حناجر نحن ليس إلا، أبواق مفتوحة، أصوات كانت مختبئة بضلالها، واصوات جديدة ضلت الطريق، فضُللت، وأخرى كانت مكممة ففجرت، تركنا كل ما هو بناء واخذنا نلهث وراء كل ما هو عبث، اصوات جاهلة تنبعث من ضمائر ممزقة اصابها العفن، الحب والحرية والحق والخير، طريقهم الوعر الذى لا يسلكونه كونه لا يتناسب مع نفوسهم المضطربة والتى لا تعى ماذا تقول وماذا تفعل؟. ■ أين المدعون ومروجو الشائعات والفضائح والذين يطلقون على انفسهم «شيوخاً» ويطلون علينا إما عبر شاشة التلفاز أو قنوات التواصل الاجتماعى والذى بات بأقوالهم المريضة أن يتحول إلى تواصل عدائى، فلينزلوا إلى الشوارع لتهدئة الشباب أو أن يعملوا عمل خير فى ظل ظروف البلد الصعبة، وأنا أدرك يقيناً انهم لن ينزلوا، خوفاً من حجر يلقى عليهم أو اصابة خرطوش أو انتقام اصحاب الحق منهم، فهم يحمون انفسهم جيداً ويظهرون صورتهم من وراء زجاج يصيبون من خلاله مجتمعاً بأكمله بسهام حناجرهم الملوثة. ■ أين هؤلاء يأخذون الناس مسطحى الفكر وما اكثرهم، يصرفونهم عن اهداف الثورة الحقيقية، يذهبون بعقولهم، ثورتهم بعيدا كل البعد عن ثورتنا الطاهرة نصها، مصالح، سلطة، افتراء، تقسيم مجتمع، تخليص ثأر، هذا ما اثبتته الايام. ■ نعرف أن الساكت عن الحق شيطان اخرس، فلن يتحول بعد الثورة إلى انسان بل يبقى شيطاناً ولكن بلسان. ■ منذ رمن ونحن نعرف أن السب والقذف سواء عبر الموبايل أو قنوات التواصل الاجتماعى، جريمة يعاقب عليها القانون بعد وصول الاسلاميين إلى الحكم؟، والدليل انها اصبحت بالعلن وللعلن، مطلوب التفسير، أين شيوخ الأزهر وأين الشيوخ المحترمون؟ ■ لو كنت مكان الجهات المعنية، لمنعت المسيرات والمظاهرات، إذا كانت تداعياتها، خرابا ودمارا وقطع طرق وإتلاف ممتلكات وارهاق رجال شرطة ونحن فى أمس الحاجة إليهم فى ايام الأمن المفقود، ولنترك الأزهر والرئاسة ينظران إلى موضوع هذا الفيلم المسىء للنبى ولكن أن يكون الحدث فى أمريكا والدمار فى مصر، نكون هناك قد حققنا بعضاً من النتائج المرجوة من وراء هذا الفيلم وبخلق صراع شعبى وطائفى، هذا التصعيد لصالح من؟. ■ فالنحاسب القبطى فقط الذى أساء للرسول حساباً عسيراً ومن معه، ولكن ليس من حقنا الاساءة ولو بلفظ من أى قبطى آخر، أنا استشعر أننا كنا سبباً مباشراً من ضمن الاسباب لاشتراك قبطى مصرى بتأليفه، فلشهور وشهور وخاصة بعد حكم الاسلاميين، جعلنا الاقباط يعيشون فى وطنهم خائفين، مرتعشين، مهددين بالرحيل منه من كثر ما شاهدوا وسمعوا، ونجحنا فى ان نغذى احتقانهم. ■ معظم المدعين انهم غاروا على رسولهم كذابون، فكل ما يقولونه ويفعلونه هو اساءة للرسول والأديان السماوية والاعراف، فهم أولى بالعقاب من القبطى. ■ فى ناس حاولت أن تستفيد من موقف الهجوم على السفارة الامريكية بتمزيق علمها ووضع علم الخلافة بدلاً من علم مصر، تفتكروا ده تفكير شاب صغير. ■ سيادة الرئيس نرجو منك التكرم بإيقاف هذه المهازل وتكميم الأفواه التى تنطق بالباطل لإشاعة الفوضى واثارة الفتن، هذه الفئة تجرأت بالافتراء وانتهاك عرض الوطن والاساءة لصورة مصر فى الخارج من منطلق انها من حزبك وتحت مظلتك وحمايتك. ■ ليس كافياً يا سيادة الرئيس أن تجلس مع المثقفين والفنانين، لتطيب خاطرهم والاصوات الاخرى مازالت تنبح بكلام مسموم، والناس خائفون من ألسنتهم، هنا لن تبنى طوبة فى مصر. ■ نضحك على انفسنا ونقول مشروع نهضة، أية نهضة هذه، هذا المشروع يحتاج إلى دولة رشيدة، ليست متوفرة عندنا، فمعظمنا لا يملك عقلاً رشيداً نشر بالعدد 614 بتاريخ 17/9/2012