· أنغام تعرضت لضغوط من مسئولين كبار ولكن لا يجب أن تنقذ نفسها علي حساب مصداقيتنا أثار الحوار مع الفنانة أنغام علي صفحات جريدة "صوت الأمة" العدد الماضي، جدلاً واسعاً داخل وخارج الأوساط الصحفية والسياسية خاصة بعد اهتمام الكثير من المواقع الإلكترونية وعدد من الجرائد والمجلات الفنية وغير الفنية، بتصريحاتها، التي وصفها البعض بالخطيرة والجريئة في الوقت نفسه، ولكم كان شرف لي أن يكون الحوار المذكور أولي مساهماتي الصحفية في كتيبة فرسان "صوت الأمة"، والذي دارت كواليسه وأسئلته وإجاباته داخل منزل الفنانة المحترمة بضاحية الشروق علي بعد 40 كيلو متراً من العاصمة. فقد شرفت بالتوجه إلي منزل أنغام بناء علي ميعاد لاحق لعودتها من الخارج بعد رحلة عمل فنية لها بالقارة الأوروبية، بعد توسط أحد الأصدقاء المشتركين بيننا لتسهيل مهمتي الصحفية، وعلي عكس ما كانت عليه أجواء الحوار من ود وترحاب وكرم ضيافة، كان رد الفعل العنيف السريع بعد صدور الجريدة بساعات قليلة أمراً مثيراً للدهشة، بعد استقبالي لمكالمة تليفونية من أنغام، تستنكر فيها في هدوء ما جاء بمتن الحوار وعنوانه، متمسكة بالتأكيد علي عدم تطرقها لأية آراء أو جوانب سياسية في الحوار موضوع الحديث، ومع كل محاولة يائسة مني لإقناعها بوجود تسجيل صوتي لنص الحوار، يزداد تمسكها أكثر بعدم خوضها في التفاصيل السياسية أو الحزبية في أي حوار صحفي من قبل، بل ودللت علي ذلك بإحدي حلقاتها التليفزيونية بأحد البرامج غير ذات الصلة بالموضوع، إلي أن انتهت المكالمة بيننا إلي الاتفاق المبدئي لعقد جلسة ودية تستمع خلالها بعد عودتها من الإشتراك في برنامج "نجم الخليج". بعد أيام قليلة تلقيت اتصالاً تليفونياً آخر منها تخبرني من خلاله بأخلاق الفرسان إصدارها لبياناً صحفياً تنفي به أية علاقة لها بهذا الحوار، مع نيتها لرفع دعوي قضائية لاحقة ضد جريدة "صوت الأمة" للأضرار الأدبية والمعنوية التي لحقت بها، وفي هذا الاتصال حاولت طمأنتها بعدم جدوي آرائها السياسية التي لن تفيد أو تضر الحزب الوطني، كما أن رجال وقيادات الحزب لن يسمحوا لأحد بالتعرض لها لمجرد رأي سياسي عابر لفنانة وهم الذين ينادون يومياً بالديموقراطية لكن كان قراراها الأخير بإصدار البيان النافي الذي تناقلته وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت بنهم شديد، وبسذاجة يصعب تصديقها، دون محاولة واحدة للرجوع إلي مصدر الحوار للتأكد من حقيقته وسماع وجهة النظر الأخري، وهو ما يدل علي سهولة انتشار الشائعات في الأوساط الفنية بضغطة زر علي الإيميل بعد استقبال البعض لبيان من فنان. وبتحليل بسيط للأحداث، سنجد أنه من المحتمل أن تكون "أنغام" تعرضت لضغوط كبيرة من مسئولين داخل الحزب والدولة، وهو ما دفعها لاستخدام طريقة "ياروح مابعدك روح" للخروج من هذا المأزق اللا مأزق، ضاربة بمصداقية الجريدة والسمعة المهنية لكاتب هذه السطور عرض الحائط، دون الاهتمام بأية قواعد مهنية تفرض عليها قبل غيرها من الفنانات الجديدات، التأكد من كل كلمة وحرف يخرج من أفواههن. والجريدة إذ تنوه إلي أن الحوار مسجل، وتم تفريغه صحفياً نصاً، والتصريح الموجود في الموضوع والعنوان في الدقيقة رقم 27 عن زمن الحوار ولدينا شريط الكاسيت محور الحديث، وتنتهز "صوت الأمة" الفرصة بالتوجه إلي كل فنان وفنانة بالتأني قبل إصدار أية تصريحات أياً كان نوعها.