عندما أراد محمد علي باشا حاكم مصر الذكي ومؤسس نهضتها أن يتخلص من صداع المماليك قرر ذبحهم جميعاً مرة واحدة، فيما سمي بمذبحة القلعة، فقد وضع في حساباته أن يتم القضاء عليهم في لحظة واحدة وألا يتبقي شاهد واحد علي هذا المشهد سوي السياف، ولذلك فقد كان هو والسياف فقط اللذين يعرفان هذا الأمر بما في ذلك الموعد المحدد لتنفيذ المذبحة. فهو يعلم أن السر إذا خرج عن اثنين لم يصبح سراً وفي اللحظة المحددة صعد السياف إلي القلعة ودخل إلي القاعة التي فيها المماليك بأكملهم ليقفل عليهم الباب من الداخل ويطيح برؤسهم بسيفه ولكنه وجد إبراهيم باشا ابن محمد علي يجري حواراً مع بعض المماليك فذهب إليه وأخبره بأن والده محمد علي ينتظره لأمر مهم وأن عليه أن يغادر القاعة ويذهب إليه فوراً.. لم يستمع إبراهيم باشا لطلب السياف بالجدية الواجبة فنزل السياف إلي محمد علي باشا وقال له ان ابنه إبراهيم باشا موجود مع المماليك وسأل: هل نؤجل المذبحة إلي وقت آخر أم ماذا نفعل؟ رد عليه محمد علي قائلاً: اذهب إلي إبراهيم وأخبره بأنني انتظره لأمر مهم جداً فإذا انصاع وسمع الأمر ونزل كان بها، وإلا فليتم تنفيذ المذبحة علي الجميع بما فيهما إبراهيم باشا نفسه.! سأل السياف محمد علي باشا.. ولكنه ابنك.. هل اقتله.!.. قال محمد علي: نعم اقتله فالابن يعوض.. أما الأريكة فلا.( أقدم هذه القصة لكل أب وابن يجمعهما موضوع أريكة واحدة.