· ممدوح الليثي: منتجو الفيديو رفعوا الأجور بجهل شديد.. وحين تحصل غادة عبدالرازق علي 12 مليون جنيه فعلينا أن نشارك في جنازة السينما · العدل : المناخ العام للسينما أصبح الآن طارداً ودور المنتج تقلص للغاية · السبكي: السينما في غرفة الانعاش والحالة «بلاك»بدرجة مستفزة ضربة في «مقتل» وجهتها أعمال الفيديو لصناعة السينما باستقطابها نجوم الصف الأول عن طريق إغراء المال الذي لايمكن مقاومته خاصة في ظل انقطاع نهر الأموال المتدفقة من الخليج والتي كانت سببا في انتعاشه سينمائية اثمرت ذات يوم عن انتاج أكثر من 50 فيلما في عام واحد والان باب الانتاج لايتجاوز أفلاما تعد علي أصابع اليد الواحدة وهو ما أجبر نجوما كبارا علي الانسحاب من مواسم سينمائية احتكروا العرض خلالها، وبالتبعية استدرجتهم الأزمه الي أحضان ليخرج علينا اصحاب القنوات والمنتجين باعلان أرقام فلكية تم رصدها لعادل امام ومحمد هنيدي ومحمد سعد لاستقطابهم. في البداية يقول ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما: «صناعة السينما حاليا تفتقر إلي السيولة النقدية الوطنية وكانت تعتمد فقط علي السيولة الاتية من بعض الدول العربية وبعض القنوات العربية ولكنهم الآن توقفوا عن شراء الفيلم المصري وذلك في حد ذاته يعتبر ضربة قوية جدا هددت استقرار ورواج الصناعة أما الضربة الأقوي فجاءت بسبب القائمين علي صناعة الفيديو والذين قاموا بجهل شديد برفع أجور الفنانين والفنيين خلف الكاميرا وأمامها فأصبحت هناك فجوة كبيرة بين أجور الوسط الفني كله في السينما وأجور الوسط الفني كله في التليفزيون وأضاف وصل الأمر إلي أن الكل الآن يسعي للعمل في التلفيزيون بعد أن كانوا يسعون للعمل في السينما وكانت المنافسة شريفة جدا بين الصناعتين أما الآن فالمنافسة منعدمة لأن السينما حاليا تحتضر ففي الماضي كان هناك دعم مادي يأتي للسينما من الخارج وتوقف الآن وايضا توقفت شبكات مثل ART وروتانا عن شراء الأفلام فأصابوا السينما بالشلل التام ليصح ما يصور حاليا في الموسم ثلاثة أو أربعة أفلام علي الأكثر بعد أن وصلت إلي ثلاثين أو أربعين فيلماً علي الأقل وطبعا عندما تأخذ ممثلة مثل غادة عبدالرازق 12 مليون جنيه في مسلسلها القادم فعلينا جميعا أن نخرج معا لنشيع جنازة السينما المصرية. اما المنتج أحمد السبكي فيري أن السينما المصرية حاليا في غرفة الانعاش والحالة «بلاك» إلي درجة مستفزة جدا لأن أسعار الوسط الفني أصبحت أعلي بكثير من مستوي الانتاج السينمائي سواء أسعار الفنانين أو الفنيين أو المعدات أو العمال أو مساعدي الإخراج حتي الاكسسوار ومديرو التصوير .. وهنوصل قريبا جدا لمرحلة اننا نحتاج نعمل فيلم سينما مش هنلاقي ناس تشتغل وده نتيجة إن اللي بياخد قرشين في السينما قرر يروح علي الفيديو عشان يأخد عشرة قروش يعني محمد سعد مثلا نازل يعمل مسلسل هياخد منه قد اللي خده من السينما مرتين وغيره وغيره والكل بيدور علي مصلحته دون النظر إلي مصلحة الصناعة وأضاف: اللي عايز أؤكد عليه إن اللي بيحصل ده بداية لوقوع الممثلين دول بإذن الله تعالي واحنا بنحاول حاليا اننا نطلع وجوه جديدة ونعمل تركيبات جديدة عشان نشتغل بعيد عن الناس دي ومعندناش حلول تانية ممكن نعملها. ويقول المنتج محمد حسن رمزي: «المسألة اصبحت صعبة جدا بعد توقف التعامل مع الدول العربية التي كانت تشتري الفيلم المصري وأصبح الاقبال علي الشراء ضعيفا جدا وبأثمان تساوي ربع أو ثمن الاثمان القديمة في حين أن الزيادة المبالغ فيها في أسعار النجوم أصبحت تمثل عائقا قوياًَ جدا للمنتجين لأنهم لايستطيعون أن يدفعوا الأجور التي يدفعها التليفزيون وأري أنه مطلوب من الوزير أنس الفقي ومن المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يقدما دعما مباشر لصناعة السينما مثلما قدموا دعما لصناعة الفيديو وأوصلاه إلي هذه الدرجة من الجذب والبريق، أيضا هناك فنانون محترمون يقبلون أن يقللوا من أجورهم مراعاة لهذه الأزمة ولكنهم قلائل فمطلوب أن يكون هناك وعي لدي الفنانين بالنتائج الصعبة جدا لهذه الأزمة وتأثيرها علي هذه الصناعة. ويقول المنتج جمال العدل: المناخ العام للسينما حاليا هو مناخ طارد وتقلص جدا دور المنتج لأن صناعة السينما حاليا قائمة علي شركتين وهما الاتحاد الثلاثي «النصر والماسة وأوسكار» والشركة العربية وهاتان الشركتان أيضا هما اللتان تملكان التوزيع وأيضا أغلب قاعات دور العرض الموجودة فأمر طبيعي أن شركات الانتاج الفردية عندما تحاول الانتاج تتعارض مصالحها مع مصلحة هاتين الشركتين وتكون الأسبقية والافضلية لأعمالهما دون الأعمال الأخري ونتيجة ذلك حدث ركود في سوق السينما في الفترة الأخيرة واصبح المنفذ الوحيد والطبيعي هو التليفزيون حتي لايعاني الفنانون من البطالة والتليفزيون الفرص فيه علي العكس تماما من الفرص في السينما فهي غير محدودة وتحقق الانتشار الأكبر وتحديدا حدث ذلك في الثلاث سنوات السابقة عندما حدث تطور كبير جدا في صناعة الفيديو نتيجة ظهور كم هائل من المحطات التي تحتاج إلي مواد لاحصر لها لتغطية احتياجات شاشاتها ويضيف: عموما طول عمرالفنانين المصريين بيشتغلوا سينما وتليفزيون يعني عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويسرا ومحمود ياسين وليلي علوي وحسين فهمي والسقا وإلهام شاهين ومني زكي كل دول سوبر ستارز وكل دول عملوا فيديو فما الغريب في المسألة الآن وتابع العدل: أهم حاجة عايزا أقولها إن كل الأرقام اللي بتكتب عن أجور الفنانين في الجرائد غير حقيقية ومبالغ فيها إلي أبعد درجة والهدف من وراء ترويجها هو هز السوق ليس أكثر فمثلا يكون الفنان الفلاني يتقاضي عشرة جنيهات فيروج أنه تقاضي مليونا وهذا اتجاه غريب وأثر إلي حد بعيد علي تفاقم هذه الأزمة ولكن في النهاية السينما المصرية لن تنهار وستعود إلي عافيتها بعد انحسار هذه الموجة. وأخيرا يري الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين أنه مهما حدث سيظل للسينما سحرها وبريقها الخاص فهي تسمي «بالشاشة الفضية» فمهما زادت موضة المسلسلات يبقي الحنين إلي السينما في النهاية ويفرض نفسه والكل سيتسابق للعودة إليها يعني لو عادل إمام عمل مسلسل السنة القادمة أكيد مش هيعمل تاني ونفس الحال لو عمرو دياب أو السقا أو كريم عبدالعزيز لكن أكيد أيضا هيرجعوا يعملوا فيلم واتنين وثلاثة وهيغلبهم الحنين للشاشة الفضية أما بالنسبة لمسألة الأجور فأي حد بياخد أي أجر مهما كان كبير فمؤكد هو يستحقه لأن المنتج اللي بيصرفله الفلوس ده مش غبي وأكيد هيكسب من وراه.