· لم أكن أتخيل أن يفعل بي شيخ الأزهر هذا لأني طالبة ملتزمة كان من المفترض أن يكون هذا الحوار مع الطالبة المنتقبة صاحبة الواقعة الشهيرة مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، ولكن القدر ساقني إلي طالبة أخري تكرر معها نفس السيناريو في اليوم الأول للعام الدراسي. إنها الفتاة قمر - 12 عاما - الطالبة في الصف السادس الابتدائي بأحد المدارس الأزهرية بمدينة نصر. تم الاتفاق علي إجراء هذه المقابلة مساء الأحد الماضي من خلال اتصال هاتفي بوالدة الفتاة، وصباح اليوم التالي توجهنا إلي المنزل الكائن في إحدي المناطق الهادئة نسبيا بمدينة نصر، أول من أطل علينا من المنزل هو "يوسف" شقيق الفتاة، شاب في الصف الثالث الثانوي رحب بنا بشدة، وكان أول شيء جذب انتباهي هو المكتبة التي توجد في مدخل المنزل، فهي مكتبة دينية بحتة، تضم العديد من الكتب الإسلامية ومن بينها تفسير القرآن لابن كثير وفتح الباري لابن الحجر العسقلاني، وزاد المعاد لابن القيم، دقائق قليلة وكانت قمر قد عادت من يومها الدراسي، ودار الحوار معها... ما هي حقيقة ما حدث في أول أيام العام الدراسي؟. - كانت حصة لغة إنجليزية، دخل علينا شيخ الأزهر ومعه عدد من الرجال، أمرني أحد الشيوخ المرافقين للشيخ طنطاوي بخلع النقاب، وقال لي الشيخ طنطاوي: هو انت اللي مؤمنة يعني والباقي كفرة. كان صوته عاليا وغاضبا للغاية، وقال لي النقاب فضيلة مش فرض، عاوزة تلبسيه البسيه في الشارع، بس في الفصل لا، المدرس زي أبوك مفيش مشكلة. وانا هاجي تاني بكره أشوف إذا كنت لسه ترتدين النقاب. ولكن هناك حوار آخر نشرته وسائل الإعلام غير ما تقولينه؟ - نعم ولكن الحوار الذي تقصده كان مع طالبة أخري تدعي آلاء في مدرسة إعدادية أزهرية أخري زارها شيخ الأزهر. ولماذا كنت ترتدين النقاب في الفصل رغم أنك وسط زميلات لك؟. - لأن من كان يقوم بالتدريس مدرس وليس مدرسة. وماذا كان شعورك بعد هذا الموقف؟. - بكيت بشدة، وأثرت تلك الواقعة في نفسي للغاية، لم أكن أتخيل أن يفعل شيخ الأزهر هذا معي، وعندما عدت للمنزل أخبرت والدي ووالدتي بما حدث، والدي كان حزينا للغاية، ولكنه كان مسافرا في رحلة عمل قصيرة إلي قطر، أما والدتي فحاولت تهدئتي قدر استطاعتها. وهل توقعت أن يحدث هذا من الشيخ طنطاوي؟. - بالطبع لا، كنت أتصور أن يشيد بي الشيخ لأني أرتدي النقاب، وأن يطالب بقية البنات بالاقتداء بي، ولكن حدث العكس. وهل هناك فتيات منتقبات مثلك في المدرسة الأزهرية؟. - نعم هناك كثيرات، ولكن الشيخ طنطاوي جاء يوم السبت وكان هذا اليوم في العام الماضي إجازة، وهو ما أدي إلي غياب العديد من الطالبات ومنهن منتقبات عن حضور الدراسة هذا اليوم. كلمة أخيرة من قمر لشيخ الأزهر؟. - قمر: أقول له يا شيخنا إذا كنت تري أن النقاب فضيلة فلماذا تريد أن تحرمني منها. بعد نهاية الحوار مع قمر كان لابد من محاورة والدتها.. أولا متي قامت قمر بارتداء النقاب؟. - في نهاية الفصل الخامس الابتدائي. وهل كان هذا طوعا ام كرها؟. - لم أجبر ابنتي علي ارتداء النقاب، هي تراني منتقبة منذ صغرها، وكانت حريصة علي ارتداء الملابس الواسعة، وطلبت مني العام الماضي أن ترتدي النقاب ولم نمانع. وماذا كان رد الفعل تجاه تلك الواقعة؟. - طبعا أدت هذه الواقعة إلي تجرأ الكثيرين علي المنتقبات، تعرضت ابنتي لموقف محرج عند ذهابها إلي درس خصوصي، حيث أمرتها المدرسة بخلع النقاب أثناء الدرس بعد سماعها لما قاله الشيخ طنطاوي. وما رأيك في تناول وسائل الإعلام للقضية؟. - أولا أحب أن أوضح أنه لا يوجد موقف شخصي بيننا وبين الشيخ طنطاوي، الأهم بالنسبة لنا هو مستقبل الطالبات المنتقبات في المدارس والجامعات والمدن الجامعية، أما من ناحية وسائل الإعلام فأنا أشعر بالضيق من تناولها لما حدث، الكل يمسك في التفاصيل ويتجاهل القضية الأساسية، هناك العديد من التفسيرات ومن بينها تفسير ابن كثير والتي تؤكد وجوب النقاب، وهي كارثة حقيقية أن يخرج علينا رجل بحجم شيخ الأزهر ليقول إنه عادة، والكارثة الأكبر هي قضية المتاجرة بالدين. وماذا تقصدين بعبارة المتاجرة بالدين؟. - صمتت قليلا وقالت: في عام 1993 اتصلنا هاتفيا بدار الافتاء وحصلنا علي فتوي رقمها 745995 بخصوص النقاب، وتقول الفتوي إن اثنين من الأئمة الأربعة قالوا بوجوب النقاب، بينما أجاز الاثنان الآخران كشف الوجه إذا اؤتمنت الفتنة، ولكن بعد الواقعة التي تعرضت لها ابنتي والطالبة الأخري التي تدعي آلاء في المدرسة الإعدادية اتصلنا مرة أخري بدار الإفتاء واستفسرنا مرة أخري عن النقاب، وحصلنا علي الفتوي رقم 161987 والتي تقول إن النقاب عادة وليس له أصل في الدين!!. ولكن هناك عوامل أمنية ربما تجعل البعض يذهب إلي أن النقاب يمثل خطرا علي الأمن؟! الوالدة: نحن لا نرفض التفتيش ولا أن يتم كشف وجوهنا، ولكن أمام سيدة من الأمن أيضا أو مسئولة مكلفة بتلك المهمة، سبق لي السفر للحج العام الماضي، وتم التأكد من هويتي من خلال سيدة في مطار القاهرة، ونفس الشيء في المدن الجامعية الخاصة بالطالبات، أين المشكلة إذن؟. المشكلة هي تخوف البعض من تنكر الرجال في زي النساء المنتقبات؟! الوالدة: كان هناك في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم منافقون ومشركون كانوا يريدون قتل الرسول، فهل أمر الرسول بمنع النقاب لأسباب أمنية؟. يا سيدي أختي منتقبة وتعيش في كندا ولم يطلب منها أحد يوما أن تخلع النقاب فما بالك بمصر. ثم أين هي الحرية الشخصية التي ينادون بها، يعني لو تركنا الدين جانبا، لماذا لا تترك المنتقبة في حالها كما هو الحال مع من لا تلتزم بالنقاب. · لم أكن أتخيل أن يفعل بي شيخ الأزهر هذا لأني طالبة ملتزمة كان من المفترض أن يكون هذا الحوار مع الطالبة المنتقبة صاحبة الواقعة الشهيرة مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، ولكن القدر ساقني إلي طالبة أخري تكرر معها نفس السيناريو في اليوم الأول للعام الدراسي. إنها الفتاة قمر - 12 عاما - الطالبة في الصف السادس الابتدائي بأحد المدارس الأزهرية بمدينة نصر. تم الاتفاق علي إجراء هذه المقابلة مساء الأحد الماضي من خلال اتصال هاتفي بوالدة الفتاة، وصباح اليوم التالي توجهنا إلي المنزل الكائن في إحدي المناطق الهادئة نسبيا بمدينة نصر، أول من أطل علينا من المنزل هو "يوسف" شقيق الفتاة، شاب في الصف الثالث الثانوي رحب بنا بشدة، وكان أول شيء جذب انتباهي هو المكتبة التي توجد في مدخل المنزل، فهي مكتبة دينية بحتة، تضم العديد من الكتب الإسلامية ومن بينها تفسير القرآن لابن كثير وفتح الباري لابن الحجر العسقلاني، وزاد المعاد لابن القيم، دقائق قليلة وكانت قمر قد عادت من يومها الدراسي، ودار الحوار معها... ما هي حقيقة ما حدث في أول أيام العام الدراسي؟. - كانت حصة لغة إنجليزية، دخل علينا شيخ الأزهر ومعه عدد من الرجال، أمرني أحد الشيوخ المرافقين للشيخ طنطاوي بخلع النقاب، وقال لي الشيخ طنطاوي: هو انت اللي مؤمنة يعني والباقي كفرة. كان صوته عاليا وغاضبا للغاية، وقال لي النقاب فضيلة مش فرض، عاوزة تلبسيه البسيه في الشارع، بس في الفصل لا، المدرس زي أبوك مفيش مشكلة. وانا هاجي تاني بكره أشوف إذا كنت لسه ترتدين النقاب. ولكن هناك حوار آخر نشرته وسائل الإعلام غير ما تقولينه؟ - نعم ولكن الحوار الذي تقصده كان مع طالبة أخري تدعي آلاء في مدرسة إعدادية أزهرية أخري زارها شيخ الأزهر. ولماذا كنت ترتدين النقاب في الفصل رغم أنك وسط زميلات لك؟. - لأن من كان يقوم بالتدريس مدرس وليس مدرسة. وماذا كان شعورك بعد هذا الموقف؟. - بكيت بشدة، وأثرت تلك الواقعة في نفسي للغاية، لم أكن أتخيل أن يفعل شيخ الأزهر هذا معي، وعندما عدت للمنزل أخبرت والدي ووالدتي بما حدث، والدي كان حزينا للغاية، ولكنه كان مسافرا في رحلة عمل قصيرة إلي قطر، أما والدتي فحاولت تهدئتي قدر استطاعتها. وهل توقعت أن يحدث هذا من الشيخ طنطاوي؟. - بالطبع لا، كنت أتصور أن يشيد بي الشيخ لأني أرتدي النقاب، وأن يطالب بقية البنات بالاقتداء بي، ولكن حدث العكس. وهل هناك فتيات منتقبات مثلك في المدرسة الأزهرية؟. - نعم هناك كثيرات، ولكن الشيخ طنطاوي جاء يوم السبت وكان هذا اليوم في العام الماضي إجازة، وهو ما أدي إلي غياب العديد من الطالبات ومنهن منتقبات عن حضور الدراسة هذا اليوم. كلمة أخيرة من قمر لشيخ الأزهر؟. - قمر: أقول له يا شيخنا إذا كنت تري أن النقاب فضيلة فلماذا تريد أن تحرمني منها. بعد نهاية الحوار مع قمر كان لابد من محاورة والدتها.. أولا متي قامت قمر بارتداء النقاب؟. - في نهاية الفصل الخامس الابتدائي. وهل كان هذا طوعا ام كرها؟. - لم أجبر ابنتي علي ارتداء النقاب، هي تراني منتقبة منذ صغرها، وكانت حريصة علي ارتداء الملابس الواسعة، وطلبت مني العام الماضي أن ترتدي النقاب ولم نمانع. وماذا كان رد الفعل تجاه تلك الواقعة؟. - طبعا أدت هذه الواقعة إلي تجرأ الكثيرين علي المنتقبات، تعرضت ابنتي لموقف محرج عند ذهابها إلي درس خصوصي، حيث أمرتها المدرسة بخلع النقاب أثناء الدرس بعد سماعها لما قاله الشيخ طنطاوي. وما رأيك في تناول وسائل الإعلام للقضية؟. - أولا أحب أن أوضح أنه لا يوجد موقف شخصي بيننا وبين الشيخ طنطاوي، الأهم بالنسبة لنا هو مستقبل الطالبات المنتقبات في المدارس والجامعات والمدن الجامعية، أما من ناحية وسائل الإعلام فأنا أشعر بالضيق من تناولها لما حدث، الكل يمسك في التفاصيل ويتجاهل القضية الأساسية، هناك العديد من التفسيرات ومن بينها تفسير ابن كثير والتي تؤكد وجوب النقاب، وهي كارثة حقيقية أن يخرج علينا رجل بحجم شيخ الأزهر ليقول إنه عادة، والكارثة الأكبر هي قضية المتاجرة بالدين. وماذا تقصدين بعبارة المتاجرة بالدين؟. - صمتت قليلا وقالت: في عام 1993 اتصلنا هاتفيا بدار الافتاء وحصلنا علي فتوي رقمها 745995 بخصوص النقاب، وتقول الفتوي إن اثنين من الأئمة الأربعة قالوا بوجوب النقاب، بينما أجاز الاثنان الآخران كشف الوجه إذا اؤتمنت الفتنة، ولكن بعد الواقعة التي تعرضت لها ابنتي والطالبة الأخري التي تدعي آلاء في المدرسة الإعدادية اتصلنا مرة أخري بدار الإفتاء واستفسرنا مرة أخري عن النقاب، وحصلنا علي الفتوي رقم 161987 والتي تقول إن النقاب عادة وليس له أصل في الدين!!. ولكن هناك عوامل أمنية ربما تجعل البعض يذهب إلي أن النقاب يمثل خطرا علي الأمن؟! الوالدة: نحن لا نرفض التفتيش ولا أن يتم كشف وجوهنا، ولكن أمام سيدة من الأمن أيضا أو مسئولة مكلفة بتلك المهمة، سبق لي السفر للحج العام الماضي، وتم التأكد من هويتي من خلال سيدة في مطار القاهرة، ونفس الشيء في المدن الجامعية الخاصة بالطالبات، أين المشكلة إذن؟. المشكلة هي تخوف البعض من تنكر الرجال في زي النساء المنتقبات؟! الوالدة: كان هناك في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم منافقون ومشركون كانوا يريدون قتل الرسول، فهل أمر الرسول بمنع النقاب لأسباب أمنية؟. يا سيدي أختي منتقبة وتعيش في كندا ولم يطلب منها أحد يوما أن تخلع النقاب فما بالك بمصر. ثم أين هي الحرية الشخصية التي ينادون بها، يعني لو تركنا الدين جانبا، لماذا لا تترك المنتقبة في حالها كما هو الحال مع من لا تلتزم بالنقاب.