ما الذي يدفع مالك سيارة إلي توجيه إتهام علني بالنصب لوكيل سيارات صينية في السوق المحلي إن لم يكن الأول قد عاني الأمرين من هذا الوكيل الذي يؤكد مالك السيارة أنه تربطه به معرفة ما؟ لا يبدو السؤال محيراً في واقع الأمر بل إجابته بسيطة وهي أن هذا الوكيل غير أهل للثقة علي الإطلاق لمن تربطه به صلة أو من لا يعرفه. فعادة ما يتعامل هذا النوع من الوكلاء مع تجارة السيارات بمنطق "اخطف واجري" دون أي اعتبارات فهدفه الأول والأخير هو تحقيق الربح السريع. وبنفس السرعة التي يظهر بها النوع من الوكلاء في غفلة من الزمن، يختفون غير مأسوف عليهم. هذا الكلام ينطبق حرفياً علي هويدي موتورز التي جلبت للسوق المصري أسوأ سيارات هذا الزمن بتكاليف لا تكاد تذكر وأرباح طائلة حصلت عليها الشركة بالتضليل الذي بدأ بأكذوبة أطول فترة ضمان وهي النكتة المضحكة التي أطلقها هويدي وسرعان ما تبين للجميع سخافتها مع ظهور الأعطال الواحد تلو الأخر بعد أشهر قليلة من بيع موديل لاندروك. ولنذكر تلك المشاكل بإيجاز بدايةً من صوت المحرك العالي وصوت ناقل السرعات المزعج والسخونة الهائلة التي تنبعث من أرضية السيارة الأمر الذي يشير إلي مستويات العزل الرديئة في موديل لاندروك البدائي وصولاً إلي الأبواب العوجاء وصوت عجلة القيادة العالي. ربما يمكن تفهم المشكلات الفنية في السيارة والتي يتعين علي الشركة إصلاحها مجاناً لأن العميل لا ناقة له ولا جمل فيها ولكن ماذا نقول بشأن مراكز الصيانة المعتمدة من هويدي موتورز والتي فشلت في إصلاح تلك العيوب بعد عدة محاولات. التفسير الوحيد لذلك هو أن لاندروك عبارة عن كارثة متحركة علي الطريق أضف إلي ذلك أنها تباع عن طريق وكيل يفتقر إلي أبسط درجات المصداقية بإدعائه أن للسيارة ضماناً هو الأطول في مصر. وفي سيارة ظهر بها عيوب عديدة خلال أقل من عام أضف إلي ذلك أعطال الزجاج الكهربي، فماذا تبقي من لاندروك؟ ربما المصيبة الأكبر هي تلك المشكلة التي أوردناها في الأسبوع الماضي والتي تتعلق بالمقعد الخلفي الذي يصيب من يجلس عليه لفترة بآلام في الظهر. والعجيب أن مراكز الخدمة التابعة للشركة فشلت في إصلاح تلك العيوب ليس لشئ سوي أن لاندروك عبارة عن موديل فاشل شكلاً ومضموناً وفخ نصبه هويدي موتورز للباحثين عن سيارة دفع رباعي بسعر معقول. وعلي ما يبدو احترفت شركة هويدي موتورز الفشل والدليل علي ذلك موديل أيديا الأكثر فشلاً من سابقه، ففي حالة أيديا بدا واضحاً أن المنتج الصيني أضاف المزيد من العاهات فمن غير المنطقي أن يحتمل المستهلك أكثر من 10 عيوب في موديل واحد يمكن أن نسردها بأيجاز شديد في رداءة الخامات المستخدمة في المقصورة وهو أمر لا يغفره إنخفاض سعر السيارة وهو السعر الذي يبدو مرتفعا مقارنة بإمكاناتها. وقد يشفع للموديل المحرك بسعته الصغيرة ولكن نجد أنفسنا أمام محرك ليس ضعيفا فحسب بل أنه أيضا يستهلك من الوقود ما لا يتناسب مع سعته والسبب هو أنه محرك من الجيل العتيق الرخيص السعر والذي لا يكلف الشركة المنتجة كثير من المال علي عكس الأجيال الجديدة من المحركات والتي تتميز بالقوة المعقولة والإستهلاك المنخفض للوقود. أما صوت مروحة التبريد العالي فهو أمر يرجع لرداءة الصنع والخامة المستخدمة. وبالنسبة للأبواب والعفشة وكلاهما يحتاج إلي ضبط كل فترة، فضلا عن ضعف الفتيس وطافئة كبيرة من العيوب والسبب أيضا هو تركيز المنتج عند التعاقد مع الموردين علي السعر المتدني للمكونات بغض النظر عن جودتها، أما التكييف والكاسيت وإن كانت من الكماليات فالعيب هنا يرجع إلي الوكيل الذي يمكنه إختيار كماليات أفضل ولكن سيقلل ذلك من أرباحه، وبالتالي تطلب هويدي موتورز من الشركة الأم تزويد السيارة بأقل الكماليات سعرا وأضعفها جودة ما دام ذلك سيقلل من السعر الذي ستحصل به علي السيارة من الصين. الغريب أنه بعد تلك العاهات الواضحة وضوح الشمس للقاصي والداني يأتي من يتهم "بورصة السيارات" بالتحامل علي هويدي موتورز. ولو عاد هؤلاء قليلا للوراء لوجدو أن جمعية حماية المستهلك حكمت بتعويض لصالح إحدي مالكي تلك العاهة الصغيرة بعد أن فشل مركز الخدمة في إصلاحها هي الأخري.