدمه علي خشبة مسرح الأندلس بالقاهرة يوم إعلان الجمهورية فقال اليوم تعلن الجمهورية ويعلن أيضاً ميلاد مطرب جديد.. سوف تخلق بالتأكيد الثورة مطرباً جديداً يحمل اسمها ونطلق عليه مطرب الثورة ليس لديه تاريخ فني معروف قبل الثورة ولكن هناك ملامح جديدة في التعبير سواء علي مستوي الكلمات أو الألحان سوف يلتقطها لتمنحه هذا اللقب فلا يكفي أن نقول