بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    إزالة 36 حالة تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    «مدبولي» لممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية: نهتم بتوسيع نطاق الاستثمارات بالمجالات المختلفة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الإسكان»: بدأنا تنفيذ 64 برجا سكنيا و310 فيلات في «صواري» الإسكندرية    وزير التعليم العالي: توسيع التعاون الأكاديمي وتبادل الزيارات مع المؤسسات البريطانية    ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية إلى 1700 شخصا    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    ميدو يصدم قائد الأهلي ويطالب بتسويقه    التشكيل المتوقع لمباراة روما وليفركوزن بالدوري الأوروبي    موعد مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري المصري الممتاز والقناة الناقلة    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة.. «سيولة في شارع الموسكي»    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    بعد 119 ليلة عرض: رفع فيلم الحريفة من السينمات.. تعرف على إجمالي إيراداته    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    «الوزراء»: إصدار 202 قرار بالعلاج على نفقة الدولة في أبريل الماضي    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير زكى:لغز عسكرى المظلات الذى تحول إلى شريك نظام مبارك فى نهب أراضى مصر
محمد سعد خطاب يحقق:
نشر في صوت الأمة يوم 25 - 04 - 2011

1. فتحي سرور يشارك في سلب 80 فدانا من محام كبير لصالح زكي ثم يستولي عليها ويبيعها لرجل أعمال باسمه شخصيا
2. توسط أحد رؤساء أبيه لنقله للعمل كفرد أمن علي أحد أبواب إدارة المخابرات..ودفع له مدير تحرير"المصور" 5 آلاف جنيه لفبركة اعترافات لتشويه عهد عبد الناصر
3. عمل في جمعية استهلاكية بعد طرده وتعرف علي الكاشيرة وتزوجها وأنجب منها ابنه شريف الذي تزوج نيفين شقيقة الجاسوس شريف الفيلالي
4. استخدمه الضابط الصغير حبيب العادلي في إنشاء جمعية 6 اكتوبر للاستحواذ علي أراضي الاستصلاح ثم حول الجمعية إلي شركة بعد الاستيلاء علي أموالها
5. بعد وصول العادلي إلي الوزارة ب10أيام وقع ابراهيم سليمان عقد بيع 17 ألف فدان في الحزام الأخضر لصالح سمير زكي رغم أن الأرض تحت ولاية وزارة الزراعة
6. مركز تخطيط استخدامات أراضي الدولة يحذر في مذكرة رسمية من تحايل رئيس شركة 6أكتوبر وادعائه وضع اليد علي 8آلاف فدان بهدف الاستيلاء عليها
· بالمستندات..جميع وزراء مبارك وحاشيته شاركوا رئيس شركة 6 أكتوبر في الاستيلاء علي أراضي الدولة والمتاجرة بها..وعصام شرف طلب الموافقة علي تمليكه أرض طريق الهرم - الواحات مقابل رصف الطريق.!
· اعترف في أكتوبر 75 بأنه أحد أعضاء فرقة صلاح نصر للتعذيب وادعي فصله لأنه رفض قتل مدير مكتب المشير وأنه الأول علي دفعته..رغم أنه حاصل علي الابتدائية
· ولد في حارة السكر والليمون لأب شاويش في البوليس وتطوع في سلاح المظلات عام 56 لكنه أصيب بصدمة عند التدريب علي القفز فتم طرده
رغم قيمة هذا الاسم الضئيل في تاريخ مصر إلا أنه يعني لها الكثير..فقصة صاحبه خير شاهد علي طريقة تصنيع الفساد في عهد النظام السابق بطول البلاد وعرضها.
شاب مجهول القدر والدور..يتحول إلي وسيط وغطاء لأكبر عملية نهب لأراضي دولة لحساب أعداد لا تحصي من المسئولين والوزراء ورجال الأعمال والضباط وما لحق بهم من أزواجهم وذرياتهم.
والطريف أن تدخل الرؤوس الكبيرة لهؤلاء إلي السجون قيد التحقيق والمحاكمة..بينما يحتفظ بطل هذه القصة بحصانته المعهودة في كل العصور، رغم سيل البلاغات التي قدمها نشطاء وضحايا للنائب العام عقب تساقط تلك الرؤوس في نظام مبارك.
في هذه السطور نكشف وللمرة الأولي عن فصول مجهولة في حياة هذه الرجل الذي جعله رجال مبارك "محلل" التربح من الاستيلاء والمتاجرة بأراضي الدولة طوال 30 عاما.
1-عسكري المخابرات..واعترافات التعذيب في عهد صلاح نصر
في 10 أكتوبر عام 1975 كان الظهور الأول لاسم سمير زكي عبد القوي..ففي مفاجأة أولي نكشفها هنا ، أفردت مجلة المصور ثلاث صفحات لحوار مع رجل اعترفت بأنه كان مجهولا، تحت عنوان"اعترافات سمير زكي عبد القوي..أنا أحد أفراد فرقة صلاح نصر الخاصة بالقتل والتعذيب"..نسب فيه زكي لمدير المخابرات الأسبق كثيرا من فظائع التعذيب والقتل بصفته شاهدا بل ومشاركا فيها..ومن بينها قتل عبد القادر عيد مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر ومصطفي وصفي المستشار بمجلس الدولة وعدد من ضباط القوات المسلحة وخصوم النظام وقتها، ومما جاء بهذه الاعترافات حول قصة عبد القادر عودة"جاء صلاح نصر وحسن عليش ويسري الجزار بحضوري وانهالوا عليه ضربا بعصي الخيزران وشتموه ومما قاله صلاح نصر"أنت تتطاول علي عمك وسيدك شمس بدران يابن كذا وكذا"ثم أمرني برفع العصابة عن عينيه وأحضروا طبيبا وقالوا لعبد القادر انهم سيقتلونه بحقنة مسمومة أو بالحرق مالم يوقع اعترافا بأنه يعد لعمل انقلاب عسكري..وقدموا إليه كشفا فيه أسماء بعض الضباط الذين كانوا يترددون علي مكتبه وطلبوا منه الاعتراف عليهم كشركاء له في الانقلاب..وطلبوا منه الاعتراف علي صديقه الدكتور مصطفي وصفي المستشار بمجلس الدولة بأنه ممثل الجانب المدني في الانقلاب وسبب الحملة علي وصفي أنه سبق ان ارسل مذكرة إلي الرئيس عبد الناصر يشرح فيها عمق الفساد الذي وصلت إليه الأحوال في القضاء والنيابة بسبب تسلط مراكز القوي..واستمر تعذيب عبد القادر ومصطفي والضباط الذين وردت أسماؤهم في الكشف ومنهم العميد زكي هاشم سبعة أيام..وتنوعت عليهم أساليب التعذيب الرهيبة ومنها عملية غسيل المخ بطاقية كهربائية تصدر ذبذبات عالية جدا يكاد ينفجر منها رأس المقبوض عليه وتكاد آلامها تصل به إلي الهلوسة والجنون.. وأذكر أن حسن عليش ذات مرة أثناء الاستجواب رفع مسدسه علي عبد القادر وأخذ يحاصره بطللقات الرصاص حوله من كل جانب وما زالت آثار الطلقات باقية علي حوائط الحجرة في مبني الإدارة حتي اليوم ومع ذلك لا أنسي شجاعة مصطفي وصفي وسط هذه المأساة والهوان فقد رفع رأسه ذات مرة وبصق بكل احتقار علي وجه صلاح نصر"
لم يتحرك أحد بعد نشر الحوار لتقديم صاحبه للمحاكمة بموجب اعترفات صريحة بالمشاركة في أعمال تعذيب لمواطنين مدنيين بل وعسكريين أيضا إذا صحت تلك الاعترافات ، فجرائم التعذيب لاتسقط بالتقادم..إلا أن سببا غامضا كان وراء هذا الصمت الرسمي في عهد السادات الذي رفع شعار غلق المعتقلات وانتهاء عصر التعذيب وزوار الفجر.
كان السبب هو مبلغ خمسة آلاف جنيه دفعها - حسب مصادرنا- فوميل لبيب مدير تحرير المجلة وقتها إلي سمير زكي لاختلاق هذه الشهادة في ذكري نصر أكتوبر الثانية ضمن حملة لتمجيد أنور السادات وتشويه عهد سلفه جمال بعد الناصر مستغلا ماتحقق يوم العبور..
فلم يكن زكي الذي أظهر في الحوار أنه ذراع صلاح نصر في فرقة التعذيب وقتها سوي فرد أمن علي بوابة إدارة المخابرات في كوبري القبة قبل فصله..بينما راح يدعي ان تليفون السادات كان مراقبا وأن اللواء حمزة البسيوني دعاه إلي فنجان قهوة..وكأنه كان يقوم وحده بكل اعمال الجهاز من تنصت وتعذيب واتصال بمسئولين.
وقد تسربت هذه المعلومة من بين اعترافات زكي عن دوره المزعوم في جهاز المخابرات حين تعرض لواقعة تصفية" الشناوي"مدير مكتب صلاح نصر نفسه للشئون الخاصة حين قال"كان بعض المتهمين قد اعترفوا بأن الشناوي كان شريكا لهم وانه قام بطبع بعض المنشورات المثيرة ضد السلطة ووضع واحدا منها علي مكتب الرئيس جمال عبد الناصر..وطلب مني صلاح نصر استدعاء الشناوي بمجرد وصوله إلي مبني الإدارة وبالفعل نفذت الأوامر وعندما مثل امام صلاح نصر واجهه باعترافات المتهمين فأنكر..أمرني صلاح نصر أن أقود الشناوي إلي دورة المياه وتركته هناك حيث لحق به صلاح نصر وبعد لحظات سمعت طلقا ناريا وخرج صلاح نصر وقال لي"الواد انتحر"..والشئ المؤكد أن أحدا لم يكن يحمل مسدسات سوانا نحن أفراد أمن الإدارة"..!
المفاجأة الثانية في قصة هذا الرجل أن زكي الذي لم يذكر اسم الشناوي كاملا في الحوار لسبب بسيط هو عدم علمه به، والذي يشير في موضع آخر إلي أن صلاح نصر كان ينتقد عدم زيارة السادات للجهاز قائلا "دفتر زيارات إدارة المخابرات العامة لم يسجل ولا زيارة واحدة من أنور السادات ودفاتر الزيارات مازالت موجودة وتشهد بصدق قولي"ما يشي بأنه كان مجرد فرد أمن يمسك بدفاتر الزيارات ، بل والذي يقول في بداية الحوار أنه "كان في سلاح المظلات وتم اختياره مع مجموعة من رفاقه للعمل في المخابرات حيث تلقي فرقة في معهد العلوم الاستراتيجية علي أعمال الأمن والمخابرات والتحريات وأنه كان الأول علي دفعته"..لم يكن سوي عسكري متطوع في سلاح المظلات عند حدوث العدوان الثلاثي عام56 .
2-من حارة السكر والليمون إلي المهندسين
لا تعد النشأة المتواضعة عيبا إلا عندما تثير تساؤل العدالة الأول"من أين لك هذا"..وبطل هذه القصة ولد في 24 حارة السكر والليمون بمنطقة فم الخليج بحي مصر القديمة في عام 36 قبل ان ينتهي به الحال إلي مجاورة الوزير السابق سيد مشعل في شارع عبد المنعم رياض بالمهندسين، لوالد كان يعمل شاويشا في البوليس..لم ينجح الأب في مواصلة تعليم ابنه،فسارع بعد حصوله علي الابتدائية لإلحاقه كعسكري متطوع في القوات المسلحة عام 56 حيث ألحق بسلاح المظلات..إلا انه تعرض لموقف سئ قضي علي بقائه في هذا السلاح أثناء التدريبات حين أصيب بالصدمة من القفز العالي،وكاد أن يطرد من الخدمة ، لولا سعي الأب لدي رؤسائه للتوسط ونقله لمكان آخر، وكان له ما أراد حيت توسط أحدهم فتم نقله للعمل كفرد أمن في إدارة المخابرات العامة الوليدة وقتها، لكنه سرعان مافشل في مهمته الجديدة فتم فصله من العمل بالقوات المسلحة في منتصف الستينات، وقبل إقالة ومحاكمة صلاح نصر بفترة طويلة، ليخرج إلي الشارع.
ومما يثبت أنه لم يكن أحد ضباط الأعمال القذرة بالمخابرات كما ادعي بمباركة من أنور السادات بدليل ،انه لا يملك بطاقة علاجية بمستشفي وادي النيل أسوة بباقي ضباط الجهاز.وأفراده
بصعوبة نجح زكي في الالتحاق بعمل هامشي بسيط يتقوت منه بمركز شباب زينهم،كانت تلك الأيام أشدها صعوبة علي سمير زكي الذي كان ينام خارج المنزل دائما في منطقة الجيارة بسبب الخلافات الكثيرة مع أسرته ، وسرعان ما ترك العمل بمركز الشباب لعمل أفضل في الجمعية الاستهلاكية بالملك الصالح القريبة من بيت أسرته، وفي الجمعية تعرف إلي زوجته التي كانت تعمل "كاشيرة" بالجمعية.. وكان من نتائج عمله بالجمعية هو وزوجته أن حول دكانا بسيطا أسفل منزله إلي مكتب تخليص جمركي في السبعينات مع بداية الانفتاح..ثم عاوده الحنين إلي الأضواء التي سلطتها عليه الصحافة بحوار"المصور" فسعي للالتحاق بعمل إداري في دار الشعب عام 84، قبل ان يتركها سريعا، للعمل في مصنع اللؤلؤة للزجاج حيث كان عمله انه بلا عمل مستغلا حوار المصور. قبلها كان قد أفتتح مطعما للفول والطعمية ولكنه سرعان ما فشل.
3-العادلي والكفراوي .. وبداية الدخول في لعبة النظام الكبيرة
ربطت سمير زكي في تلك الفترة علاقة بضابط أمن دولة في فرع الجيزة بجابر بن حيان..وكانت هذه العلاقة جسرا انتظره طويلا للقفز إلي ثراء ونفوذ طالما حلم به وشاهده عن بعد دون ان يجرؤ علي الاقتراب منه.
كان هذا الضابط هو حبيب ابراهيم العادلي، الذي استخدم زكي في تأسيس جمعية 6اكتوبر لاستصلاح الأراضي والتنمية الزراعية ..التي سرعان ما تحولت إلي وعاء كبير لضم أراضي الدولة علي جانبي طريق الإسكندرية الصحراوي بدعوي الرغبة في زراعتها، لتبدأ فصول أكبر عملية لنهب أراضي مصر والتربح منها في عهد مبارك.
ومن الطريف أن العادلي جاء باللواء حسنين محمد حسنين وكيل المخابرات العامة السابق ليصبح نائبا لرئيس الجمعية العسكري سمير زكي ويتشارك الجميع في نهب كعكة الأراضي في ظل حماية رجال الرئيس.. حيث خرج حسنين من الجمعية بعشرات الأفدنة بالحزام الأخضر اضافة إلي فيلا فخمة .. علي 5أفدنه بالوادي الاخضر استطاع العادلي أن يضم لها أسماء كبيرة من رجال أعمال ومسئولين لاحقين.. وضباط أمن الدولة
4-إبراهيم سليمان..تميمة الحظ وأسطورة الحزام الأخضر
بعد وقت قصير كان سمير زكي علي موعد مع تميمة حظ أخري حين دخل محمد ابراهيم سليمان إلي وزارة الإسكان..كانت الأراضي الواقعة علي جانبي الطريق الصحراوي تحولت إلي ولاية هيئة التنمية الزراعية بحكم أعمال التخصيص بغرض الزراعة التي جرت خلال الثمانينات..وكان سليمان واحدا من الذين فتح معهم العادلي جسورا قبل وصول الاثنين للوزارة..وما إن استقر سليمان في كرسي الوزارة حتي قرر منح سمير زكي عبدالقوي"عن طريق البيع" مساحات بلغت جملتها حوالي 17 ألف فدان علي الطريق بزعم إنشاء حزام أخضر حول مدينة 6أكتوبر من الأراضي التابعة لولاية وزارة الزراعة والمخصصة أصلا إلي مواطنين، منها بيع 250فداناً بالكيلو 4105 إلي رجل الأعمال محمود عزب الذي باعها بدوره إلي شركات وأفراد غير مصريين..رغم انهما كانت مؤجرة بموجب عقد إيجار بغرض التمليك، مؤرخ في 27يناير 1997، بناء علي قرار الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق برقم 511 لسنة 1994 وبعد سلسلة من التحايلات والتمهيد ووضع اليد علي الأرض حرر الوزير لجمعية زكي عقد بيع بتاريخ 27ديسمبر 1997، جرت عليه تعديلات بتاريخ 9سبتمبر 1998، بين المهندس أحمد سمير عبدالله، ممثلاً عن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وسمير زكي عبدالقوي.
ولنا أن نلاحظ ان توقيع العقد تم بعد 10 ايام فقط من وصول حبيب العادلي لمنصب وزير الداخلية، وكان أوعز قبلها لتابعه زكي بحل الجمعية وتصفية ممتلكاتها وتحويلها بنفس الاسم إلي"شركة 6 أكتوبر لاستصلاح وتعمير الأراضي والطرق الصحراوية بعد الاستيلاء علي جميع مخصصاتها رغم أنها تخضع لقانون الجمعيات واموال أعضائها من المال العام.
ويذكر لنا الفريق محمد الشحات محافظ مطروح السابق أن ابراهيم سليمان شخصيا توسط لديه لاستقبال سمير زكي الذي أعوزته الحيلة في مقابلته،حين باءت محاولته ضم مساحة من أراضي القوات المسلحة لأراضي شركته،وما أن سمح له بالدخول حتي فاجأه زكي بعرض عقد بيع خالص الثمن لمساحة كبيرة من أرض 6 أكتوبر فما كان من الشحات إلا أن قام بطرده من مكتبه.
كما وضع زكي يده علي 5 آلاف فدان من هيئة التنمية الزراعية ودفع 200 جنيه ثمنا للفدان الواحد ، ثم قام ببناء 56 فيللا علي المساحة المذكورة بواقع خمسة أفدنة لكل فيللا، استحوذ منها لنفسه علي خمس فيلات..تلاها بوضع يده علي 17500ألف فدان في أفضل مواقع مدينة 6 أكتوبر..بدعوي الاستصلاح..حيث دفع زكي خمسة آلاف جنيه ثمنا للفدان الواحد ثم أعاد بيعه بمبالغ فلكية وصلت في بعض الحالات إلي مليون ونصف المليون جنيه وخص كبار رجال الدولة بنصيبهم من الأرض بالسعر الأصلي عند التخصيص.
في حين خصص لابنه شريف مساحة قدرها 50فدانا بأرض مدينة 6 أكتوبر أقام عليها ميناء جافا للبضائع ثمنه أكثر 400مليون جنيه، بعد أن أخرج شركاءه محمد جنيدي وعمرو النشرتي وعبد المنعم سعودي..ومن المفاجآت أيضا ان زوجة هذا الابن هي نيفين فوزي الفيلالي شقيقة الجاسوس شريف الفيلالي الذي انتحر داخل محسبه بعد إدانته في قضية تجسس لصالح إسرائيل.
وعمها هو المهندس سامي الفيلالي وكيل أول وزارة الزراعة السابق وصديق سمير زكي
كما خصص مساحات اخري من أرض الحزام الأخضر لابنائه نور الدين وياسمين ومروة وشيرين وشريف ونادين الذين جعلهم أعضاء بالجمعية.
حتي زوجته زينب إبراهيم البارودي وزوجة ابنه شريف السيدة نيفين فوزي الفيلالي وابنتها نادين شريف وأخيه فاروق زكي عبد القوي
وكاد زكي يحصل علي ثمانية آلاف فدان أخري علي طريق الواحات لولا خروج سليمان من الوزارة..وعندما جاء المغربي سارع زكي بنشر تهنئة بتوليه الوزارة في صحيفة الأهرام ليعيد تقديم طلب تخصيص هذه المساحة إلا أن ما نشرناه وقتها من مخاطبات رسمية تثبت تلاعبه وطرقه الاحتيالية في الاستيلاء علي أراضي الدولة جعلت المغربي يتردد في منحه الأرض بل ويسارع بنشر تحذير في الجرائد الرسمية أيضا من التعامل مع سمير زكي.
ومن تلك المستندات مذكرة المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة المؤرخة رقم 6 لعام 2005 والتي جاء بها" تؤكد المعاينات التي أجراها المركز والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية علي لجوء الشركات الطالبة(من بينها شركة 6 أكتوبر)إلي التعلل بوضع يدها علي تلك المساحات بالمخالفة للحقيقة كسبب يمكن الارتكاز عليه للتعاقد معها وهو ما يؤكد توجه المركز بضرورة التصدي لتلك الظاهرة بحسبانها سببا غير مشروع للتملك".
كانت هذه الخطوة التي حرقت ورقة سمير زكي مقدمة لإخراجه من الشركة في عام 2006 واستبداله بنائبه مجدي بركات الذي استحوذ هو الآخر علي 200 فدان من أجود أراضي الحزام الأخضر. بل ترك له زكي أكثر من 2000فدان غير مخصصة تلاعبا في تخصيصها بركات كان موظفا يتقاضي 750جنيها سنويا الآن نريد أن تعرف من أين جاءت ثروته الكبيرة والفيللات التي يمتلكها.
5-لعبة التخصيص للزراعة والتقسيم للكبار..والبيع بالملايين لأمراء الخليج
سمير زكي لعب دوره جيدا كستار لعدد من كبار شخصيات دولة مبارك..وعلي رأسهم حبيب العادلي وصفوت الشريف وأحمد عز وكمال الشاذلي وفتحي سرور..وقام زكي بتوزيع 17500ألف فدان بالحزام الأخضر حصل عليها باسم الجمعية علي عدد هائل من الكبار الذين تربحوا أموالا طائلة من بيع تلك الأرض فور استلام عقودها..وفي صدارة هؤلاء حبيب ابراهيم العادلي وزير الداخلية السابق الذي استحوذ علي 80 فدانا في حوض رقم 1 بني عليها قصرا ضخما ،إلي جوار القطعتين رقم 12 و19 استحوذ عليهما نجله شريف علي مساحة 20 فدانا في حوض رقم 19وتم مد خط مياه خاص به من الشيخ زايد علي نفقة الجمعية حيث يبلغ سعر الفدان 5 آلاف جنيه في حوض رقم 1 ويباع الآن بمليون ونصف المليون جنيه وكان محمد أبو العينين عضو مجلس الشعب قد اشتري قطعا كثيرة جداً من هذه الأراضي خلال الخمس سنوات الماضية .
وتضم قائمة الكبار الذين استولوا علي أرض الحزام الأخضر بطريق الإسكندرية الصحراوي أبناء صفوت الشريف أشرف وإيمان وإيهاب وقد استولي كل منهم علي قرابة 20 فدانا في حوض رقم 1،كما حصل أبناء هتلر طنطاوي رئيس هيئة الرقابة الإدارية السابق سما ومني علي مساحات مماثلة في حوض 30و31، يضاف إليهم أصهار هتلر طنطاوي من عائلة محمود محمد علي رئيس هيئة الضرائب السابق الذي استولي وحده علي 60 فدانا أقام علي قطعة منها مزرعة للكلاب ،إلي جانب زوجته نشوي عبد الغني حسن وشقيقه مجدي وزوجته إكرام وقريبته ريهام عبدالفتاح محمد علي التي خصص لها 60 فدانا..نفس الأمر ينطبق علي عدد من أبناء الكبار بينهم عمرو وعماد نجلا وزير التعليم العالي الحالي عمرو عزت سلامة ووليد نجل جلال الزربة رئيس اتحاد الصناعات وحسام وخالد نجلا عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار المقال بالتليفزيون وحصلا علي 40 فدانا بحوض 1..يسبق هذا عدد من أسماء كبار ضباط العادلي وأبناؤهم وفي مقدمتهم: محمد باسم قائد الحرس الخاص به وحصل علي عشرة أفدنة في الوادي الأخضر وقصرا شديد الفخامة في أكتوبر أسوة بالوزير ، ورشاد خليل حسن الشرقاوي رئيس مباحث أمن الدولة السابق بالإسكندرية وحصل علي 20 فدانا بحوض 20، وماهر محمد وهبة الدسوقي استحوذ لنفسه علي 40 فدانا بامتداد حوض 8 و9 إلي جانب شقيق محمد وحصل علي 20 فدانا بحوض 9 ،واللواء محسن الفحام مدير مباحث أمن الدولة بمطار القاهرة الذي استولي علي 20 فدانا بحوض رقم 21، والضابط هشام عمارة هاشم وحصل علي 40 فدانا في حوض12.
بعض من يحاولون القفز من مركب النظام الغارقة الآن تربحوا من توزيع هذه الأراضي وبينهم سكرتير مبارك السابق مصطفي الفقي الذي أخذ 8 أفدنة في الحزام الأخضر،إلي جوار 39 فدنا حصل عليها الوزير كمال الشاذلي مقابل 200 ألف جنيه ثم باعها للأمير السعودي مشعل بن سلطان بن عبد العزيز مقابل 14 مليون جنيه،في احواض 1و2..كما حصل نجلاه محمد ومعتز علي 20 فدانا في حوض الصحراوي..بينما حصل رجل الأعمال أحمد بهجت فتوح علي 20 أخري في حوض 2..وينضم للقائمة جمال شومان النائب العام السابق وأنجاله حازم وأحمد ومحمد وحصلوا علي 80 فدانا في حوض 7 و9تساوي اليوم 90 مليون جنيه، إلي جانب 18 فدانا استحوذ عليها طلعت أحمد نبوي القواس في حوض 29،مع قائمة طويلة من فنانين وصحفيين ومسئولين منهم يسرا ومحمد عهدي فضلي وعلاء عبد الحميد البنا المستشار القانوني لوزير الإسكان الأسبق محمد ابراهيم سليمان وحصل علي 20 فدانا في القطعة رقم 11 بحوض 34 ، وهو ابن خاله هتلر طنطاوي
في حين حصلت عائلة وزير السياحة المحبوس زهير جرانة وحدها علي عشرات الأفدنة موزعه علي النحو التالي:محمد زهير جرانة 15 فدانا بقطعة رقم 5 ومحمد وحيد زهير جرانة 10أفدنة بالقطعة 10ب وعلاء أحمد هاني جرانة 15فدانا بالقطعة 10 وأميرمحمد وحيد جرانة 15 فدانا ومحمد كريم جرانة 20 فدانا ومحمد منير جرانة 15 فدانا وسميحة جرانة 20 فدانا، زكي كان يمتلك فيلا ضخمة في منتجع جرانة..بينما حصل أبناء فتحي سرور طارق وهناء وحنان علي 50 فدانا كما حصل مدير مكتبه يسري الشيخ علي 20فدان وابنته جيلان الشيخ علي عشرة أخري في القطعة38. كما حصل عبد الستار حامد سالم مقاول الطرق وأولاده علي 150فدانا بالحزام الاخضر ثمنها 300مليون جنيه بعد أن أسند اليه زكي انشاء طرق الجمعية وهو الذي قام بتسوية أرقض محمود محمد علي رئيس مصلحة الضرائب الأسبق.
لابد من أجهزة الرقابة ومباحث الاموال البحث عن ثروات الذين نهبوا أرض مصر.
كاميليا عبده سيد طنطاوي حصلت من زكي علي 240فداناً قطعة من 1 إلي 24 زوجي وفردي وأيضا علي
10أفدنة قطعة 2أ حوض 53
10أفدنه قطعة1أحوض 53
20فداناً قطعة 36 حوض2
10أفدنة قطعة 5 حوض الصحراوي
20فداناً قطعة 15 حوض 36
وأخيها خالد عبده طنطاوي حصل علي 40فدان قطعة 25،26.27.28 حوض الصحراوي خالد مركب ومشتلا ضخماً علي نيل المعادي والسيدة كاميليا ابنها معادية سعودي الجنيسة كان يتردد علي سمير زكي علي مقاهي المهندسين.
عمليات التخصيص التي كانت تستهدف صراحة التربح من بيع أراضي الدولة لم تراع متطلبات السلامة العامة للبلاد ،وفي واقعة تدل علي ذلك تم تخصيص ألف فدان بسعر 50 جنيها للفدان لشركة الحجاز للمشروعات الزراعية في حزام الأمان في عهد يوسف والي رغم صدور قرار سيادي بمنع التخصص في هذه المنطقة او استغلالها بأي طريقة حتي لا تؤثر علي مخزون المياه الجوفية في منطقة الدلتا..
6-عندما يصبح رئيس مجلس الشعب شريكا في عملية نصب
سمير محمود عيسي المحامي تعرض وشريكه رجل الأعمال عيد البنبي لعملية نصب مكتملة الأركان بطلها رئيس مجلس الشعب شخصيا بمشاركة سمير زكي ..وروي عيسي لنا هذه القصة الخطيرة التي تصلح وحدها كعريضة اتهام لرئيس مجلس الشعب"المنحل"..يقول:كنت عند صديق لي اسمه عمر ذو الفقار يعمل ممثلا،وهناك قابلت لواء شرطة يدعي حسن خالد ابوالعينين..أخذنا نتجاذب أطراف الحديث حتي أخبرني أنه يمتلك قطعة أرض بالكيلو 41.5 مساحتها 205 أفدنة وانه يرغب في بيعها.. وافقت علي عرضه وذهبت معه لإتمام عملية الشراء وطلبت منه أن أري العقود،فتبينت أنه حائز للأرض منذ 10 سنوات بموجب عقد مع شركة 6 أكتوبر الزراعية قام خلالها بإنشاء بئر مياه بالأرض..رحت أستعلم عن الشركة في مقرها بشارع الأزهار بالمهندسين فعرفت ان نائب رئيس مجلس إدارتها هو اللواء ابراهيم محرم كان لعمل بمباحث الاموال العامة وكان معه اللواء جمال فؤاد وكان ضابطا بالاموال العامة أيضا وكانت تربطني به علاقة نسب..أخبرته انني سأشتري 35 فدانا من مساحة الأرض، فقال إن الأرض عظيمة لكن افضل ألا تشتريها إلا من خلال الشركة لأن صاحبها مدين للجمعية بمبالغ مالية ولابد أن يحضر للتنازل عن الأرض أمامنا..وبالفعل ذهبت بصحبة أبو العينين إلي مقر الشركة، وأمام سمير زكي رئيس الشركة ونائبه ابراهيم محرم حررت شيكا بمبلغ 81 ألف جنيه من حسابي بالبنك العربي لصالح شركة 6 أكتوبر الزراعية بالإضافة إلي ثمن الأرض الذي تقاضاه اللواء حسن ابو العينين، وأفهموني أنه سدد رسوم التنازل وسوف يحرر عقد بيع من الجمعية..سددت رسوم التنازل إلي "زكي"و"محرم" وأنهيت الإجراءات، وانتظرت العقود، إلا أنني شعرت ببداية وجود تلاعب في الأمر..ذهبت إلي ابراهيم محرم لاستعلم عن سبب التأخير في تسليم العقد، فأبلغني أن هناك مشكلة نشبت بين رئيس الشركة سمير زكي وابوالعينين ، وأن الأول اعتدي علي الأخير بالضرب فحرر له محضرا به كشف طبي يؤكد إصابته بعاهة مستديمة..وطلب مني ان أسعي للصلح بينهما حتي انقذ أموالي والعقد..وبالفعل بذلت جهدا لإبرام الصلح وتسوية الخلاف بينهما، لكنني فوجئت بهم يدخلون الأرض ويطردون الخفير الذي كلفته بحراستها،كما ردموا البئر بحجة عزم الدولة إنشاء مطار سري علي هذه الأرض.
ويمضي"عيسي" في الحكاية الفاضحة:حاولت تدبر أمري واستيعاب الصدمة وفهم مايحدث..فذهبت إلي الدكتور أحمد فتحي سرور، وإذا بي وأنا علي باب مكتبه أفاجأ برئيس الشركة سمير زكي خارجا منه،سألته "بتعمل ايه هنا..رد:الدكتور سرور صديقي..أمسكت به ودخلت علي "سرور" لأشكوه له، فقال سرور له: خلص الموضوع يا سمير يا زكي.
فجأة وفي اليوم التالي مباشرة وجدت الدكتور أحمد فتحي سرور يتصل بي طالبا حضوري إلي مكتبه بصفة عاجلة فذهبت إليه لأجده يعرض علي إنهاء موضوع سمير زكي وديا، تعجبت من هذا العرض ، وقلت له سبق وحضرت إليك وطلبت تدخلك لكنك لم تفعل شيئا فاضطررت لرفع الدعوي..فرد حرفيا "اسمع انا هاجيبه هنا وأضغط عليه واخليه يديك أرضك أو أرضا بديلة" ثم طلب سمير زكي أمامي وأمره أن يحضر له في مكتبه الساعة 11 صباح اليوم التالي، وطلب مني ان أحضر بعدها بساعة،وكان معي في هذا اللقاء شريكي في شراء الأرض ووالد زوج ابنتي،والتي تم طلاقها بسبب عملية النصب التي تعرضت لها في هذه الأرض لأنهم اعتبروني سببا في ضياع أموالهم..دخلنا مكتب سرور فوجدنا سمير زكي جالسا معه، وفور دخولنا طلب منه سرور إعطاءنا أرضا بديلة وقال" هتديهم أرض مساحتها إيه يا سمير" فرد عليه" هو ليه 35 فدان علي الطريق وانا هاديه 80 فدان" فقلت لهم موافق..وطلب مني سمير زكي ان امر علي الجمعية في اليوم التالي وقال سيأخذك مجدي بركات لتشاهد الأرض البديلة، وبالفعل ذهبت معه ومشينا داخل الصحراء لمسافة 30 كيلو، فأبلغته برفضي لهذه الأرض لأن أرضي كانت علي الطريق مباشرة.
كان شريكي اللواء حسن أبوالعينين - يضيف- في زيارة للموقع فوجد لافتة كبيرة علي الأرض كتب عليها شركة المشروعات العصرية لصاحبها محمود عزب..أخذ يتحري عن صاحب الاسم حتي عرف أنه صاحب فندق بيراميزا فذهب إليه ليعرف كيف آلت إليه أرضنا ولم تهب لبناء المطار السري كما قالوا لنا..وكانت المفاجأة أنه اشتراها من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب مقابل 15 مليون جنيه سائلة وقصرين يملكهما عزب في منتجع رويال هيلز..بعد قضية وهمية امام محكمة مدني كلي شمال الجيزة برقم 24499 لعام 2001 انتهت بالتصالح بين سمير زكي ومحمود عزب للتمكن من تسجيل عقد البيع بالتزوير، حيث أصبحت هذه الأرض هي الوحيدة التي تم تسجيلها من جميع اراضي الحزام الأخضر علي طريق الإسكندرية الصحراوي..ليقوم عزب بطرح الأرض للبيع بعد فترة تسقيع بسعر مليون و200 ألف جنيه للفدان بعد أن اشتراها بسعر 7 آلاف جنيه للفدان..بينما حصل سمير زكي علي براءة في الدعوي التي رفعتها ضده.
6- أحط أنواع الفساد..وحصانة عصام شرف التي تمنع محاكمة زكي
بعد تساقط رموز النظام السابق وانضمامهم إلي قائمة المحبوسين احتياطيا علي ذمة التحقيق في قضايا الفساد والتربح سارع كثيرون من ضحايا سمير زكي لتقديم بلاغات للنائب العام حول ماقالوا في البلاغات إنه ارتكبه من "أحط أنواع الفساد واستغلال النفوذ والتربح وإهدار المال العام ونهب ثروات أفراد الشعب بصفة عامة، وثروات المبلغين بصفة خاصة، لصالح فئة استطاعت حصد المليارات من أموال الشعب".
إلا أن إجراء لم يتم تجاه هذا الرجل تحديدا رغم القبض علي أكابر مجرمي هذا البلد..فهل يتمتع سمير زكي الذي يوزع ادعاءاته منذ السبعينات..مرة بأنه أحد قيادات المخابرات العامة..ومرة بأنه أحد ابطال سلاح المظلات..ومرة بأنه الأول علي دفعته..بحصانة خاصة لدي حكومة عصام شرف أو أجهزة العدالة والأمن في عهد الثورة تماما كما كان حاله قبلها.
ربما تكون مفاجأة صادمة أن نذكر أن عصام شرف وزير النقل في عهد مبارك كان واحدا ممن مهدوا الطريق لصعود وثراء سميرزكي واستيلائه علي أراضي الدولة بطرق ما أسهل سذاجتها وأقسي بجاحتها..ففي خطاب من سامي سعد زغلول امين عام مجلس الوزراء بتاريخ 11 أبريل 2005 إلي الدكتور عصام شرف وزير النقل جاء ما يلي"السيد الدكتور عصام شرف وزير النقل، تحية طيبة وبعد.. بالإشارة إلي مذكرة سيادتكم رقم 1829 المؤرخة في 2005/4/3شأن طلب الموافقة علي تشكيل لجنة من وزارات الزراعة والنقل والكهرباء وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة 6 اكتوبر الزراعية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.