الخيانة وجهة نظر ما تراه أنت خيانة زوجية قد يراه الخائن حرية شخصية، وأن عقد الزواج ليس ابديا ولا عبودية، شخص ثالث قد يرى أن الخيانة سلوك جبرى، لا اختيار فيه، بل يستدل على قوله بدراسة امريكية قديمة كشفت أن دم الخونة فيه عنصر كيميائى فريد، يجعل ارتكاب الفعل الفاضح السرى، نزهة بدنية لإنعاش الروح! فهل خيانة الاوطان نزهة هى الأخرى لإنعاش الارواح العميلة؟ يثور البعض على الجانبين محتجا بأن خيانة الزوج او الزوجة، فعل مختلف كل الاختلاف، عن خيانة الام التى هى الوطن، مع ذلك، فإن خيانة مصر لحساب الغير، صارت فعلا وجهة نظر، الخائن يحتج بأنه يسعى لنسفها ثم إعادة بنائها، مستعينا بصديق، يوفر له أدوات الخيانة المادية والاخلاقية معا، لا تتعجبوا من وجود الاداة الاخلاقية التى يوفرها القائم بالتجنيد لمجند العمالة، إنه يزرع فيه فكرة الفعل الاخلاقى السامى العالمى، وإنشاء الدولة الكونية الديمقراطية، ووجوب القتال بكل اسلحة الخسة واللاخسة من أجل حقوق الانسان، مكمن القتل المبرر يقع فى هاتين الكلمتين: «حقوق الانسان»، يندفع العميل المغسول عقلا وعقيدة نحو مقاتلة بنى وطنه او استخدامهم، ليس فقط ضد النظام الفاسد او الاستبدادى او الفاشل لكى يهدمه ويحاكمه، بل ضد كيان الدولة ذاتها، يستخدم مواطنيه فى الحشد والحشر والتأليب، 24 ساعة فى اليوم، لسبعة ايام، لشهر، لسنة، بما يجعل الارض والناس والسلاح والاقوات ودورة الحياة كلها دورة مياه عفنة متكلسة، ويصبح منظر الدم مساويا لمنظر الماء او التراب او العفن.، العمالة تقضى على الحس الانسانى بعد نجاحها فى إتمام عملية إعدام الشعور الوطنى. وتخلق طبقة من طبقات التبلد. يعقب الاعدام نشوء بجاحة وتناحة فى عقل ووجدان المعدوم، لعل هذا يفسر ما كنا نراه بدهشة، وذهول.،على جميع شاشات الفضائيات، من يوم 25 يناير 2011 حتى 30 يونيو «حدثت حالة اختفاء مؤقت لاربعة اشهر، ظهر بعدها هؤلاء المتبجحون بعمالتهم وعملتهم السوداء» أيامها، كنا نفور متسائلين:مين دول؟ العيال دى تبع مين؟ نوشتاء ونوشتاء ونوشتاء، نصف المصريين ارتفع ضغط دمهم وحطموا أجهزة تليفزيوناتهم، بعدما اشبعوها بصقا وغيظا، الكائنات الغريبة مدربة على الكلاحة والملاحاة والتكسير، اى الاستمرار فى ترديد الفكرة الواحدة حتى تتزحزح. فكرة حضرتك وتفسح الطريق لعناده المبرمج! هو يشكك ويغريك، التشكيك يدفعك للتصدع الداخلى، التصدع يسبب لك ألما نفسيا، تبحث عن التنفيس والاخراج. ليس ثمة مشكلة. هو جاهز لاستقبالك بابتسامة مرحبة، الآن أنت انتقلت إلى معسكره، وهذا أيضا ما كنا نراه، ويعذبنا، ويذهلنا من مذيعين متحولين على الهواء او كانوا كذلك لكن مستترين! وهناك الآن، جدل واسع حول أخلاقية العمالة وقانونية التنصت على مكالمات، وتسريبات لها، تكشف عن عمالة وعلاقات واستيلاء على أسرار الدولة، من عجب أن الكلام يصخب حول الاجراءات، ويخفت حول الوجود، قضية قضت عليها امريكا، من يوم 11 سبتمبر 2001، هى من يومها تتجسس على العالم، عياله وحكامه، اعدائها و أصدقائها، ولديها المبرر الشرعى الاخلاقى، هو فعل اجهاضى حتمى وواجب على الدولة لتحمى كيانها، لم يحتح احد بالاجراءات، وحتى على المستوى الشخصى،فإن الزوج لا يلام على اقتحامه شقة غريمه يضاجع زوجته وينتهك شرفه! عندنا يكترث أصحاب المكالمات والملفات والطابور السرى الداعم الناعم،بأن المكالمات التى فيها اعترافات بالسرقة والأموال والعلاقات دولية وشخصية، هى حق من حقوق الانسان لأنها خصوصية لا يجوز انتهاكها، عرض الوطن فقط يجوز انتهاكه واغتصابه، عرض العملاء مصون، تسريبات عبد الرحيم على تزعج من تواطأ، وتسعد الشعب المصرى الطاهر المذهول من الاخوان، النوشتاء والحكوكيين! لعنة الله عليكم آتية لا محالة. نشر بعدد 682 بتاريخ 6/1/2014