· استمرار المراسلات الرسمية لاستعادة رأس «نفرتيتي».. ومعركة زاهي حواس الكبري الآن لاستعادة حجر رشيد! لايمكن أن ننكر حقيقة أنه منذ أن تولي الاثري العالمي الكبير الدكتور زاهي حواس كل ما يتعلق بالآثار المصرية أنه استنبط ثقافة حب وعشق الآثار المصرية فصارت المكانة والاهتمام والحرص علي كل اثر وتوفير الحماية له لأن الآثار هي الشواهد الفعلية لمجد التاريخ المصري العريق.. و«زاهي حواس» مقاتل عنيد رغم ما تعرض وما يتعرض له من مؤامرات وما يوجهه البعض من السهام لنجاحاته التي لا تأبه بأي هجوم لأن دفاعات الصد عنده قوية وفولاذية وليس مستغربا أنه بالاصرار يدير معاركه الاثرية سواء كانت محلية أو دولية مستندا إلي حقائق ووثائق ولذلك فهو الواثق.. ومن محاسن الاقدار أن هناك دعوي قضائية في كواليس محكمة القضاء الإداري تؤيد وتساند مطالب «زاهي حواس» في استعادة كنوز مصر الأثرية خصوصا بعد النجاح الذي حققه زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار المصرية في مسألة استرداد أجزاء من جدارية أثرية موجودة في متحف اللوفر بفرنسا.. فيبدو أن موعد استرداد الحقوق قد حان واتضح أن حواس علي موعد مع المطالبة باسترداد الآثار المصرية من خارج مصر. وسبق وصرح حواس بأنه سيطالب بإعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني والذي يرجع إلي عام 196 قبل الميلاد ويحمل نقوشا باللغتين اليونانية والهيروغليفية وقد كذب التصريح الأخير لحواس ما تردد من البعض أن تهديد حواس لمتحف اللوفر بوقف كل التعاملات والاتفاقات الأثرية معه ما هو إلا خطوة سياسية حيث إنها تصنف انتقاما من جانب الأثري، المعروف من الفرنسيين الذين انقسموا وكانوا أحد أسباب خسارة وزير الثقافة فاروق حسني في الانتخابات الأخيرة علي مقعد مدير عام منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، إلا أن نفي حواس جاء بالفعل وليس بالقول فقرر أن يطالب بإعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني. واتساقا مع مطالب الدكتور «زاهي» قام أحد المحامين المصريين برفع دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة يطالب فيها بإعادة حجر رشيد وإلزام الحكومة المصرية باستعادة واسترداد حجر رشيد ومؤخرا انتهي القضاء الإداري إلي توافر شرط الصفة والمصلحة بالنسبة لكل مواطن في حقه للدفاع عن آثار بلده ووقف الاضرار، خصوصا أن المادة السادسة من قانون حماية الآثار قد نصت علي أن جميع الآثار من الأموال العامة، وحيث إن حجر رشيد يعد أهم آثار الدنيا علي الاطلاق والذي فك رموزه عالم فرنسي شهير كان مولعا بالآثار المصرية وتاريخها. محمود زيدان المحامي الذي أقام الدعوي أكد أنه سعيد بتضامن زاهي حواس معه في قضية استرداد حجر رشيد لأن الجهود والمحاولات الدبلوماسية في استعادة واسترداد هذا الحجر لم تسفر عن أي نتائج ايجابية واتهم بعض الجهات المعنية بالأمر بالتقاعس دون سند من الواقع والقانون في بذل المحاولات القانونية والدبلوماسية الدولية لما يشمله هذا الحجر من مصدر ودخل قومي مهم أيضا، حيث إن زيارة ورؤية هذا الحجر بالمتحف البريطاني تتم مقابل مبلغ 20 جنيها استرلينيا بما يعادل 200 جنيه مصري وهو ما يوفر للدولة دخلا كبيرا واصفا زاهي حواس بأنه المدافع عن آثار مصر وأنه سبق وخاض عدة معارك تاريخية دافع فيها عن تاريخ مصر، خاصة ما تعلق بصحة ادعاءات اليهود بأنهم هم من بنوا الاهرامات، حيث إنه رد بشكل علمي علي كل من ادعوا أن اليهود شاركوا في بناء الاهرامات وفي 2007 أعلن حواس عن اكتشاف مقبرة حتشبسوت في وادي الملوك في الاقصر وهو الاكتشاف الذي وصف بأنه أهم الاكتشافات الآثرية في قرن كامل وقد وضع زاهي حواس عدة مؤلفات في مجال علم المصريات وعلم الآثار، فهل يا تري سينجح حواس في كسب المعركة المقبلة أيضا لاسترداد حجر رشيد من المتحف البريطاني؟ يذكر أن حجر رشيد وجده جنود الاحتلال الفرنسي أثناء فترة الاحتلال الفرنسي لمصر وهو حجر من البازلت الاسود أبعاده تبلغ 118*77*30 منقوش بخطوط بثلاث لغات «هيروغليفية وديموطيقية واليونانية القديمة» وقام أحد علماء الحملة آنذاك بفك رموزه وطلاسمه عن طريق مضاهاة الحروف ببعضها فتوصلوا بذلك إلي معرفة اسرار الحضارة المصرية القديمة.