تحت عنوان "كيف اختلف مكرم عبيد مع مصطفى النحاس" نشرت مجلة الجيل عام 1954 حلقة من مذكرات محمد التابعي، يقول فيها: إن محكمة الثورة الآن تتعرض لقصة الخلاف بين مصطفى النحاس ومكرم عبيد، وإنه في يوم الجمعة 29 مايو 1942 كان موعد حفلة الشاي لأسبوع البر، وهي الحفلة التي تقيمها حرم مصطفى النحاس باشا "زينب الوكيل" في مينا هاوس، ودعاني صبري أبو علم للقائه ونجيب الهلالي في المساء بمينا هاوس، حضرت متأخرًا، فإذا بصبري ونجيب قد انصرفا فقابلني فؤاد سراج الدين ودعاني لتناول العشاء معه وبعد العشاء صعدنا إلى الجناح الذي يقيم فيه رفعت النحاس باشا، والسيدة حرمه، وانفردت بالنحاس في "الفراندة" وحاول أن يفسر لي لماذا أحب مكرم عبيد وأنزله من نفسه ومن الوفد هذه المنزلة. قال النحاس: كنا ستة لما نفينا إلى "سيشل"، لكن كنا ثلة من أربعة، وهم "سعيد باشا ومكرم وسينوث حنا" وأنا، أما فتح الله بركات وعاطف بركات فلم نكن نرتاح لهما.. وقد علمت مكرم القرآن وتلاوته وحفظ عني كثيرًا من الآيات، وعرف فيما بعد كيف يستعملها في خطبه وكتاباته، وكان يرتل القرآن، وكنت أنا أحسنهم صحة لذلك حين مرض مكرم قمت على تمريضه.. ماتت المجموعة كلها ولم يتبقَ إلا مكرم وأنا. يقول التابعي: بعد ذلك روى لنا فؤاد سراج الدين، بوادر الخلاف بين النحاس باشا ومكرم باشا، فقال: ذات يوم كان النحاس ما زال يقيم في الباخرة وجاءه قاسم جودة لزيارته، فقالت له حرم النحاس إن "الصحفيون يسرفون في الكتابة عن مكرم عبيد بينما النحاس ووزارته لا يكتب عنها نصف ما يكتب عن مكرم". مؤكدًا أن قاسم جودة أبلغ ما قالته زينب هانم لمكرم الذي ذهب فورًا إلى النحاس وعاتبه على كلام زينب هانم.. ثم دعته زينب إلى زيارتها وسألته عمن أوصل له هذا الكلام فرفض مكرم البوح، فقالت: سألتك لأقطع دابر من يريد الإيقاع بيننا، فقال لها مكرم: "يظهر أنك خايفة على منصب زوجك مني"، فانتفضت زينب هانم ثم قالت "مين أنت.. أنت تقدر تعمل إيه.. هل تقدر تكسب الزعامة.. جوزي هو اللي خلقك". رد مكرم: اللي خلقني ربنا مش جوزك وأنا عملت نفسي بجهادي وتضحياتي. قام النحاس وقال لمكرم: بوس رأس أختك.. وفعل ذلك مكرم عبيد قائلًا وهو تارك المكان: زينب هانم أهانتني.