لم أكن يوما من الصائدين في الماء العكر ولم أكن ذات يوم من الملتحين ولا من المغالين في أمور الدين ولكني عشت متيما بمصلحة عليا لوطن عاشقا لترابه محبا لأبنائه بعنصريهما قبطي ومسلم لنشأة ريفية رمتنا بأنبل مافيها ومتيما بمشوار كفاح أمة ونسيج مصري كان الدرع الواقي ضد الحملات علي مدي التاريخ. كانت ردود الفعل علي تحقيق العدد الماضي بعنوان البابا شنودة يشعل فتنة طائفية بإصراره علي أن الأقباط مضطهدون في كرة القدم كما في السياسة والحمد لله أن الزملاء في التنفيذ نسوا سهوا وضع الإيميل الخاص بي علي الانترنت حتي لا أتلقي.. تلقيت سلسلة من المكالمات لا بأس بها.. ومثلها قائمة تطول من الاتهامات اقلها اتهامي بالتطرف وأخري تتهمني بتملق الأشقاء من المسيحيين وقائمة لا بأس أشادت بأدب الحوار ورقي الرسالة وبلاغة العبارة.. وسمعت من الألفاظ ادناها.. ولكنني شكرت الجميع وتحفظت علي البعض ورفضت وجهة نظر الآخرين.. واليوم أقول للجميع بغير استثناء.. لست ممن يجبن حينما أتصدي لحقائق يدعمها العلم والتاريخ وأنا القوي عند الشدائد ولكنني لست من المغالين ولا الساعين لركوب موجة مهما كانت قوة بطشها ومهما كانت قوة و سرعة رياحها..لا أهوي الإثارة ولا اسعي لإحداث غضب البعض ولكنني ساعي لخير وطن شأن أي مصري مخلص لبلده ووطنه فلسنا أقل من الذين ضحوا بأرواحهم بالأمس في سبيل تحرير الأرض والذود عن العرض وإعلاء كلمة الانتصار.. واقسي محنة يواجهها الرجل الحر يوم يضطر أن يهادن الباطل.. والله ماطرقت هذا الموضوع الا حرصا مني علي سلامة وطن والمساهمة في كف معاول هدم تأتيه من كل صوب وحرصا مني علي قيمة رجل دين أضعه في مرتبة الوالد والداعية الديني الكبير فأردت مناقشة الأمور بعقلية الواعي وحنكة الباكي علي نسيج أمة.. كان ومازال حصننا الواقي ضد غدر الزمان وارفض قطعيا وضع الرياضة علي المحك بين عنصري أمة فبدلا من تجمعنا حولها وتثير آهات الإعجاب فينا..تجمعنا حول انتصاراتها وحول انتماءاتنا الرياضة.. دعونا نتذوق رحيق ثورة 1919التي التحم فيها عنصري الأمة رافعين لشعار يحيا الهلال مع الصليب..متصدين لجميع موجات الاحتلال علي مدار الزمان..تعالوا نتذوق رحيق انتصار أكتوبر المجيد الذي اختلطت فيها دماء المسلم مع شقيقه المسيحي وقف فيه سعد مأمون والجمسي والشهيد الرفاعي والشهيد احمد إسماعيل جنبا إلي جنب مع الفريق عزيز غالي جورج سعد.. رجل بكته المئذنة.. والكنيسة وتعالوا في الرياضه نتساءل لماذا بكت مئذنة المسجد مع أبراج الكنيسة.. رجل في حجم جورج سعد الذي رحل عن عالمنا منذ أيام قلائل..دعونا نجد في الرياضة الحصن الذي يؤلف بين القلوب وتساءلوا معنا لماذا تغنينا بانتصارات الفنانة هالة صدقي بالأمس كلاعبة بنادي الزمالك وبطلة للسباحة لم نقل يومها أنها مسلمة واللا مسيحية..وجورج سعد أو العم جورج كما يحب أن يلقبه أغلبية تطول داخل جدران نادي الزمالك من النماذج مثار الاعتزاز والتقدير فالرجل وهب نفسه لمسيرة وطن وسخر حياته لإعلاء صرح..فأصبح من علامات الزمالك البارزة..تغنت الجدران بما قدمه لها من خدمات..تربع علي عرش القلوب وأحبه الجميع فتوجوه بلقب كبير مشجعي الزمالك.. لم يذكر البعض انه مسلم واللامسيحي ولم يستكثر عليه البعض هذا الحب ليتم انتخابه لأكثر من دورة عضوا بمجلس إدارة النادي العريق..وحتي يوم الوفاة بكته مآذن المساجد وأجراس الكنيسة....وجاء العزاء ليكون قبل ليلة واحدة من رؤية هلال شهر رمضان المبارك..وكأنه اراد التأكيد علي احتضان الهلال للصليب.. تسابق الجميع في تقديم واجب العزاء..لم يقل البعض "لابلاش" دامسيحي.. !!!لان عم جورج كان من تراب هذا الوطن امتدادا لأجيال عظيمة ساهمت في إثراء المسيرة.. وأقول لجميع الاخوه من المسيحيين عندما يتحدث رجال دين مسيحي عن إخوانهم من رفاق الدرب وشركاء المسيرة علي أنهم غزاة عرب فهذا لاعيبا فحسب ولكنه أمر يستجوب المساءلة قبل أن تزيد الهوة والفجوة..ودعوة البعض للاستقواء بالخارج علي وطنهم بالاعداءفبماذا تسمونه..فماذا تركتم للغوغاء..بالمثل..لوكان بعض القساوسة في الكنائس عالمين بصحيح الدين وجوهر الديانة المسيحية التي تدعو إلي المحبة والتسامح حتي تجاه الأعداء واللاعنين وتحويل العديد من المناسبات من مشاجرة بين أسرتين إلي فتنة ومش كل سيدة تهرب أو"مزعلها"جوزها يتم تصويرها علي أنها عملية خطف واختطاف منظم للمسيحيات لإجبارهن علي دخول الإسلام.. أما بالنسبة إلي المتشيعين والمتطرفين من المسلمين تركنا الاهم ومسكنا في إرضاع الكبير والصغير مش معقول أن مشيخة كبيرة في حجم مشيخة الأزهر بتاريخها وعراقتها ومشوار كفاحها ضد الغزاة و المستعمرين تجري اليوم وراء قضايا لاتودي ولا تجيب وتارك أمة تحترق..أصبحت متفرغة.. لقضايا وفتاوي إرضاع الكبير ورواية الخرافات عن بول الرسول صلي الله عليه وسلم وحتي وان صحت فأين نحن من الرسول صلي الله عليه وسلم ومن هو الذي نضعه في مكانة ومقام الرسول و لو كان أمام المسجد باحدي قري العياط حاضراوواعيا بصحيح الدين لوأد الفتنة في مهدها..ولذكرهم بصحيح الدين بأن من يؤذي إخوانه من المسيحيين فهو خصيم رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم القيامة ولقال لهم إن المسلم الحقيقي لا يفرق بين امة محمد وعيسي عليه السلام ويؤمن بان اقرب الناس مودة ورحمة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري وتلك الغيبوبة التي تعيش فيها المؤسسة الدينية هي السبب الرئيسي في إذكاء مشاعر التعصب بين الجهلاء من الجانبين وهي المشجع علي تصوير مصر علي مواقع الانترنت المتطرفة وكأنها ساحة قتال بين عنصري الأمة.. وسؤالي للطرفين معا.. متطرفين ومتشيعين ومتعصبين بداية من المسلمين من الأشرف عندهم الفريق فؤاد عزيز غالي محرر القنطرة شرق في حرب العاشر من رمضان المجيد أم الجاسوس المسلم محمد سيد صابر. قداسة البابا لك ألف تحية لذا ياقداسة البابا يجب أن يكون العتب شديد علي من دس هذه المعلومة المغلوطة علميا ومهنيا وعارف مهنيا ليه ياقداسة البابا لأنه لايمكن لاي مدرب في العالم آت يتغاضي عن موهبة او كفاءة قادرة علي المساهمة في صنع الانتصار وإلا بماذا تفسر استعانة المدير الفني الالماني للمنتخب الالماني لكرة القدم باثنين من النجوم المسلمين ومن غير الأصول الالمانية علي الإطلاق احدهما تونسي والآخر تركي..أليست الموهبة ياقداسة البابا.