لم تعرف المآذن في عهد الرسول «صلي الله عليه وسلم» وكان «بلال» هو أول مؤذن في الإسلام وقد أمره الرسول بالدعوة للصلاة من أعلي سور المدينة أو من علي سطح مجاور للمسجد وبعدها بدأ المسلمون في بناء المآذن للمساجد فكانت في بداية الأمر المآذن في شمال أفريقيا والأندلس تأخذ شكل الأبراج المربعة وبعدها بدأ اختلافها في العالم الإسلامي حتي مادة البناء اختلفت سواء باستخدامهم للطوب أوالحجر ففي مصر وبلاد العرب استخدموا الحجر أما في العراق وبلاد الغرب فقد استخدموا الطوب.. وفي مصر مآذن تدل علي عراقة العالم الإسلامي فهي تمثل تطور المآذن في جميع الفترات الماضية التي مرت مصر بها منذ الفتح الإسلامي حتي العصر الحديث وإن من اقدم المآذن الموجودة بمصر مئذنة الجامع الطولوني والذي تم بناؤه في عهد أحمد بن طولون ولكن مئذنة المسجد طرأ عليها عدة تغيرات جوهرية حتي ظلت بهيئتها الحالية ويليها من حيث القدم منارتا جامع الحاكم اللتان تأثرا بمئذنة جامع صفاقس بشمال أفريقيا فهناك بدأ الفاطميون حكمهم وبعد ذلك تم إنتقالهم إلي القاهرة .. ومن المساجد الذي لها أثر كبير في مصر جامع الجيوشي الواقع علي سطح جبل المقطم بالقاهرة فإن مئذنة هذا المسجد ذات قاعدة مربعة وإن مئذنتها منقوشة ومزخرفة من أعلاها وتوجد في منتصف الواجهة الشمالية الغربية للمسجد كما أن بأعلي القبة قبة صغيرة بنيت بالطوب ، وعلي الرغم من ذلك فيوجد التشابه الكبير بين جامعي الجيوشي والغضنفر إلا أن مئذنة الغضنفر القاعدة المربعة العالية بها تنتهي بشرفة من الخشب.. أما عن أجمل المآذن فهي مئذنة السلطان حسن حيث تغير شكل المآذن المربعة إلي مآذن مثلثة حيث يتم وضع القواعد في الأعلي ورؤوسها إلي الأسفل وكانت هذه المأذنةفي عهد المماليك كما أن الرخام دخل في نقوش المسجد وفي بناء أعمدته.. كما أن مع نهاية القرن التاسع الهجري ظهرت مآذن بقمتها رأس مزدوجة وهي تشبه مئذنة السلطان الغوري بالجامع الأزهر الموجودة علي صحن الجامع أما بالنسبة للمسجد الغوري فإن له أربعة رؤوس أعلي قمة المسجد بدلاً من اثنتين ولكن مسجد المؤيد أو المعز لدين الله الفاطمي فله مئذنتان وهما أعلي برجي باب زويلة وهنا قاموا بإستخدام زخرفة الخطوط المنكسرة عليه ودخول القيشاني الملون أيضاً في زخرفة المآذن كما كانوا يستخدمونها من قبل ذلك في عهد المماليك البحرية ، وقد ظهرت بعد ذلك عدة مآذن في العصر الحديث ومنها مسجد الزمالك ومسجد عمر مكرم بجامع التحرير وغيرهما من المساجد الحديثة وتتعدد وتتعدد المساجد والمآذن حتي تظل عراقتنا الإسلامية علي ثقل وزنها ومكانتها العالية.