· شركة حديد «عز» ملك للشعب ولا نعرف كيف اشتراها ومن أين أتي بالأموال التي دفعها ثمنا لنصيبه فيها .. ومن الواضح أن جهات عليا سهلت له الاستيلاء عليها ! ستظل فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات مثيرة للجدل نظراً لما شهدته من أحداث ضخمة في فترة قصيرة ومن هنا كان لابد من اعادة قراءة هذه الأحداث ، خاصة أن 5 سبتمبر القادم يوافق مرور ثمانية وعشرين عاماً علي حادث الاعتقالات الشهيرة عام 1981 والتي اغتيل بعدها الرئيس السادات بشهر واحد فقط فحول هذه الأحداث وغيرها تحدثنا الكاتبة الصحفية سكينة السادات شقيقة الرئيس الراحل وهي التي عاشت معظم هذه الأحداث عن قرب وتطرق حوارنا معها حول اعتقالات سبتمبر واغتيال السادات وانتقادات هيكل له ولم يفوتنا أن نتحدث عن الوضع الحالي حيث ظهور المفسدين والمحتكرين حول الرئيس مبارك مما أدي إلي نشر الفساد ووصولنا إلي هذه المرحلة .. و إلي نص الحوار. بعد مرور ما يقرب من ثلاثين عاماً علي اعتقالات سبتمبر 1981 كيف ترين قرارات الرئيس السادات في هذا الشأن؟ - من وجهة نظري كنت أري هذه الاعتقالات مجرد تحفظات لحين اتمام عملية السلام والرئيس السادات كان سيفرج عن هؤلاء المعتقلين وعموماً السادات لم يقم باختيار الأسماء التي تم التحفظ عليها ولكن الأمن وبعض الصحفيين هم الذين قاموا بترشيح الأسماء له. ولكن من شاركوا في هذه الأحداث تنصلوا منها سواء كانوا وزراء أو صحفيين؟ - لو كان هذا صحيحاً لقدم هؤلاء استقالتهم اعتراضاً علي هذه القرارات خاصة وزير الداخلية في هذا التوقيت اللواء نبوي إسماعيل لأنه هو الذي قام بتنفيذ هذه القرارات ولو كان غير مقتنع بها ما قام بتنفيذها. ننتقل إلي حادث المنصة.. هل صحيح ما قيل عن دور أمريكي إسرائيلي وراء حادث المنصة؟ - هذا من الصعب تأكيده ولكن الله وحده يعلم من وراء هذا الحادث واغتيال الرئيس السادات. هناك من ربط بين هذا الاتهام وبين تقرير نشر مؤخراً عن ال CIA قال إن السادات كان ينوي تجميد معاهدة السلام مع إسرائيل بعد تحرير سيناء؟ - هذا كلام غير صحيح بالمرة لأن الرئيس السادات كان من أكثر الأشخاص حفاظاً علي العهود والمواثيق في حياته العادية كفرد فما بالك إذا كان رئيس جمهورية ومرتبطا باتفاقيات دولية فهذا كلام سخيف وليس صحيحاً بالمرة وما كان ينويه السادات هو الاتجاه للداخل وتعويض المواطن المصري الذي عاني الحرمان والظروف الاقتصادية الصعبة بحيث يعيش في عيشة طيبة ومستوي مرتفع من الرفاهية. أين كنت يوم العرض واغتيال الرئيس السادات؟ - كنت في قريتنا ميت أبوالكوم مع باقي الأسرة في انتظار الرئيس بعد العرض حيث كان من عاداته السنوية بعد الانتهاء من العرض يذهب إلي ميت أبوالكوم ويهبط بالطائرة الهليكوبتر لزيارة قبر الشهيد عاطف السادات وبعد وقوع حادث المنصة أبلغنا وذهبنا إلي مستشفي المعادي العسكري ولكن كان أمر الله قد نفذ. نبقي في حادث المنصة وما جاء في تصريحات للنائب طلعت السادات حول الجيش المصري وهي التصريحات التي أدت إلي الحكم عليه بالسجن فما تعليقك عليها؟ - طلعت تحدث في هذا الموضوع باعتباره شخصاً مهموماً بما حدث وكمواطن مصري وعموماً سجن طلعت لم يكن بسبب ما ذكره بقناة «الجزيرة» عن اغتيال الرئيس السادات ولكن كان السبب الرئيسي كونه نائباً نشطاً وربما مشاغباً من وجهة نظر السلطة وبالتالي كانت هذه الفرصة لسجنه وعقابه علي مواقفه السياسية. نأتي لشأن آخر له علاقة بأسرة السادات.. من له حق التحدث باسم الرئيس السادات هل حضرتك أم النائب طلعت السادات أم السيدة رقية السادات أم السيدة جيهان السادات؟ - لا أحد من أسرة السادات له الحق في التحدث باسم السادات أو الاحتكار لهذا الحق بشكل أو بآخر وكل من تحدثوا باسم الرئيس السادات عبروا عن أنفسهم فقط وعن رؤيتهم للرئيس السادات وربما كمواطنين عاديين وليس كأقرباء لأن السادات ملك لكل المصريين وبالتالي من حق أي مصري يتحدث عن السادات ويدافع عنه وليس أسرته فقط. ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة عددا من القضايا المرفوعة من أسرة السادات وخاصة السيدة رقية السادات ضد هدي عبدالناصر علي سبيل المثال والتعويض الذي حكم به لصالح السيدة رقية؟ - طبعاً رقية كان لها الحق في ذلك لأن الإساءة كانت بالغة من جانب هدي عبدالناصر ولا يعقل أبداً اتهامها للرئيس السادات بالتآمر علي الرئيس عبدالناصر لأن من زرع فينا حب عبدالناصر هو الرئيس السادات لدرجة التقديس وبالتالي كان يجب علي هدي أن تراعي ذلك وأعتقد انها نادمة علي ذلك وهو ما أبلغني به بعض الأشخاص من أنها اعترفت أمامه بخطئها. برأيك ما الذي دفع هدي عبدالناصر إلي اتهام الرئيس السادات بالتآمر علي الرئيس عبدالناصر؟ - كل ما استطيع أن أقوله هنا أن هدي لم تكن في وعيها عندما قالت هذا الكلام لأن هناك علاقة تربطنا كأسرتين - أسرة السادات وعبدالناصر - علاقة غير عادية، فالرئيس عبدالناصر كان يعاملني أفضل من السادات ويشجعني في عملي ويمنحني بعض المال من آن لآخر مثل بناته تماماً والسيدة تحية هانم كانت بمثابة الأم لنا جميعاً وكانت تخاف علينا جميعاً وكل هذا لا يأتي من فراغ إلا إذا كان هناك حب وود متبادل بين السادات وعبدالناصر، الشيء الآخر والمهم أن السادات لم يكن يطمع في سلطة أو رئاسة علي الاطلاق بل كان يبدو قلقاً ومتردداً عندما يعهد إليه برئاسة البلاد في حال سفره خارج مصر. هناك من مدح السادات ووصفه ب«الحكيم» وهناك من انتقده ووصفه بأوصاف قد تسئ إليه ومنهم الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل وتحديداً في كتابه «خريف الغضب» فما تعليقك؟ - بداية أحب أن أوضح شيئاً مهماً وهو أن كل ما جاء في كتاب «هيكل» كذب في كذب من أوله لآخره وهذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة. كيف تقيمين المرحلة الحالية التي تمر بها مصر الآن؟ - بالتأكيد هي مرحلة صعبة لأسباب عديدة ولكن أبرزها من وجهة نظري أن مصر مستهدفة وهناك حرب ضدها وعلينا أن ندرك ذلك جيداً وكل هذا يحتم علينا التوحد والتماسك. ولكن ماذا عن الوضع الداخلي وهناك انتقادات حادة لهذا الواقع وللسلطة التي أفرزته؟ - بالتأكيد هناك بعض الأمور التي لا يرضي عنها أحد وتعوق مسيرتنا وعلينا التخلص منها وإزالتها والسبب الرئيسي في ذلك يكمن في المحيطين بالرئيس وبعض الأشخاص الذين يستفيدون من مناصبهم. وما هي الأشياء التي لايرضي عنها أحد وأشرت إليها في كلامك السابق؟ - هذه الأشياء تتمثل في انفراد شخصيات بعينها بالمشروعات والامتيازات الكبيرة وعدم اتاحة الفرصة للمجتهدين الذين يعملون بشرف. هل تقصدين المحتكرين وعلي رأسهم أحمد عز واحتكاره لشركات الحديد وعلي رأسها شركة حديد الدخيلة؟ بالنسبة لشركة حديد الدخيلة التي أصبح اسمها حديد عز هي ملك للشعب المصري في الأساس أسسها اليابانيون وأهدوها إلي مصر في شخص الرئيس السادات الذي أكد لي ذلك في حوار بيننا عندما كان مريضاً وزرته للاطمئنان عليه وأشفقت عليه يومها وشعر بذلك ولكنه قال لي أنا اليوم أسعد إنسان رغم ما أنا فيه لأن اليابانيين وافقوا علي انشاء شركة للحديد بالدخيلة كإهداء للشعب المصري وهذه الرواية أسوقها للتأكيد علي ملكية الشعب لهذه الشركة وبالتالي كان يجب الاحتفاظ بها للشعب وليس بيعها لشخص يطلق عليها اسمه لتصبح شركة حديد «عز». ولكنه يقول انه اشتراها بأمواله؟ - نحن لا نعرف كيف اشتراها ومن أين أتي بهذه الأموال التي دفعها ثمناً لنصيبه في هذه الشركة ولكن من الواضح أن جهات عليا سهلت له الاستيلاء عليها. هل هذه الآراء في أحمد عز بسبب خلافاته مع أسرة السادات وخاصة طلعت السادات؟ - هذا ليس صحيحاً لأن ما أقوله هو الحقيقة والجميع يعرف ذلك أما بالنسبة للخلافات مع أسرة السادات فأنا رددت عليه وقتها عندما نشب الخلاف بين عز وبين طلعت وقلت له من هو جدك ومن هو جد طلعت السادات، وقلت له أن والد الرئيس السادات ربي أولاده أحسن تربية ويكفيه أن أحد أولاده تولي رئاسة الجمهورية وغيره في مراكز مميزة أخري، أما والد أحمد عز فهو معروف للجميع بأنه كان تاجر خردة وأن أحد الأشخاص أخبرني بأن والده كان مرفوعاً عليه الكثير من الدعاوي القضائية وكان يتهرب منها.