واضح أن المصريين يعيشون حاليًا فى ظل دولة مرتبكة وحكومة مرتعشة «تنفخ فى الزبادى» عندما يلوح لها شىء يستعصى عليها تفسيره! ومن أسباب ذلك أن هذه الحكومة بسلطاتها المختلفة - خاصة الأمنية منها - تلسعها وتوجعها حوادث متنوعة نادرا ما تخلو واحدة منها من تبادل العنف وإطلاق النار بين هذه السلطات الأمنية عندما تتصدى لمهاجمين ملثمين أو سافرين يحملون أنواعا مختلفة من السلاح حتى الثقيل منه يستخدمونه!، وهى مستويات من المعارك لم تعرفها من قبل سلطات الأمن بعد أن عزت سلع غذائية وغير غذائية على الناس، وأصبح السلاح المتنوع هو المتوافر الذى تشهر به عمليات تهريب مستمرة إلى مصر من خارجها، ومنافذ وحدود للتهريب تيسر مرور المدافع المضادة للطائرات والدبابات فما البال بالآلى والأوتوماتيكى الذى تقدر أعداده فى إحصائيات رسمية بأنها بلغت عشرة ملايين قطعة سلاح!، أما الاتصالات التى تختص بعمليات التهريب وتنفيذ المهام الخطرة فى مصر فقد أصبحت الحكومة مهتمة بالتعرف على فحوى هذه الاتصالات التى غالبًا ما تكون كودية! فإذا صادفت رموز الاتصالات الكودية توفيق السلطات الأمنية الحكومية فى فك شفرتها ورموزها بدأت التحرك لإحباط التنفيذ قبل وقوعه، أو ضبط شحنة سلاح قادمة لمصر، وعند ذلك ينكر المهربون أنهم يعرفون الجهة التى طلبت الشحنة، ويصرون على الاعتراف فقط بأنهم يعرفون فقط اسم من الذى سيوافيهم فى موعد معلوم ومكان محدد لتسليم الشحنة،وذلك لقاء أجور تدفع لناقلى الشحنة وتهريبها إلى داخل البلاد! وما دامت سلطات الحكومة مرتعشة، ومازالت «تنفخ فى الزبادى» فإن البعض قد رأى أن أمامه فرصة ممتعة للتسلى بهذه السلطات والضحك منها وعليها بإطلاق «فرد حمام» من أى «غية حمام»!، وفى ساق الحمامة أو تحت جناحها قطعة معدنية مكتوب عليها اسم المرسل اليه الرسالة التى تحملها الحمامة، والرسالة مربوطة جيدا فى عنق الحمامة بما لاتسقط معه الرسالة مهما كانت سرعة الحمامة فى طيرانها، أو الرياح مهما اشتدت فالرسالة تظل صامدة! من هنا كان أن اهتمت السلطات بحمامة طارت منذ أيام فى السماء المصرية كاملة قطعة المعدن والرسالة، أما العبارة المكتوبة فهي تقو لإن الرسالة موجهة إلى «إسلام»!، من هو إسلام هذا يا ترى الذى ترسل إليه حمامة زاجلة تحمل رسالة شفرية تنتظر من السلطات فك رموزها! وقد سارعت الصحف اليومية والفضائيات التليفزيوينة إلى تداول خبر الحمامة وكأنها طارت فوقنا تحمل النذير بكارثة قريبة لنا انطوت عليها الرسالة!، ولم يأتنا أى خبر حتى الآن عما انتهت إليه تحريات الجهات المختصة عن الحمامة المضبوطة والتى لم يطلق سراحها حتى الآن!، ومازالت قوة الحراسة التى تتحفظ عليها تأتى لها بالحبوب اللازمة يوميًا من تاريخ واقعة الضبط وحتى الآن!، أما المضبوطات -قطعة المعدن والرسالة المرفقة- فقد أصبحت محل دراسات بحثية ومباحثية شديدة السرية والجدية حتى يمكن تحديد مضمون الرسالة، وقد تمت دراسة اقتراح بأن تحتجز الحمامة المضبوطة إلى حين التوصل للموقع الذى كانت الحمامة - فيما لم تضبط - ستواصل طيرانها حتى تصل إليه وتحط عليه!، وساعتها سيكون من تحط عنده الحمامة «وقعته سودة» حتى لو اعترف بأنها حمامة أرسلت إليه من صاحب «غية» صديق ودائماً ما يمارس معه هذا «الهزار» بين الحين والحين!، ولن تتركه الأجهزة المعنية إلا بعد التحقق من أن الواقعة لاتعدو أنها لعب حمام فى حمام»!، وقد لاحظ المواطنون أنه لما وجد الغاوى الهزار مع الحكومة يجد لديها كل اهتمام.. بادر - وربما هو نفسه أو غيره - بإطلاق حمامة أخرى أعلنوا عن ضبطها محلقة فى الأجواء المصرية وتحفظ عليها المواطنون توطئة لأن تلقى مصير سابقتها من التحرير والتحقيق نشر بتاريخ 21/1/2013 العدد 632