«العدل الدولية» تحذر: الأوضاع الميدانية تدهورت في قطاع غزة    مراقبون فلسطينيون: العدو الصهيوني يشدد الخناق على جباليا ويحاصر أركانها    فرّحنا.. يا أهلى| الليلة.. قمة عربية بين المارد الأحمر والترجى التونسى    بعد شهر من إعلان بقائه.. تشافي يرحل عن برشلونة    بالأرقام.. الأمن العام ينجح في ردع تجار المخدرات |صور    علماء القافلة الدعوية: الحج رحلة إيمانية عظيمة وشرطها المال الحلال    3 حيل للاحتفاظ بالموز طازجًا    جوميز يجري تعديلًا مفاجئًا على برنامج الزمالك قبل مواجهة الاتحاد السكندري    وزير النقل يعقد جلسة مباحثات مهمة مع نظيره الإسباني    لماذا يثير متحور FLiRT ذعر العالم؟.. مفاجأة صادمة اكتشفها العلماء    أسعار البقوليات اليوم الجمعة 24-5-2024 في أسواق ومحال محافظة قنا    هل انتهت الموجة الحارة؟.. مفاجآت سارة من الأرصاد للمصريين    الجمعة أم السبت.. متى وقفة عيد الأضحى 2024 وأول أيام العيد الكبير؟    بوليتيكو: معظم دول الاتحاد الأوروبي لن تقدم على المساس بأصول روسيا المجمدة    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    بري يؤكد تمسك لبنان بالقرار الأممي 1701 وحقه في الدفاع عن أرضه    قرار عاجل من جوميز قبل مواجهة الاتحاد السكندري في الدوري    3 وزراء يجتمعون لاستعراض استراتيجيات التوسع في شمول العمالة غير المنتظمة    رئيس جامعة المنيا يشهد حفل ختام أنشطة كلية التربية الرياضية    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    الأهلى يكشف حقيقة حضور إنفانتينو نهائى أفريقيا أمام الترجى بالقاهرة    التموين تستعد لعيد الأضحى بضخ كميات من اللحوم والضأن بتخفيضات 30%    مجلس الشيوخ يناقش أموال الوقف ونقص الأئمة والخطباء ومقيمي الشعائر.. الأحد    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    إحالة سائق أوبر للجنايات في واقعة اختطاف «سالي» فتاة التجمع    مصرع وإصابة 3 أشخاص في الشرقية    دموع وصرخات.. قاع النيل بلا جثث ل ضحايا حادث ميكروباص معدية أبو غالب (فيديو وصور)    وفاة شقيقة الفنانة لبنى عبد العزيز وتشييع جثمانها اليوم    بطولة عمرو يوسف.. فيلم شقو يقفز بإيراداته إلى 72.7 مليون جنيه    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    بفستان مستوحى من «شال المقاومة».. بيلا حديد تدعم القضية الفلسطينية في «كان» (صور)    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    بوليتيكو: واشنطن تدرس القيام بدور بارز في غزة بعد الحرب    من صفات المتقين.. المفتي: الشريعة قائمة على الرحمة والسماحة (تفاصيل)    مراسل "القاهرة الإخبارية": تجدد الاشتباكات بين الاحتلال والمقاومة برفح الفلسطينية    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    الاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم بطب عين شمس    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن منطقة هضبة الأهرام مساء اليوم    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    الإسلام الحضاري    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    مران صباحي ل«سلة الأهلي» قبل مواجهة الفتح المغربي في بطولة ال«BAL»    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    "التروسيكل وقع في المخر".. 9 مصابين إثر حادث بالصف    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «العدل الدولية» تحاصر الاحتلال الإسرائيلي اليوم.. 3 سيناريوهات متوقعة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنازة حارة والميت.. «أسرار عائلية»
نشر في صوت الأمة يوم 08 - 12 - 2013

اكتشفت قيمة مهمة للمثل الشعبى القديم حينما شاهدت ضمن مجموعة من كبار الصحفيين ونقاد الفن فى مصر فيلم «أسرار عائلية» وانتهى العرض وأنا لا يسيطر على رأسى سوى جملة واحدة وهى الجنازة حارة والميت فيلم «أسرار عائلية»، فالفيلم الذى انتفض له الجميع غضبا وتضامنا بمجرد اعلان مخرجه هانى فوزى ان الرقابة على المصنفات الفنية ورئيسها أحمد عواض يتعسفان ضد ابداعه لم يخرج عن كونه فيلماً ارشادياً للاب والام كي لا يصبح ابنهما ضمن قائمة الشواذ جنسيا والحقيقة اننى لو اعرف ان المستوى الفنى للفيلم ضحل للدرجة التى رأيته عليها لما اضعت قرابة الساعتين من وقتى فى مشاهدته.
ولكن الحقيقة كنت مضطراً مثل غيرى لتلك المشاهدة لان مخرج الفيلم كانت دعوته لنا بمثابة استغاثة ضمنية واحتكام لضمائرنا لاننا جميعا بلا أى مصلحة فى منع اوعرض الفيلم وربما لاننا نمثل الضمير الموضوعى الفاصل بينه وبين الرقابة وبين ذوق المشاهد.
الفيلم يطرح فكرة فى غاية الاهمية والخطورة وهى المثلية الجنسية عند الفتيان فى مرحلة المراهقة ولكن للاسف لم يستغل المؤلف محمد عبد القادر والمؤلف المخرج هانى فوزى تلك الفكرة البراقة الخصبة والجديدة على مصر والعالم العربى وتناولوا العمل بسطحية بالغة افسد عمق الفكرة الثرية بسيناريو ركيك ومشاهد مهترئة واداء تمثيلى اضعف مما يكون وإن كان بطل الفيلم محمد مهران قدم بإجادة حالة مغايرة لصورة المثلى فى السينما المصرية كما ان الاخراج انتقص كثيرا من رصيد هانى فوزى كمؤلف قدم افلاما مهمة فى تاريخ السينما مثل «ارض الاحلام» لفاتن حمامة، «بحب السيما» لمحمود حميدة وليلى علوى، «بالالوان الطبيعية» لاحمد عزمى ويسرا اللوزى.
سوء مستوى فيلم «أسرار عائلية» وازمته مع الرقابة على المصنفات الفنية جعلنى اعود بذاكرتى للافلام التى قدمها رئيس الرقابة الحالى احمد عواض كمخرج فلم اجد سوى افلام من نوعية «كذلك فى الزمالك»، «كلم ماما» و«اريد خلعا» و«بون سواريه»، «كتكوت» لمحمد سعد والمشاع عنه انه كان يخرج افلامه وقتها بل وتردد ان سعد طرد عواض من اللوكيشن آنذاك لاجده مخرجا محدود الامكانيات وبلا موهبة لم يحقق نفسه حيث انه بلا تاريخ فلم تحقق افلامه اى نجاح على المستويين النقدى والجماهيرى عدا فيلم كتكوت لذا شعرت نهما شديدا منه ولهاثا شنيعا بالبحث عن نقطة ضوء على كرسى رئيس الرقابة وعجلته على ذلك جعلته يتورط فى معركة مفتعلة منه قبل صناع الفيلم الذى لا يمت للسينما بصلة لتجد فى النهاية ان الجنازة حارة والميت فيلم «اسرار عائلية» وربما دخلوا تلك الازمة مع الرقابة لتحقيق رواج للفيلم بدلا من انفاق مئات الآلاف على الدعاية .
اختار عواض فى هذه الازمة ان يسكن برجا عاجيا يتحدث من اعلاه مع الاعلاميين بجملة واحدة لكل من يسأله عن ازمة فيلم «اسرار عائلية» وهى: لا تعليق وانا ضميرى مرتاح وسأرد بالمستندات فى الوقت المناسب.. بل ويزيد رئيس الرقابة ويكتب على الفيس بوك انه يتعرض لابتزاز وضغوط رهيبة للموافقة على هذا اللافيلم.
ما هذا البحث المستميت عن بطولة وهمية، لماذا يريد عواض ان يظهر بمظهر الشهيد المذبوح على جثة هذا اللافيلم ؟ ولماذا هو دائم تصدير فكرة انه يتحمل ما هو فوق احتماله؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا لايترك المنصب لغيره ممن هم اكثر قدرة على المواجهة؟ ولماذا كل هذه العصبية التى يتعامل بها عواض مع كل من حوله، فالامر لا يستحق وانا اذكر عواض بانه كان فى مقدمة صفوف المبدعين الذين كانوا يطالبون دوما بالغاء الرقابة وانا اسأله هنا اى ضمير لك مرتاح؟ هل ضمير رئيس الرقابة الذى يطبق القوانين البالية ام ضمير الفنان لا اقول المبدع الباحث دوما عن مساحات اكبر من الحرية ضد قمع السلطات القاهرة للابداع من الرقابة واحيانا الازهر والكنيسة واحيانا اخرى بتدخل الجهلاء ليكونوا اصحاب رأى ويؤلبوا الرأى العام على عمل لم يتم مشاهدته بعد؟
عن اى ضمير يتحدث عواض وهويشهر ويشنع بفيلم هو امين عليه عبر الفيس بوك قائلاً: انا ارفض الابتذال مهما زايد على موقفى المدعون واتمسك بحرية التعبير ومتمسك بمواجهة الابتذال باسم الفن وهنا اسأله من جديد اذا كان هذا الفيلم ابتذال فلماذا وافقت عليه الرقابة فى زمن الاخوان ولماذا مررته انت بعد وضع 13 ملحوظة وانا اقول ملحوظة وليس مشهدا اراها كلها مستحقة الا اربعة فقط وهذه وجهة نظرى الخاصة جدا .
وفى النهاية رأيى ان توافق الرقابة على طرح الفيلم للعرض العام بعد الالتزام باربع ملاحظات فقط سأقولها للمخرج والمؤلف ويجب ان تكون لافتة «للكبار فقط» ملازمة للعرض وتطبيقها بشدة لان موضوع الفيلم شائك، وحينما يحدث ذلك سيعرف عواض انه ورط نفسه وجهاز الرقابة فى معركة مع فيلم لا يستحق المشاهدة اصلا
نشر بالعدد 676 بتاريخ 25/11/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.