رئيس جامعة المنصورة يتفقد أعمال تجديد المدرجات بكلية الحقوق    إهداء درع معلومات الوزراء إلى رئيس جامعة القاهرة    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    5 تعليمات صارمة من وزارة النقل لسائقي القطارات والعاملين بالسكك الحديدية    رئيس الرقابة المالية: الانتهاء من المتطلبات التشريعية لإصدار قانون التأمين الموحد    تجارية القاهرة: مساندة رئيس الوزراء للشباب ورواد الأعمال رسالة واضحة لدعم الاقتصاد القومي    جيش الاحتلال الإسرائيلي: إصابة 44 جنديا وضابطا في معارك غزة    جمال علام يمثل اتحاد الكرة في نهائي الكونفدرالية بين الزمالك ونهضة بركان    فأل حسن.. مَن حَكَم مباراة الأهلي والترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا؟    رئيس الإسماعيلي ل في الجول: أنهينا أزمة النبريص.. ومشاركته أمام بيراميدز بيد إيهاب جلال    التحقيق في اتهام دار مسنين بتعذيب عجوز وإصابته في السلام    مصرع شاب غرقا خلال السباحة فى ترعة بمنطقة البياضية شرق الأقصر    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري.. صور    انتهاء تصوير فيلم «اللعب مع العيال».. والعرض في عيد الأضحى    فرقة قنا القومية تقدم العرض المسرحي المريد ضمن عروض الموسم المسرحي في جنوب الصعيد    طلاب مدرسة التربية الفكرية بالشرقية في زيارة لمتحف تل بسطا    جوائز مهرجان لبنان السينمائي.. فوز فيلم "الفا بات" بجائزة أفضل فيلم روائي    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    تعرف على الجهات الطبية المستثناة من قانون المنشآت الصحية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية مجانا في قرية أبو سيدهم بمركز سمالوط    أسرة طالبة دهس سباق الجرارات بالمنوفية: أبوها "شقيان ومتغرب علشانها"    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يوضح أنواع صدقة التطوع    "علشان متبقاش بطيخة قرعة".. عوض تاج الدين يكشف أهمية الفحوصات النفسية قبل الزواج    إعلام إسرائيلي: اغتيال عزمى أبو دقة أحد عناصر حماس خلال عملية عسكرية في غزة    «شعبة المصدرين»: ربط دعم الصادرات بزيادة المكون المحلي يشجع على فتح مصانع جديدة    خالد عباس: إنشاء وإدارة مرافق العاصمة الإدارية عبر شراكات واستثمارات عالمية    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    مصادر أوكرانية: مقتل 4 وإصابة 8 في هجوم جوي روسي على خاركيف    هالة السعيد: 4 مليارات جنيه استثمارات لمحافظة قنا بخطة عام 23/2024    «متحدث الصحة»: 5 نصائح هامة للحماية من مضاعفات موجة الطقس الحار (تفاصيل)    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    إيرادات فيلم السرب تتخطى 30 مليون جنيه و«شقو» يقترب من ال71 مليون جنيه    وزارة الإسكان تخطط لإنشاء شركة بالشراكة مع القطاع الخاص لتنشيط الإيجارات    رئيس الأغلبية البرلمانية يعلن موافقته على قانون المنشآت الصحية    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    موعد انعقاد لجنة قيد الصحفيين تحت التمرين    الجوازات والهجرة تواصل تسهيل خدماتها للمواطنين    متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 1445 وما الأعمال المستحبة بها؟    أكبر مدن أمريكا تفتقد إلى الأمان .. 264 ألف قضية و4 آلاف اعتداء جسدى ضد النساء    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    المصرين الأحرار عن غزة: الأطراف المتصارعة جميعها خاسرة ولن يخرج منها فائز في هذه الحرب    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    «خطيرة».. صدمة في الأهلي بسبب إصابة علي معلول قبل الإياب أمام الترجي    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك هل حارب «مسافر» عمر الشريف !
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 25 - 04 - 2011

حتي الآن لم يعرض فيلم "المسافر" الذي أنتجته وزارة الثقافة المصرية ولعب بطولته "عمر الشريف" ظل الفيلم علي مدي عام ونصف داخل العلب لم يفرج عنه إلي دور العرض.. هل تقاعس الدولة عن عرض الفيلم له علاقة وطيدة بأن مخرج الفيلم "أحمد ماهر" كان أحد الأصوات التي أيدت "محمد البرادعي" كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية فقرروا معاقبة المخرج.. هل تعثر الخطوات الفنية لعلي الحجار سببها أنه كان يقدم أغنيات معارضة تكشف الفساد في البلد مثل "عم بطاطا" وغيرها فأغلقوا أمامه الماء والهواء..؟ هل توقف استعانة الدولة بالمطرب "محمد ثروت" في الحفلات الرسمية قبل نحو 15 عاماً وهو الذي حمل لقب المطرب الرسمي الأول القريب من السلطة في الثمانينيات؟ هل لجوء الدولة إلي جيل آخر من المطربين ليصبحوا هم المفضلين لديها هذا يعني بالضرورة أن هناك حرباً وجهت ضد هذا الفنان أم أن الدولة كانت تبحث عن المطرب الأكثر اقتراباً من الناس ولهذا غيرت أوراق اللعب؟!
نعم من حق كل فنان أن يختار التفسير الذي يريحه خاصة بعد أن تلاشت المسافة بين الفن والسياسة والإعلام لأن المصالح دائماًً تتصالح.. الكثير من تفاصيل الفساد من الممكن أن تعلن عن نفسها بوضوح في العلاقة بين الفساد السياسي الذي عاشته مصر علي مدي ثلاثة عقود من الزمان وبين ما كان يجري في الحياة الفنية والثقافية والإعلامية، حيث كان التشابك واضحاً.. الدولة تريد السيطرة علي مجريات الحياة بكل أطيافها، ودائماً فإن الوسط الفني في المواجهة وعلي الخط والحقيقة أن القسط الوافر من الفنانين والإعلاميين والمثقفين في العادة لا ينتظروا النداء، هم الذين يقدمون طلب الالتحاق بتلك المنظومة التي تمتد سطوتها إلي كل جنبات الحياة والتجربة أثبتت أن أغلب نجومنا لا يعنيهم إلا دائرة نجاحهم.. قناعاتهم الفكرية هي تعبير مباشر عن مصالحهم، لا أتحدث عن الكل بالطبع، ولكن الأغلبية فلقد أكد عدد من الفنانين خاصة في قطاع كبير من الشباب أنهم توجهوا إلي ميدان التحرير وشاركوا في المظاهرات منذ 25يناير ولم يكن لديهم خيار آخر غير الوطن، وكان من الممكن أن يدفعوا الثمن مضاعفاً لو أن النظام استطاع استعادة مراكز قوته خاصة أنه متغلغل بقوة والقضاء عليه كان أقرب للأحلام المستحيلة، إلا أن ما حدث هو أن الثورة انتصرت.. وكما أن هناك مطالب فئوية متعددة قد أعلنت عن نفسها في قطاع عريض من المجتمع فإن هناك أيضاً تفاصيل ونوازع شخصية أو لعلها إحباطات عاناها بعض الفنانين سواء كانوا من مؤيدي "مبارك" أو ممن أعلنوا انضمامهم للثورة ضد "مبارك" وجدوا أن نجاح الثورة من الممكن أن يصبح متنفساً لهم وطوق نجاه ينقذهم من عثرات فنية عاشوا تحت وطأتها.. لنكن صرحاء ليس كل إخفاق أو تعثر فني وراءه بالضرورة فساد نظام "مبارك"!!
مثلاً وزارة الثقافة المصرية مترددة في عرض فيلم "المسافر" أكثر من مرة يتحدد موعد ثم تخشي الدولة من إخفاقه جماهيرياً فيتم التأجيل ليس عن مؤامرة ضد الفيلم أو لتوجيه عقاب لمخرجه، ولكن هناك إحساس بأن الفيلم لن يصل إلي الجمهور.. وزارة الثقافة أنتجت الفيلم ورصدت له حوالي 4 ملايين دولار وهو مبلغ يتجاوز ضعف متوسط ميزانية الإنتاج في السينما المصرية.. وزير الثقافة الأسبق "فاروق حسني" تحمس للفيلم وأنتجه بعد أن ظلت وزارة الثقافة المصرية بعيدة عن الإنتاج علي مدي 35 عاماً، الدولة لم تفتح الباب أمام كل الأطياف السينمائية ولكنها فقط اتجهت إلي سيناريو "المسافر" الذي كان يحمل في البداية اسم "من ظهر راجل" وشكل الوزير لجنة من عدد من النقاد "علي أبو شادي" و "سمير فريد" و"يحيي عزمي"و "رؤوف توفيق" و "كمال رمزي" وأيدت هذه اللجنة رأي الوزير في الحماس للفيلم وبدأت عجلة الإنتاج مباشرة وتجاوز الوزير الأسبق كل المحاذير التي تقتضي أن الدولة ينبغي عليها أن تفسح المجال لكل أصحاب المشروعات السينمائية للتقدم لها، وبعد ذلك تختار الأفضل بينها خاصة أنها متوقفة تماماً عن الإنتاج أي أن الدولة ممثلة في الوزير تملك إصدار القرار لصالح سيناريو واحد متجاوزة تحقيق العدالة وربما كان السيناريو هو الأفضل إلا أن ذلك لا يعني ألا تمنح الدولة الفرصة متساوية أمام الجميع.. الفيلم هو ابن شرعي للنظام بل إنه دلالة صارخة علي أن النظام كان متحيزاً وغير منصف.. الحقيقة أن الفيلم تعرض لهجوم ضار منذ أن عرض في مهرجان فينسيا 2009 وكان صاحب أعلي الأصوات في الهجوم هو بطل الفيلم "عمر الشريف" الذي أعلن استياءه من المونتاج النهائي.. وبرغم إنني لا أشاطر "عمر" الرأي القاسي الذي أعلنه وقتها إلا أن الفيلم من المؤكد كان به العديد من نواحي القصور سواء في إيقاعه خاصة في الجزء الثاني أو في أداء عدد من ممثليه مثل "خالد النبوي" البطل المشارك في الفيلم كان مثلاً يلجأ إلي تقليد "عمر الشريف" في الجزء الثاني.. أيضاً كان من الممكن درامياً أن نستمع علي الأقل في البداية إلي صوت "عمر الشريف" كراو للأحداث بدلاً من أن يتأخر لقاؤه إلي الثلث الأخير.. تلقي الفيلم هجوماً ضارياً في أكثر من مهرجان شارك فيه وبقيت نقطة واحدة وهي موعد عرضه علي الناس.. الدولة لا تملك دور عرض ولهذا فهي تستطيع إصدار قرار بالعرض وأيضاً موزعة الفيلم "اسعاد يونس" تفكر في المقابل المادي الذي سوف يحققه العرض وهي تخشي الإخفاق الجماهيري.. الجمهور المصري لديه نجوم شباك والبطلان الرئيسيان "عمر الشريف" و "خالد النبوي" ليسا ممن يذهب إليهما جمهور هذه الأيام.. كما أن بناء الفيلم فنياً يحتاج إلي متفرج أكثر هدوءاً وصبراً.. لا أعتقد أن هناك مؤامرة حيكت ضد الفيلم لمنع عرضه وأن وزارة الثقافة قررت توجيه عقاب له حيث استند المخرج إلي مداعبة بينه وبين المذيعة "مني الشاذلي" عندما استضافته تليفونياً في أعقاب عودة "البرادعي" إلي مصر وقال المخرج إنه من مؤيدي "البرادعي" فقالت له كده فيلمك لن يعرض.. الحقيقة أن مواعيد العرض كانت تتأجل ليس لأسباب متعلقة بالموقف السياسي للمخرج، ولكن لأن الموزعة تخشي ألا يحقق الفيلم إيرادات.. المخرج قال مثلاً في أحد أحاديثه أن أتباع النظام السابق هم الذين لم يرحبوا بالفيلم.. أري هنا خطورة شديدة في الخلط بين السياسي والفكري بل والذوق، فليس كل من يؤيد الفيلم مثلاً هو من يؤيد الثورة كما أن من يرفض الفيلم هو بالضرورة من معارضيها، الأمر لا ينبغي أن يقاس علي هذا النحو.. أغلب المشاركين في الفيلم هم بالصدفة كانوا من الذين أيدوا الثورة مبكراً مثل "عمر الشريف" الذي لم ينتظر بضع ساعات إلا وكان مع مطالب الشعب، أيضاً "عمرو واكد" منذ 25 يناير وهو يقود المظاهرات وكذلك "خالد النبوي" والكاتب والمخرج "أحمد ماهر" رأيه معروف ومعلن قبل قيام الثورة بعد ذهابه إلي استقبال "البرادعي" في المطار في مطلع العام الماضي، ورغم ذلك فإن الإقبال الجماهيري علي الفيلم لا يمكن المراهنة عليه لمجرد التوافق السياسي بين صناعه والثورة.. أعتقد أن الفرصة سانحة لعرض الفيلم الآن مع يقيني أنه في الماضي لم تكن هناك مؤامرة ضده لأن الفيلم تم إنتاجه بل والقفز علي منطق العدالة السينمائية في ظل العهد البائد!!
فنان موهوب مثل "علي الحجار" غني مباشرة لمبارك "النسر المصري شق السما" وشارك أكثر من مرة في أوبريتات أكتوبر التي كانت تتغني بمبارك مباشرة ورغم ذلك يعتقد أنه كان يحارب في زمن الرئيس السابق.. يعتقد "الحجار" أن تعثره الفني كان بسبب تقديمه لأغنيات تحمل موقفاً انتقادياً مثل "عم بطاطا" ولهذا ضيقوا عليه الخناق، بينما فتحوا المجال للمطرب العراقي "كاظم الساهر".. الحقيقة أيضاً أن "علي" أحياناً كان يتعرض لمحاصرة من التليفزيون المصري لأسباب ليس لها علاقة بتوجيه عقاب سياسي له بسبب معاني أغانيه، وأتذكر أن رئيسة التليفزيون الأسبق "سهير الإتربي" أصدرت قراراً بمنع أغانيه عقاباً له لأنه رفض أن يشارك في إحدي الحفلات التي كان يقيمها التليفزيون.. قرار تعسفي ولا شك، ولكن ليس له علاقة بموقف سياسي للحجار والدليل أن المطرب "محمد منير" وهو ينتمي إلي نفس الجيل وأغانيه لا تقل ثورية مثل "حدوتة مصرية" ، "لو بطلنا نحلم نموت" ، "ازاي" الأغنية الأخيرة غناها منير قبل 25 يناير فصارت هي أغنية الثورة لم يستطع أحد أن يحول دون وصول "منير" للقاعدة العريضة من الجمهور وكانت أغانيه تنتقد الكثير من سلبيات الدولة.. عادة في ظل الأحكام الشمولية تسمح الدولة بهامش من الانتقادات طالما أنها لا تصل مباشرة لرأس النظام ولهذا لا أتصور أن النظام السابق بكل سلبياته وجرائمه مسئول عن إخفاقات الحجار!!
أما "محمد ثروت" فلقد كان هو الصوت الرسمي لحسني مبارك في بداية ولايته.. هو يعتقد أن إبعاده عن البؤرة مع مطلع التسعينيات وراءه "صفوت الشريف" وزير الإعلام الأسبق.. أيضاً يعتقد أن هناك غضبا في رئاسة الجمهورية لأنه في أحد لقاءاته الإذاعية عندما سألوه عن التشابه في الملامح بينه وبين الرئيس السابق وهل هناك صلة قربي جاءت إجابته بأنه من طنطا و "مبارك" من المنوفية فكيف يصبحان من عائلة واحدة.. هذه الإجابة علي حد قول "ثروت" أغاظت الرئاسة فقرروا استبعاده من حفلات أكتوبر وعاني بعدها من التعتيم الإعلامي.. أيضاً لا أشعر أن النظام السابق مسئول عن البرودة الجماهيرية التي عاني منها "ثروت" بل أتصور أن إحساس الناس خلال الثمانينيات بأن "ثروت" هو الصوت الرسمي الذي يؤازر "مبارك" صنع بينه وبين الناس مسافة من البرودة لم يستطع "ثروت" أن يتخطاها والدولة الرسمية تبحث في العادة عن المطرب الأكثر نجاحاً بغض النظر عن القيمة الفنية ولهذا اتجهت مؤسسة الرئاسة إلي "عمرو دياب" و "تامر حسني" الأكثر اقتراباً من الشباب، حتي أن "تامر حسني" يغادر السجن بعد قضاء فترة العقوبة التي نالها بسبب هروبه من أداء الواجب الوطني لنجده وقد ذهب مباشرة لإحياء حفل رسمي يحضره الرئيس السابق!!
النظام السابق لعب كثيراً بالأوراق الفنية
**************
«عمرو موسي» يعيد اللعب بورقة «شعبولا»
من المنتظر أن تبدأ الحملة الشعبية لدعم "عمرو موسي" بأغنية يقدمها "شعبان عبد الرحيم" مع شاعره الملاكي "إسلام خليل" عنوانها "أنا ح انتخبك يا عمرو".. للتذكرة قبل الإطاحة بنظام "مبارك" بأسبوعين فقط كان "شعبولا" قد سجل أغنية يقول في مطلعها "أنا ح انتخبك يا ريس لو حتي دمي سال وان ما اترشحتش أنت أنا ح انتخب جمال"!!
كانت الدولة حريصة علي التأكيد بأن "شعبان" هو صوت ابن البلد من محبي "مبارك" وإذا كانت نسبة الذين يعانون الأمية في مصر 30% فإن "شعبان" واحد من هؤلاء وهكذا كانت أجهزة الدولة تلعب بهذه الورقة علي اعتبار أن صوته أحد أصوات الداعمين في التأكيد علي شرعية النظام.. ظل "شعبان" حتي اللحظة الأخيرة مؤيداً لمبارك رافضاً لمحمد البرادعي وذلك تعبيراً عن التوجه الرسمي الذي كان مباشراً في الهجوم علي "البرادعي" حتي إنه في 8فبراير قبل خلع "مبارك" بثلاثة أيام كان يغني مشيداً بالثورة إلا أنه يحذر في نفس الوقت الشباب من الانجراف وراء "البرادعي" مؤكدا في الأغنية أن البرادعي "شعللها" وكأنه يختار في نفس المقطع الغنائي البديل المنتظر وهو "عمرو موسي" حتي أن "شعبولا" في إحدي مداعباته قال إنه سوف يرشح نفسه رئيساً لمصر إلا أنه من الممكن أن يفكر في التراجع في حالة واحدة وهي أن يتنازل لعمرو موسي.. هل لا يزال "شعبان" يصلح لكي يتحول إلي ورقة ضغط جماهيري لصالح مرشح ما.. يبدو أن "عمرو موسي" لا تزال لديه هذه القناعة بأنه ورقة لا بأس بها!!
تبدو العلاقة بين "شعبان عبد الرحيم" و "عمرو موسي" ممتدة في العمق منذ أن غني له قبل 12 عاما "وبحب عمرو موسي وكلامه الموزون" في إطار الأغنية الشهيرة التي بدأها قائلاً "أنا باكره إسرائيل".. أطلقت هذه الأغنية "شعبولا" لأنها عزفت علي وتر حساس داخل المصريين والعرب وفي نفس الوقت إنها اللعبة السياسية المتفق عليها بين مصر وإسرائيل في عهد "مبارك" حيث كان "عمرو موسي" يتشدد وفقاً للاتفاق مع الدولة وهو أنه سوف ينتقد إسرائيل في تصريحاته ولكن في النهاية وزير الخارجية في العالم كله وليس في مصر فقط لا يصنع السياسة إنه ينفذ الاستراتيجية المتفق عليها.. أبعدت الأغنية "عمرو موسي"عن وزارة الخارجية أحد التفسيرات التي ترددت وقتها بقوة أن الدولة وتحديداً مؤسسة الرئاسة أو ربما زوجة الرئيس "سوزان مبارك" قرأت ما بين السطور في الأغنية واستشعرت أن الشعب المصري يغني لأول مرة باسم شخص غير رئيس الجمهورية فكان لابد من إبعاده عن مقدمة الكادر وحتي لا يبدو الأمر إقصاء متعمدا منحوا له رئاسة الجامعة العربية ولأن الدولة تعلم أن "موسي" لا يطيق البعد عن الأضواء فلقد كانت موقنة أنه سوف يقبل.. عندما كانوا يتهامسون حول إقصائه بسبب مواقفه من إسرائيل ويسألونه عن سبب إبعاده عن الخارجية يسارع بالتكذيب مؤكداً أنه يخدم الوطن في أي موقع يكلفه به الرئيس وعندما يذكرونه بأنه تم الغناء له في حالة استثنائية يسارع بتغيير الموضوع حتي لا يضطر لإبداء رأي في أغنية "شعبان".. الآن عندما علم أن "شعبان" في المستشفي وفي العناية المركزة سارع بالاتصال به لأول مرة فلقد دخل "شعبان" أكثر من مرة إلي المستشفي ولم يكن يسأل عنه ولا مرة في ظل عهد "مبارك"؟!
إن السؤال الذي ينبغي أن يفكر فيه "عمرو موسي" طالما أن السياسة هي لعبة "برجماتيه" نفعية لا تعرف سوي قانون "اللي تكسب به العب به " هل لا يزال "شعبولا" ورقة رابحة يصدقه الناس؟.. الحقيقة هي أن كل أغانيه الداعمة لمبارك في السنوات العشر الأخيرة لم تسفر عن شئ، بل أدت إلي تباعد الناس عن "مبارك".. أكثر من ذلك ظل "شعبان" خائفاً بعد الثورة غير قادر علي الاقتراب من ميدان التحرير حتي الآن لم يستطع أن يدخله وعندما سألوه أجابهم أخشي أن يفعلوا بي مثلما حدث مع "تامر حسني" يفقعوني علقة.. وعندما قالوا له أنت غنيت لمبارك عشرات الأغنيات أجابهم ما الذي من الممكن أن أفعله غنيت لحسني مبارك عندما كان يحكم، ولو الشباب حكموا ح اغني للشباب ولو الإخوان حكمو ح أقرأ قرآن.. "شعبان" مع الرايجة يغني لمن يكسب.. هل بعد ذلك يصلح "شعبان" لكي يصبح صوتاً يغني في فريق "موسي" بعد ثورة25يناير.. سوف يذكر الناس دائماً أن "عمار الشريعي" كان هو الملحن الأول الذي قدم الأغنيات الرسمية التي تتغني بعهد "مبارك" مثلما سوف يذكرون أن "شعبان" هو المطرب الشعبي الأول في عهد "مبارك" رغم أن "شعبان" الآن يؤكد في كل أحاديثه أنه هو مفجر الثورة مشيراً إلي أن أغنيته التي تناولت غلاء الطماطم التي أدت علي حد قوله إلي تحرك شباب 25 يناير إلي ميدان التحرير ثم إعلانهم جمعة الغضب حتي رحيل مبارك.. هل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.