مقترحات بوضع طبيب الغلابة والشهيد أحمد المنسي ضمن القائمة لجنة النقل في البرلمان: المبادرة أتت في وقتها ويجب أن تكون محل اهتمام من الدولة وهناك أسماء مصرية خالصة تستحق تخليد ذكراها مثقفون: اعادة للقيم المصرية الأصيلة واستلهام للتجارب العظيمة من المصريين النابغين ومحفزة للشباب للاهتمام
ردود أفعال واسعة على مبادرة "صوت الأمة" التي أطلقتها في عددها السابق، ودعت فيها إلى إطلاق أسماء المبدعين المصريين على محطات مترو الأنفاق تخليدا لأسمائهم.
وتضمنت تفاصيل المبادرة بأنه كان وراء تكريم اسم الإعلامية صفاء حجازي بإطلاق اسمها على محطة مترو الزمالك رسائل مهمة أبرزها تخليد مسيرة شخصية مصرية خالصة قدمت نموذجا يحتذى به في دروب الوطنية، وتفتح الفكرة الباب إلى التطرق لتكريم شخصيات تاريخية كتبت أسماءها بأحرف من نور في صفحات التاريخ المصري.
ولا شك أن أسماء محطات المترو تعلق إلى الأبد في أذهان الناس على اعتبار الترديد، بل منها يسترجعون ذكريات الأحداث في تلك المناطق، حتى مع تلك الرسومات المنقوشة على الجدران في كل محطة من محطات المترو والتي تؤرخ لاسم كل واحدة منفردة تظل عالقة في الأذهان على مر الزمان. ومع العودة لفتح تاريخ مصر الحديث، الذي يمتلئ بشخصيات عظيمة وأسماء صنعت مجدا كتب اسم مصر بين دول العام، سنخرج بجملة من تلك الأسماء التي نرى أنها فرصة جيدة لتخليدها بما تحمله من رسائل للأجيال القادمة.
عمالقة في الفن والأدب والسياسة والرياضة تدفع إلى التفكير الجدي من قبل المسؤولين لتبني المبادرة التي تطلقها "صوت الأمة" انطلاقا من دورها الوطني في المجتمع، بإطلاق أسماء تلك الشخصيات على محطات مترو الأنفاق في الخطوط الجديدة أو حتى عدد من المحطات القديمة التي تحمل أسماء بدلالات ضعيفة من قبيل (ضواحي الجيزة) وغيرها.
قائمة كبيرة تطول من الشخصيات حملت شعلة تنوير المجتمع وأثرت بشكل مباشر في الذوق العام المصري بالثقافة والعلم والسياسة وحتى الرياضة، أمثال خلدتها الذاكرة الجمعية للشعب المصري، من بينها "نجيب محفوظ، عباس العقاد، إبراهيم أصلان، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، فؤاد المهندس، محمود مختار، أحمد زويل، محمد حسنين هيكل، محمود الجوهري، صالح سليم، ثروت عكاشة، عبد المنعم رياض ترحيب سياسي وبرلماني ومقترحات بأسماء تاريخية جديدة جاء رد فعل عدد من أعضاء مجلس النواب سريعا حول مبادرة "صوت الأمة"، لتخليد أسماء المبدعين على محطات المترو حيث أعلن بعض النواب عن تقديم مقترحات برغبة مجلس النواب لتخليد وتكريم عدد من رموز الدولة في مختلف المجالات، ولاسيما الأطباء الذين كان لهم بصمة في مصر وامتدت لعدد من دول العالم، مؤكدين أن الدولة المصرية غنية برموزها ومبدعيها في كافة المجالات ولدينا مئات وربما الآلاف في كل تخصص استطاعوا أن يصلوا إلى العالمية ويتركون بصمة قوية.
النائية هالة المستكلى عضو مجلس النواب قالت إنها تؤيد بقوة مبادرة "صوت الأمة"، خاصة أنها تعزز من قيم المجتمع وتعمل على تعريف الأجيال الشابة على رموز المجتمع والمبدعين في كافة المجالات، وكذلك ستكون بمثابة تكريم لكل من قدم وضحى للنهوض بالدولة المصرية.
وأضافت المستكلي في تصريحات خاصة ل"صوت الأمة" أنها تدعم هذه المبادرة من خلال مقترح برغبة تقدمت به إلى مجلس النواب لتبني هذه المبادرة والعمل على إطلاق أسماء بعض المشاهير والرموز المصرية على محطات الخط الرابع للمترو، لعل أبرزهم الدكتور مجدي يعقوب وطبيب الغلابة الراحل محمد مشالي، حيث استطاع هؤلاء أن يخدموا الآلاف من المرضى دون مقابل أو انتظار شكر أو ثناء من أي جهة ووصل تأثيرها لمختلف الدول العربية، كذلك يوجد شخصيات في القوات المسلحة كالشهيد أحمد المنسي وهناك أيضا نماذج في وزارة الداخلية وغيرها من القطاعات التي قدمت للدولة المصرية أبطالا يستحقون التكريم وتخليد أسمائهم، لافتة إلى أن تكريم مثل هذه الشخصيات يساعد في انتشار قيمة وأهمية التضحية وخدمة المواطنين دون مقابل.
واختتمت عضو مجلس النواب تصريحاتها قائلة إن المجتمع المصري بحاجة ماسة لمعرفة الدور الذي يقوم به الرموز والمشاهير والمبدعين، مشيرة إلى أن هناك الآلاف من المصريين يصلحون كنموذج وقدوة حسنة للأجيال الشابة التي لابد وأن تعرف الدور الذي قام به هؤلاء في خدمة الدولة المصرية وتخفيف الأعباء عن المواطنين سواء في قوات المسلحة التي ضربت مثلا يحتذى به أو في مجالات الأدب والعلوم والفن والطب وغيرها من التخصصات المليئة بالرموز والنماذج.
من جانبه قال النائب هشام عبد الواحد رئيس لجنة النقل بمجلس النواب إنه يرحب بهذه المبادرة خاصة في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية، إضافة إلى أن مصر مليئة بالشخصيات التي تصلح لتكون نموذجا يقتدى به من جانب الشباب والأجيال القادمة، وأيضا يعطي دفعة للمسئولين بأن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين الذي قدموا للدولة الكثير ويجب تكريمهم وتخليد ذكراهم.
وأضاف عبد الواحد في تصريحات خاصة ل صوت الأمة أن إطلاق أسماء الرموز على محطات المترو أمر متعارف عليه في معظم دول العالم، والدولة المصرية طبقتها على مدار العصور بإطلاق أسماء الزعماء والرؤساء على الشوارع والميادين العامة وأيضا على المدارس والكباري وتحول الأمر إلى "سنة حسنة"، حيث كانت المجالس المحلية هي المسئولة عن هذا الملف لكن نظرا لغياب هذه المجالس تتولى وزارة النقل مسؤولية التخطيط والتنفيذ. وأشار رئيس لجنة النقل إلى أن مصر بها كفاءات ووصلوا إلى العالمية في مختلف المجالات وتكريم هذه الكفاءات سواء بتخليد ذكرهما على محطات المترو أو الشوارع أو الميادين أقل ما يقدم لتشجيع الشباب على العمل والتضحية واستكمال المسيرة، مشددا على أن الدولة المصرية لا تنسى أبناءها وتعمل دائما على تكريمهم بكافة الأشكال وخاصة في المؤتمرات والمناسبات الرسمية. مثقفون يدخلون على خط المبادرة الروائي إبراهيم عبد المجيد قال ل"صوت الأمة" إن مبادرة إطلاق أسماء المبدعين على محطات المترو مهمة جداً ولابد أن تنتبه لها الدولة، مؤكداً انه في كل دول العالم هناك اهتمام بالمثقفين ومن تركوا أثرا في الثقافة العامة في روسيا مثلاً نجد أسماء مثقفين في كل محطات المترو هناك وليس المترو فقط وإنما على الشوارع والمدارس.
وأضاف عبد المجيد، أنه يجب أن يكون هناك معيار ثابت وواضح لإطلاق أسماء المثقفين أو المؤثرين في مصر على الشوارع أو محطات المترو، والأهم هو اختيار شخصيات ثقافية عليها إجماع من الناس وساهمت بشكل كبير في وجدان الشعب.
وأكد محمد سيد ريان الباحث في مجال السياسات الثقافية ومؤلف كتاب "القوى الناعمة.. كنز مصر الاستراتيجي"، أن المبادرة متميزة ومحاولة جادة لترسيخ فكرة القوى الناعمة في وجدان الشعب المصري، مؤكداً ل"صوت الأمة" أن مصر تمتلك مئات الرموز الثقافية والعلمية والفنية في كافة المجالات، وفي ظل حاجتنا إلى اعادة القيم المصرية الاصيلة واستلهام التجارب العظيمة والنماذج المتميزة محليا وعالميا من المصريين النابغين ستصبح التجربة الخاصة بإطلاق اسماء المبدعين رائعة بل محفزة للشباب للاهتمام بحياة هؤلاء الخالدين فنيا وثقافيا.
وأنهى تصريحه قائلا إن تلك المبادرة في رأيي تأتي تماشيا مع اتجاه الدولة لترسيخ قيم المواطنة والعمل الجاد وتأكيد الهوية المصرية من أجل مجتمع افضل ودولة عريقة تعتز بتاريخها وتتطلع للمستقبل بأيدي أبنائها المخلصين.
