· كانت لجنة البناء والتنظيم التابعة لوزارة الداخلية في إسرائيل قررت قبيل عشاء بايدن نتانياهو بناء 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الواقع شمال مدينة القدسالمحتلة، وتقع المنطقة ضمن أراضي عام 67 التي يشملها الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأخيراً اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية علي لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون بأن إسرائيل أهانت واشنطن بسبب الإعلان عن مشروع استيطاني من 1600 وحدة جديدة خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لها.. وكم مرة منذ 1948 أهانت إسرائيل العرب بشكل مباشر أو غير مباشر بشن حروب عليهم و شن اعتداءات شديدة القسوة علي شعوبهم و ظلت أمريكا علي ولائها لحليفها الأول و المفضل في المنطقة مخالفة لمصالحها الحقيقة التي تقع مع 300 مليون عربي؟ وهذه الصفعة التي قدمتها إسرائيل لواشنطن لن تمر مرور الكرام فقد توالت ردود الأفعال الأمريكية واحدة بعد الأخري مرة تصف تصرف إسرائيل علي أنه طعنة للرئيس الأمريكي باراك أوباما و مرة أخري تتقدم ردود الأفعال الأمريكية خطوة أخري بان يطالب بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بفرض العقوبات علي إسرائيل.. ولم تقف ردود الأفعال عند هذا الحد بل امتدت إلي استدعاء السفير الإسرائيلي يوم الأحد الماضي إلي الخارجية الأمريكية من أجل نقل رسالة واضحة و هي أن إسرائيل تنقل العلاقات الثنائية الأمريكية الإسرائيلية إلي مرحلة حرجة.. وقد تأكد أيضا أن هيلاري كلينتون قد أجرت اتصالا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لتعرب له عن شكواها تجاه الخطة الإسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة في القدسالشرقية، و أنها تحدثت معه لمدة 43دقيقة.. وكنا جميعا وقت الانتخابات الأمريكية نخشي اختيار أوباما لبايدن لأنه وصف مرارا وتكرارا بأنه الصديق الصدوق لإسرائيل ولكن أحداث الأسبوع الماضي وتحدي إسرائيل لأمريكا و للعالم أخرج بايدن من عباءته حينما أعلن في بيان صارم قبيل دقائق من لقاء نتانياهو علي عشاء رسمي إدانته لبناء إسرائيل ل 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية.. وكانت لجنة البناء والتنظيم التابعة لوزارة الداخلية في إسرائيل قررت قبيل عشاء بايدن نتانياهو بناء 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الواقع شمال مدينة القدسالمحتلة، وتقع المنطقة ضمن أراضي عام 67 التي يشملها الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. فربما كانت القيادة السياسية الإسرائيلية تعمل علي اختبار مدي احتمال أمريكا لاستفزازاتها في المنطقة حتي تفعل ما تشاء بغير حساب، أم أن وراء هذا الإعلان مخططا أخطر و هو إشعال فتيل العنف في المنطقة علي غرار أحداث تدنيس الحرم القدسي الشريف و ما أعقبها من الانتفاضة الفلسطينية الثانية؟ هل هي خطوات كلها في اتجاه واحد لإشعال فتيل المنطقة؟ إسرائيل تتعامل مثل الظالمين حين تجاوزت المدي بارتكابها خطأ جسيماً أدخلت فيه حليفها القوي بأن استفزته استفزازا شديد اللهجة بعدما برر لها كل شئ طوال 61عاماً من دير ياسين إلي القنابل الفسفورية في حربها الأخيرة في غزة.