سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 24-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    أسعار اللحوم اليوم الجمعة 24 مايو 2024 في أسواق الأقصر    تسليم الدفعة الثانية من الرخص الدائمة لمراكز تدريب مهنية بالمحافظات    إعلام فلسطيني: 5 شهداء وعدة مصابين بقصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا بحي الفاخورة    الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل قائد كتيبة بيت حانون في غزة    اليوم.. محكمة العدل الدولية تصدر قرارها بشأن طلب وقف إطلاق النار في غزة    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لبحث وقف إطلاق النار في غزة    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    إصابة رئيس التشيك أثناء قيادته دراجة نارية ونقله للمستشفى العسكري في براغ    دون راحة| الزمالك يواصل تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة الاتحاد السكندري    «الأرصاد» تحذر من ارتفاع الحرارة مرة أخرى.. ما سبب عدم استقرار الطقس؟    تغير مفاجئ في حالة الطقس وكتل هوائية تضرب البلاد اليوم    دفن شخص والاستعلام عن صحة 3 آخرين في انقلاب سيارة بالعياط    مصرع شخصين وإصابة آخرين في حريق بمنزل بكفر شكر    موعد ظهور نتيجة امتحانات الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ.. رابط مباشر    مدحت صالح يعلن وفاة شقيقه أحمد: مع السلامة يا حبيبي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    سعر اليوان الصيني بالبنك المركزي اليوم الجمعة 24 مايو 2024    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 24 مايو في محافظات مصر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 24 مايو 2024    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    نجم الأهلي السابق: نتيجة صفر صفر خادعة.. والترجي فريق متمرس    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مصرع شخص فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالفيوم    أستاذ اقتصاد: التعويم قضى على الطبقة المتوسطة واتمنى ان لا أراه مرة أخرى    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    حزب الله اللبناني يعلن استهدف جنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالصواريخ    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    في إطار تنامي التعاون.. «جاد»: زيادة عدد المنح الروسية لمصر إلى 310    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعاد والمخابرات وجمعة الشوان!
يكتبها: طارق الشناوي

· بدرخان نفي تماماً زواجها من الشوان لسبب بسيط لأنه كان متزوجا منها في تلك السنوات
· فاتن حمامة حاولوا استقطابها للعمل لصالح المخابرات وتصدت لذلك
· أغلب الفنانات والفنانين تعرضوا لضغوط من رئيس الجهاز
· مورست ضغوط قاسية علي «سعاد».. لكنها لم تتورط.. ربما قالت فقط: معلوماتي سوف أقدمها لكم.. لكنها لم تفعل
تعودنا ونحن نقترب من ذكري «سعاد حسني» التي تحل يوم 21 القادم أن يدور الحديث حول هذا السؤال العقيم: هل تزوجت من «عبد الحليم حافظ» عرفياً أم لا؟! أحياناً يأتي هذا السؤال في المرتبة الثانية بعد سؤال ساذج آخر: هل قتلت أم انتحرت؟ لكن في ذكراها الثامنة تغيرت الموضة وسوف نجد أنفسنا أمام سؤالين بينهما شيء مشترك الأول هو ما أشار إليه الزميل «هاني سامي» علي صفحات «صوت الأمة» في العدد الأخير عندما التقط الخيط من «عمرو الليثي» في برنامجه الذي استضاف فيه اللواء «فؤاد نصار» رئيس جهاز المخابرات الأسبق، حيث قال إن «سعاد» كانت لها رتبة في المخابرات العسكرية، أي أنها لم تكن تتعامل بالقطعة خارج الجهاز ولكن موظفة لها أجر بالطبع.. هذا هو السؤال الأول،
أما السؤال الثاني الذي لم يتوقف أمامه أحد رغم أهميته فهو ما أشار إليه «أحمد الهوان» الذي جسد «عادل إمام» دوره في مسلسل «دموع في عيون وقحة» أقصد «الهوان» الشهير بجمعة الشوان.. حيث إنه قبل نحو شهرين ذكر في مجلة «الإذاعة والتليفزيون» مؤكداً أنه كان زوجاً لسعاد حسني وجدد هذا الخبر مرة أخري في حوار نشرته «الأهرام العربي» الأسبوع الماضي.. «سعاد» لها رتبة في المخابرات تتزوج من بطل قومي يعمل لحساب المخابرات المصرية وهكذا قد نجد رابطاً بين المعلومتين كل منهما يؤكد الآخر، فمن البديهي أن تصبح الظروف مهيأة للزواج بين من يعملون في نفس المجال.. إن الدخول في تفاصيل جهاز المخابرات أحد المحظورات الصحفية.. هناك أسوار متعددة تقف عائقاً أمام القلم ولكن فيما يتعلق بسعاد حسني تحديداً ينبغي أن نتوقف أمام حقائق وهي أن هذه المعلومة التي فجرها رئيس المخابرات الأسبق تمس فنانة فهي لم تكن بالطبع تتجسس مثل "الهوان" أو "الهجان" علي إسرائيل ولكن تعمل في الداخل تتجسس علي زملائها ولا أدعي أنني كنت صديقاً لسعاد حسني ولكني كنت أعرفها والتقيتها مرات عديدة في بيتها بالزمالك وهي الفنانة الوحيدة التي ذهبت إليها في موقع التصوير في آخر أفلامها "الراعي والنساء" عام 1991 في الفيوم وقضيت نحو 14 ساعة التقيها فيها كانت هي الغرض الوحيد من زيارتي إلي فريق عمل "الراعي والنساء"، حيث ترددت وقتها العديد من الأقاويل تؤكد أن "سعاد" انسحبت من الفيلم ولن تكمله.. فكان لابد من اللقاء لأعرف وعرفت إلي أي مدي تتمتع هذه الفنانة بما يمكن أن
نطلق عليه «الجدعنة » كان وزنها قد ازداد قليلاً وحركتها تباطأت وتعاني آلاما مبرحة في الظهر.. هكذا أخبرتني ونحن نسير علي الأعشاب الخضراء في الأرض الممتدة أمامها بجوار الفندق الذي كانت تقيم فيه، ورغم ذلك قررت أن تقف بجوار المخرج "علي بدرخان" رغم أنه كان في تلك السنوات طليقها. "سعاد" عندما تعرفها عن قرب وتقرأ أحاديثها تكتشف إلي أي مدي تحرص علي ألا تغضب أحداً.. أحاديثها دائماً توافقية.. نعم لها مواقف، فكانت في نهاية الثمانينيات عندما أعلن الفنانون ثورتهم ضد "سعد الدين وهبة" بسبب ما كان يعرف وقتها بالقانون "103"- كانت "سعاد" رغم علاقتها الشخصية بسعد وهبة، واحدة من المعتصمات.. نعم كان اعتصاما رمزياً أطلقت أنا عليه وقتها «اعتصام خمس نجوم» فهم يعتصمون في نقابة الممثلين بضع ساعات بينما هناك من يعتصم يومياً وهناك من أضرب عن الطعام مثل "تحية كاريوكا".. "سعاد حسني" كانت في الفريق الأول اعتصام "الخمس نجوم".. "سعاد" لا تثور ولا تحتج بصوت عال.. موقف آخر شاهدت فيه "سعاد" في فندق الشيراتون بالإسكندرية عام 1992 كان قد تردد وقتها فوزها بجائزة "أحسن ممثلة" عن فيلمها الأخير "الراعي والنساء" وتم استدعاؤها من القاهرة.. شاهدتها قبل لحظات فقط من إعلان الجوائز وهي في طريقها لقاعة الفندق وهنأتها قالت لي «استني شوية» كانت ملامحها تؤكد أن هناك شيئاً ما سيعلن وهي تعرفه.. وبالفعل كان قد تم استبدال جائزتها
وذهبت إلي فنانة أخري بينما هي حصلت علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة ولم تعترض "سعاد"!
حكايات متفرقة من الذاكرة أحاول أن أرسم من خلالها صورة لسعاد حسني.. لنبدأ بعلاقتها مع جهاز المخابرات.. "سعاد" مثل أغلب النجمات تعرضت في عهد الراحل "صلاح نصر" في الستينيات إلي محاولة لاستقطابها للعمل في هذا الجهاز.. حاولوا مع كبار الفنانات والوحيدة التي أنكرت ذلك هي "هند رستم" التي قالت: لم يحاول أحد استقطابي ولكن مثلاً "فاتن حمامة" حاولوا معها وهو ما ذكره "عمر الشريف" في أكثر من حوار وتولت "فاتن" مسئولية المواجهة مع هذا الجهاز وسافرت إلي بيروت وأعادها "جمال عبدالناصر" عن طريق "سعد وهبة".. إن المطلوب هو أن يصبح النجم عيناً علي زملائه فهو متواجد في سهراتهم وعلي موائدهم حيث لا تحفظات وما في القلب يبوح به اللسان.. مورست ضغوط قاسية علي "سعاد".. "سعاد" لم تتورط ورفضت ربما قالت فقط: لو لدي معلومات سوف أقدمها لكم لكنها لم تفعل.. طبعاً الزمن تغير من الستينيات حتي التسعينيات.. كانت سعاد ملكة متوجة مثلاً قال عنها "كامل الشناوي" إن الأكواب الفارغة تتصارع علي شفتيها عندما تطلب كوبا من الماء.. "سعاد" في نهاية الثمانينيات والتسعينيات ليست بالتأكيد "سعاد" التي كانت في الستينيات بعد أن خفت الجمال وودعت الشباب ورحلتها إلي لندن في نهاية التسعينيات لم تكن بالدرجة الأولي للعلاج ولكن للهروب والتخفي أما كتابتها لمذكراتها فهي مجرد اجتهاد.. "سعاد" لا يمكن أن تذكر شيئاً عن علاقتها بجهاز المخابرات وهي متورطة أساساً في محاولة السيطرة عليها صحيح أنها لم تشي بشيء ولم تصبح عيناً علي زملائها ولكن ليس من مصلحتها أن تسرد وقائع تمسها كإنسانة.. نعم "سعاد" لا يمكن أن تنتحر، كانت هذه هي مشاعرنا عندما تردد نبأ رحيلها من شرفة منزل "نادية يسري" في لندن، وكان ينبغي أن تتعدد الروايات.. وعلي الفور تحدثوا عن المخابرات وعن الأسرار التي تحملها "سعاد" وبعضهم تحدث عن عرب أثرياء حاولوا معها ورفضت فألقوها من النافذة.. كلها تظل، من وجهة نظري، محاولات للدفاع عن فنانة أحببناها فلم نصدق أن هناك ما يمكن أن يمسها، خاصة ما يتعلق بالأديان.. لأن المنتحر في كل الأديان يعد كافراً ولا تقام عليه الصلاة.. وكان رأيي أن الله يحاسبنا علي إرادتنا الحرة وعندما نفقد الإرادة فلا يجوز الحساب.. و "سعاد" كانت تحت ضغط مرض الاكتئاب بقسوته، فقد نفد رصيدها المادي من الأموال ونفد أيضاً رصيدها الإنساني كامرأة يتهافت عليها الجميع.. فقدت مكانتها علي شاشة السينما، الكثيرون عندما يتحدثون عن "سعاد" في لندن يؤكدون أنهم لم يتعرفوا عليها عندما شاهدوها هناك وأنها هي التي ذكرتهم بنفسها.. كل شيء كان يدفعها إلي ضرورة مغادرة عاصمة الضباب والعودة إلي القاهرة وهي تخشي من المواجهة.. الإنسان في لحظات التخطيط للانتحار لا يفكر سوي في السعادة التي تتحقق له بالرحيل الجسدي.. اختارت الطيران من الدور التاسع حتي تتحرر.. لا منطق ولا عقل ولا إرادة.. فكيف يحاسب الله إنسانا مسلوب الإرادة؟!
يتبقي زواجها من "جمعة الشوان" اسمه الحركي بالطبع في المسلسل وأقصد به البطل المصري "أحمد الهوان"، إنه الأسطورة المصرية، لا أدري سبباً لإعلانه الآن الزواج العرفي من "سعاد حسني".. لماذا لم يقل ذلك و "سعاد" حية ترزق؟! فكان من الممكن أن تؤكد أو تنفي.. في أحد حوارات "الشوان" قال إن الزواج تم في مطلع السبعينيات، سألت المخرج "علي بدرخان" الذي نفي تماماً حدوث ذلك لسببين: الأول هو أن "سعاد حسني" لم تخبره ولو مرة واحدة عن زواجها أو حتي معرفتها من "الهوان" وهو شيء لا يشينها بالطبع أن ترويه.. السبب الثاني هو أنها كانت في تلك السنوات زوجة له ولا يمكن أن تتزوج اثنين في نفس الوقت؟!
********
الصلح بين «حبيب العادلي» والسينمائيين
لعبة «أنا أنت.. أنت أنا» مين المدمن فينا؟!
عقد "بدل فاقد" صلحاً مع وزارة الداخلية ليؤكد لحبيب العادلي ورفاقه أن السينمائيين خاضعون تماماً لسيطرته وأن وزارة الداخلية "فل الفل" وأعادتنا الأحداث للخلف دُر عندما كنا نري في الأفلام القديمة في زمن الأبيض والأسود يأتي رجال الشرطة في اللحظة الأخيرة بزيهم الأبيض الناصع صيفاً والأسود الفاقع في شتاءً لمناصرة الحق وإلقاء القبض علي المجرم..
نعم كان للشرطة مكانة خاصة في المجتمع المصري وهذا يرجع أساساً إلي سلوك رجال الشرطة وليس إلي رغبة السينمائيين في تملق الداخلية..
ولكن مع تعدد التجاوزات التي أقرتها أحكام قضائية.. أدي هذا إلي أن الناس كثيراً ما تبادلت علي الموبايل مشاهد تعذيب علي أيدي الضباط لمواطنين أبرياء، كل ذلك أثر سلباً علي الصورة الذهنية لرجال الشرطة.. الوزارة احتجت والرقابة المصرية كعادتها خضعت لما تريده الداخلية وصارت ترفض من حيث المبدأ السيناريو الذي يتناول ضابط شرطة منحرفا أو علي اقل تقدير تجبر الكاتب علي أن يقدم المقابل الضابط الشهم الشريف وحتي يريح الرقيب نفسه من دوشة الدماغ يرسل الشريط بعد نهاية التصوير إلي رجال "حبيب العادلي" ليقرروا ما يحلو لهم.. الأفلام المتهمة بتشويه صورة رجال الشرطة: "حين ميسرة" ، "هي فوضي" ، "الجزيرة" ، "خارج علي القانون".. الغريب أن كاتب "الجزيرة" محمد دياب هو نفسه كاتب "بدل فاقد".. نوع من التصالح مع الشرطة ودعونا الآن ننتقل بعيداً عن الهدف الكامن لنصل إلي الأهم وهو هل ما رأيناه صلح أم فن وما الذي يقدمه الشريط السينمائي؟!
في البداية ألاحظ أن هناك مخرجا جديدا "أحمد علاء" لديه إحساس بضبط الإيقاع والجو العام.. منح فيلمه خصوصية الشريط السينمائي علي مستوي الرؤية البصرية والنفسية مما يؤكد أن لدينا مخرجاً.. نعم أفلتت منه أحياناً قيادته للممثلين خاصة "أحمد عز" في دور الشقي المدمن.. كانت بعض لقطاته تحتاج إلي إعادة إلا أن هذا يظل في إطار أخطاء التجربة الأولي التي يمكن تلافيها بالممارسة وما يعنينا هو أن لدينا هذه المرة مخرجاً.. الفيلم يدخل في إطار مشروع "أحمد عز" الأثير وهو السيطرة واحتلال الشاشة عن طريق التوأم أو التشابه في الملامح.. إن هذا بالطبع يتيح للممثل أن يجد عذراً درامياً مقبولاً لتواجده الدائم ورغم ذلك فأنا أري أن هذا مقبول مرة في العمر أو مرتين ولكن الإلحاح علي هذا النوع من الأعمال الدرامية لا يلعب لمصلحة الفنان.. "أحمد عز" أيضاً يلجأ في العادة لسينما الأكشن.. فهو المجرم خفيف الظل الوسيم و "عز" هو «الجان» الثالث تاريخياً بعد "السقا" و "كريم".. ويحقق عادة التوازن المطلوب تجارياً والدليل إنه دائماً ورقة رابحة علي مكاتب شركات الإنتاج والتوزيع.. ولكن يظل السؤال: ماذا بعد؟ السيناريو يريد أن يمنح بعداً اجتماعياً للجريمة.. الظروف والمناخ الذي ينشأ فيه الإنسان يلعبان دور البطولة.. نحن أمام توأم يتم توزيعهما في دار الأيتام علي ضابط شرطة "أحمد فؤاد سليم" وراقصة "عايدة رياض".. ابن ضابط الشرطة يصبح ضابطاً وابن الراقصة يصبح مدمناً.. لم يترك الأمر يمر هكذا، فهو يضع خطاً تحت كل ذلك مرة أخري ليعيد أحمد عز "المدمن" تكرار نفس المصير من خلال طفل قادم يؤدي في المشاهد الأخيرة لانقلاب درامي!!
التشابه بين الضابط والمدمن هو تطابق بالطبع لا يحتمل أي خلاف.. وهذا الضابط منوط به مطاردة المجرمين وعلي رأس القائمة "علي حسنين" الذي يعلم أنه رجل أعمال وفي نفس الوقت هو واحد من أكبر تجار المخدرات وابنته "منة شلبي" مدمنة علي علاقة بالشقي "أحمد عز".. "محمد لطفي" الذراع اليمني للرجل الكبير.. المفروض أن هناك تطابقاً في الملامح بين المدمن وضابط الشرطة وفي العادة ضابط الشرطة الذي يتابع تلك الجريمة تصبح صورته معروفة للعصابة كلها، فكيف لم ينتبه أحد إلي هذا التشابه.. أسلوب كتابة السيناريو لدي "محمد دياب" كان أمامه طريقان: الأول أن يبدأ بالتوازي بين الحكايتين "أحمد عز" الضابط وزوجته "رشا مهدي" و "أحمد عز" المدمن وعشيقته "منة شلبي" ولكنه اختار الطريق الأصعب تأجيل تقديم إحدي الشخصيتين وهي "المدمن" لتبدأ الأحداث مع الضابط ثم بعد حوالي نصف ساعة يقدم مشهداً لأحمد عز الثاني المدمن لا شك أن هذا المشهد سوف يحدث لدي الجمهور التباساً قد يدوم بضع دقائق حتي نكتشف أننا بصدد شخصية درامية أخري!!
الكل يتواطأ في النهاية من أجل طفل قادم وينتحل الضابط شخصية شقيقه التوأم المجرم المدان قانونياً وأدبياً من أجل ألا يصبح ابنه ابن حرام؟!
أفهم أن ينتحل الضابط شخصيات متعددة للوصول إلي الحقيقة ولكنه لا يصبح حالة حقيقية ويزور نفسه أمام القضاء ليعيش مجرماً من أجل إنقاذ طفل قادم هو من الناحية الشرعية عمه.. يستطيع أن يتولي رعايته وتنتهي الأزمة.. ولكن هكذا أراد الكاتب، لقد كان مثلاً لدي "داود عبد السيد" في فيلم "أرض الخوف" رؤية ووجهة نظر في مناقشة قضية وجودية عندما يتلاشي إنسان ليجد نفسه يعيش بأوراق لإنسان آخر.. ومن خلال ذلك توقف أمام رغباتنا المكبوتة في الخروج علي القانون عندما يباح للإنسان سياج من الحماية يتيح له اختراق القانون.. أما فيلم "بدل فاقد" فإن ما يعنيه هو أن يلعب مع المتفرج لعبة «أنا أنت.. أنت أنا ..مين الحرامي فينا».. الفيلم كله قائم علي تلك اللعبة والتي يشارك فيها الجميع وبقدر ما تحب اللعب الدرامي وإتقان فريق العمل تلك اللعبة بقدر ما تحب هذا الفيلم أو لا تحبه.. السينما أراها قد تجاوزت مرحلة اللعب دائماً، هناك شيء وراء اللعب لتشعر بجدوي المشاهدة رغم أن هناك مجهودا بصريا علي مستوي الشاشة تراه في تنفيذ "نزار شاكر" للقطات ومونتاج "أحمد حافظ" و "محمد بكير" في تلوين الشريط.. أيضاً موسيقي "خالد حماد".. قدمت منة شلبي دورها من المحفوظات العامة شخصية المدمنة لأن الدور علي الورق لم يحمل أيضا أي خصوصية، بينما محمد لطفي قد حاول بين الحين والآخر إضفاء بسمة كوميدية ونجح في تحقيق بعض منها.
نعم الفيلم يواصل من خلاله "أحمد عز" تأكيد أحقيته بالتواجد داخل دائرة نجوم الإيرادات في السينما المصرية ولكني أري أن هناك لحظة تمرد ينبغي أن يشعر بها الفنان يقتحم بعدها دائرة أخري قبل أن يشعر الجمهور بالتشبع وأتصور أن الوقت قد حان يا "أحمد"!!
يوماً ستثأر الكلمات من كتاب حملوها أفكاراً لا تليق بالأبجدية.. كلمة لأدونيس نشرها مؤخراً في جريدة الحياة.. أتأملها كثيراً وأنا اقرأ عددا كبيراً من المتابعات الأدبية والسياسية في عالمنا العربي وأنتظر بعدها انتقام الكلمات!!
*********
قبل الفاصل
"أصالة" حرمت من إكمال تعليمها.. كان ينبغي أن تعمل بالغناء وهي في سن صغيرة لكي تنفق علي عائلتها.. اتكأت "أصالة" علي سلاح الثقافة وأكملت ما لم تحصل عليه في مقاعد الدراسة.. ولكنها لم تنس أبداً أنها أرغمت بسبب الفقر علي مغادرة الفصل الدراسي ولهذا فإنها تشارك قريباً في حفل غنائي تذهب حصيلته إلي الطلبة غير القادرين.. منتهي الوفاء والإخلاص والعطاء.. ماضي الإنسان قد يتحول إلي عقدة يظل طوال العمر يحاول إخفاءها مثل "عبد الحليم حافظ" الذي لم يساهم يوماً في تدعيم الملاجئ بل كان لا يسمح لأحد بأن يذكر تلك الحقيقة رغم أنه تربي في أحدها.. الماضي إما أ نراه نار نحاول إخمادها أو نور يشع ضياؤه علي العالمين!!
"اديت بياف" الأسطورة الفرنسية التي لا تزال أسطواناتها تحقق أعلي أرقام التوزيع في أوروبا عرضوا رسائلها الغرامية في مزاد، سعر الرسالة يصل إلي 60 ألف يورو حوالي نصف مليون جنيه مصري - ملحوظة كانت "نهلة القدسي" زوجة الموسيقار الكبير "محمد عبد الوهاب" قد حرقت رسائله الغرامية لها بعد رحيله بحجة أنها لا ينبغي أن يطلع عليها أحد!!
عشاق المطرب "كاظم الساهر" يطالبون الملحن "كاظم الساهر" بأن يطلق سراح الصوت ويتيح له الفرصة لكي يغني أيضاً لملحنين آخرين.. بينما عشاق الملحن "كاظم" يؤكدون أن صوته لا يتألق إلا علي أنغامه.. أنا شخصيا أري إذا كان صوت "كاظم" يساوي 10 علي 10 فإن ألحانه لصوته تحصل فقط علي "7"!!
هل الفنانات المحجبات يعشن في قبيلة منعزلة؟!.. أحياناً بعض الكتابات الصحفية توحي بذلك وبعض الممارسات الشخصية للفنانات المحجبات تؤكد أيضاً ذلك!!
مليون دولار دفعها العرب لزيارة الفيللا التي تم فيها تصوير مسلسل التركي "نور".. معلومة نقلها من اسطنبول الزميل "عمرو الخياط" علي صفحات مجلة «آخر ساعة».. الفيلا صارت مزاراً، من المؤكد أن المواطن التركي العادي كثيراً ما كان يضحك عندما يري أن الفيلا أصبحت مكاناً مقدساً يتبرك به العرب!!
انقسم جمهور "مني زكي" عندما شاهدوا صوراً لها في فيلمها الجديد "احكي يا شهرزاد" إخراج "يسري نصر الله" تجمعها والممثل "حسن الرداد".. بعضهم استهجن والآخر استحسن.. لا أستطيع الحكم علي الصورة حتي أشاهد الفيلم.. لا يمكن أن نحيل فيلم زمنه ساعتان إلي لقطة ثابتة ونحدد موقفنا علي أساسها من بطلة الفيلم!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.