· إنجي حمدي: جرجروني من شعري وكبار السن حاولوا الاحتماء بمداخل العمارات فضربوهم هناك · صفا سليمان: الشرطيات ضربننا بشدة داخل معسكر الاحتجاز وهددوني بعنف أشد لوعدت للمظاهرات ضرب وسحل وركل.. هذه هي مفردات النظام في مواجهة حلم الإصلاح.. لا فرق بين امرأة مسنة وشاب يافع الجميع تحت الأقدام. يوم 6 أبريل تحولت القاهرة وضواحيها إلي ثكنة تعذيب ومقر لخنق أصوات الاصلاح وبدأ الطريق الممتد من ميدان التحرير إلي شارع قصر العيني ومجلس الشعب أشبه بطريق الآلام.. عصا وهراوات وخوذات حديدية تعصف بمسيرات سلمية لايملك أفرادها إلا أصواتهم ولافتاتهم. تروي إنجي حمدي الناشطة بحركة شباب 6 أبريل تفاصيل ماجري فتقول: كنا في ميدان رمسيس ونحن في طريقنا لميدان التحرير أوقفني أحد ضباط الشرطة أنا ومن معي من فتيات وقال لي: ارجعي انت راحة فين مفيش مظاهرات فقلت له: أنا أسير في شوارع بلدي فقاطعني قائلا: مش عاوز كلام كتير ارجعي بدل ما أقبض عليكم جميعا وبالفعل ذهبت إلي شارع الفلكي ولكننا فوجئنا باعداد كبيرة من الأمن وفي هذا الوقت جاءت لنا رسائل علي الموبايل من غرفة العمليات تطالبنا بإلغاء المسيرة والذهاب مباشرة الي مجلس الشعب لعمل الوقفة الاحتجاجية وبالفعل اتجهنا إلي المجلس وكان عددنا بدأ في التزايد وهناك وجدنا مجموعة كبيرة تهتف فهتفنا معهم «تحيا مصر» فوجدنا مجموعة كبيرة من قوات الامن تتجه نحونا وبدأوا في دفعنا بقوة نحو المظاهرة الأخري وبعد أن تجمعنا معا بدأوا في الاعتداء علينا بشكل وحشي بالأيدي وبالهراوات وتحولت الوقفة الي سحل وضرب من قبل افراد من الشرطة بزي مدني وأحدهم جرني من شعري والاعتداء علي بالأيدي والاقدام وبعد ذلك قاموا بعمل فتحة صغيرة في الكردون وكل من يخرج منه يضربونه ويعتقلونه حتي قضوا علي التظاهرة نهائيا وكان هناك سيدات كبار يحاولن الاحتماء بمداخل الشركات والعمارات المقابلة للمجلس ولكن الأمن كان يعتدي عليهن ويسحلهن وقد حولنا الامن بدلا من الهتاف باسم مصر وللحرية للهتاف ضد شخص الرئيس مبارك ونحن نقاضي وزير الداخلية لانه المسئول عن هذه الاعتداءات وتضيف إنجي: أود أن أقول للنظام أن ما فعله معناأمس أكد لنا أننا نسير في الطريق الصحيح وأنه يحتضر وينهار ونحن نستكمل الطريق ولن نخف من أي اعتداء، أما تامر عبدالوهاب فقال: كنا أمام مجلس الشوري فوجدنا أن هناك بنات يتم الاعتداد عليهن وكان هناك كردون كبير حولنا وعندما حاولت النزول للدفاع عن هؤلاء الفتيات فوجئت بمجموعة من الضباط والعساكر يعتدون علي بأيديهم وأرجلهم وأضاف عبدالوهاب: أنا غير منتمي لأي حزب أو حركة سياسية ولكني محام متطوع في صفوف الحملة الشعبية لترشيح الدكتور محمد البرادعي.. وما حدث من النظام بالامس رسالة لكل ناشط يريدالتغيير بأن هذه عينة مما سيحدث مع أي ناشط في المرحلة المقبلة واعتقد أن هذا ليس الاسلوب الامثل للتعامل مع المواطنين لأن ردود أفعال البعض قد تختلف وقد يولد هذا العنف الارهاب بدلا من التعامل بطريقة سلمية مع التغيير وقال الناشط: تم القبض علي من أمام مجلس الشوري وأخذوني أنا ومجموعة من المتظاهرين علي جراح بجوار المجلس وظللنا هناك لمدة نصف ساعة تقريبا وبعد ذلك انطلقت بنا السيارات الي معسكر السلام التابع للأمن المركزي وهناك بقينا ساعات طويلة دون أن يتحدث معنا أي شخص وبعد ذلك أخذونا الي ضباط يرتدون لباسا مدنياوأخذوا يسألونني الكثير من الاسئلة عن انتمائي السياسي وكيف ذهبت إلي المظاهرة ولماذا ومن دعاني وغير ذلك وبعد هذا في تمام الواحدة والنصف صباحا بدأوا في ترحيلنا علي الاقسام التي نتبعها فذهبت الي قسم أول مدينة نصر وهناك عملوا معي ما يسمي بالمناقشة وكانت أغرب مناقشة في حياتي حيث سألني الضابط عن اسماء أقاربي جميعهم وعناوينهم وأخذوا بصمات يدي وقدمي معا وخرجت الساعة السادسة والنصف صباحا من القسم ومن وجهة نظري أن ما قاموا به هذا يزيد من عزيمتنا ولن يضعفنا أبداً. أما صفا سليمان فروت ما حدث معها قالت: قام الأمن بالضغط علينا بواسطة الامن المركزي ومن ورائهم بلطجية بلباس مدني واختطفوا مجموعة من الشباب وسحلوهم علي الارض وضربوهم بالايدي والارجل وبعد خروج كل من بالوقفة انتقلنا الي مجمع التحرير ولكن لم ينجح الامر وهربت أنا وزميلتي سارة من الأمن ولأن سارة كانت مصابة بالربو لم تتمكن من الهروب لذا وقعت علي الأرض وهي في حالة صعبة جدا وطلبت منهم أن تأخذ البخاخة ولكنهم لم يقبلوا رغم مرضها الشديد وصعوبة تنفسها فسحبونا الي الجراج الذي كان يحتجز فيه كل المعتقلين وقبل ركوبنا العربة ضربنا الأمن النسائي بشدة وألقانا علي الارض ويبدو أنه كان لديهم أوامر بإهانتنا حيث ألقوا بنا داخل العربة وانتقلت بنا السيارة الي أحد معسكرات الأمن المركزي بالحي العاشر وظللنا هناك قليلا ثم أخروجونا مرة أخري الي «بوكس» ومرة أخري قامت الشرطة النسائية بالاعتداء علينا ووصلت السيارة أمام قسم السلام وأخرجوا قدمي من «البوكس» وتحركت السيارة فوقعت علي الارض وأخذوا يضربوني مرة أخري وهددوني باستخدام عنف أشد من ذلك لو تكررت مشاركتي في المظاهرات.