بدأ اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بأزمة عاصفة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بشأن اختيار الفنانة التشكيلية ياسمين الخطيب، عضوا في اللجنة الفنية التي تشكلت بقرار من الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ما أشعل غيرة بعض المحسوبين على المشهد الثقافي، ممن لم يتم اختيارهم، وكذلك أثار انتقادات من ارتأوا في اختيار ياسمين يرجع إلى مواصفاتها الجمالية، بغض النظر عن أي دور لها في المشهد الثقافي، هؤلاء الآخيرين شنوا حملة ضد الفنانة التشكيلية التي عملت مذيعة في فترة من الفترات بإحدى القنوات الخاصة، ووجدوا في الاختيار مدخلا للهجوم على هيئة الكتاب، والعاملين فيها. ياسمين الخطيب
وكان الدكتور هيثم الحاج علي، قد أصدر قرارات بتشكيل عدة لجان لمعرض الكتاب، أولها تشكيل اللجنة العليا لمعرض الكتاب، وهي اللجنة التي يتم تشكيلها كل عام، وتضم في عضويتها هذا العام كل من الدكاترة جهاد عامر، المنسق التنفيذي لمؤتمرات الشباب، وحسين محمود أستاذ الأدب الإيطالي، وخيري دومة أستاذ الأدب والنقد بجامعة القاهرة، وسوزان قليني عميد كلية الآداب بجامعة عين شمس، والناشر شريف بكر، والدكتور شوكت المصري، مدرس النقد الأدبي بمعهد النقد الفني بأكاديمية الفنون، والمخرج عصام السيد، والمخرج مجدي أحمد علي، والروائي الكبير محمد سلماوي، والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، والروائي محمد عبد النبي، والفنان السينمائي محمود حميدة، والإعلامي محمود الورواري، والكاتب الصحفي نبيل عبد الفتاح، والنائب والروائي يوسف القعيد، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام وعضو عن جامعة الدول العربية. كما تبع صدور هذا القرار، قراران آخران، بتشكيل اللجنة الثقافية واللجنة الفنية، ضمت الأولى سبع وعشرين اسما، منهم الدكتور محمد عفيفي، والشاعر أحمد الشهاوي، والشاعر مختار عيسى، والروائية الدكتورة سهير المصادفة والشاعر فارس خضر، والروائي بهاء عبد المجيد، والروائية منصورة عز الدين، أما تشكيل اللجنة الفنية محل الأزمة، فضم الدكتور زين نصار، والفنان أحمد اللباد، والإعلامي خالد فتوح، والفنانة ياسمين الخطيب، والدكتور خالد أبو الليل، والأستاذة رشا عبد المنعم، وآخرين. قرار تشكيل اللجنة العليا لمعرض الكتاب
وبمجرد ذيوع وانتشار قرار تشكيل اللجنة الفنية، انطلقت الاعتراضات على وجود عدد من الأشخاص فيها، وتوجهت أغلب سهام النقد لوجود ياسمين الخطيب، خاصة بعد انتشار تصريحات صحفية لرئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي، قال فيها، أن اختيار ياسمين والإعلامي خالد فتوح جاء لجذب الشباب، والبحث عن إضافة قيمة شعبية لمعرض الكتاب وإن لم يتوقف كثيرون مثلا أمام اختيار الإعلامي محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع إعلام دوت أورج في هذه اللجنة، وليس في اللجنة الإعلامية للمعرض؟. قرار تشكيل اللجنة الفنية والثقافية
ما أن تناثرت الاعتراضات على وجود ياسمين الخطيب في اللجنة الفنية، على الرغم من كونها فنانة تشكيلية، سارعت الأخيرة بالاعتذار عن المشاركة في اللجنة، في منشور لها أمس، قالت فيه أن اختيارها في اللجنة المفترض بها إعداد الأفكار لدورة الكتاب الخمسين لعام 2019، جاء نظرا لأسباب كثيرة، في مقدمتها تشرفها بالانتماء لعائلة كان لها دور مهم في نشر الثقافة في مصر من خلال عملها في مجال الطباعة والنشر في مصر، حيث كان جدها الناشر عبد اللطيف الخطيب أول من استورد حروف الطباعة من ألمانيا، ومؤسس المطبعة المصرية ومكتبتها، التي طبعت مناهج الأزهر، أما والدها – سيد الخطيب" فكان مؤسس دار الخطيب التي شاركت في الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ولفتت ياسمين في منشورها إلى أنها تخصصت في قسم "فن الكتاب" بكلية الفنون الجميلة وفاءا لمهنة العائلة. واعتذرت ياسمين عن المشاركة في اللجنة، فيما انتقد الكاتب أشرف البولاقي أن تتضمن اللجنة الفنية ياسمين الخطيب نظرا لنسبها وعائلتها على حد بيان اعتذارها، بينما تستبعد مثقفين من خارج العاصمة مثل أدهم العبودي، من الأقصر، وعمرو الشيخ في دمنهور، لافتا إلى أن الاثنين تم تكليفهما معا لسنوات متتالية لللإشراف ولتنفيذ فعاليات للمعرض في محافظتيهما. ثم عاد أشرف البولاقي، وكتب أمس، أن الدكتور هيثم الحاج علي، والدكتور شوكت المصري، اتصلا بيه، وأوضحا أن القائمة النهائية للجان المعرض لم تعلن بعد. هذه البيانات المتتابعة، والأزمات المتلاحقة، والعشوائية الواضحة في اختيار بعض الأسماء، دون أن يُعلن عن أسباب الاختيار، أو تتضارب الأسباب، يهدد للأسف بإنتاج دورة غير ناجحة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ففي الوقت الذي أعلن رئيس الهيئة، أن اختيار ياسمين وخالد فتوح لجذب الشباب، أعلنت الأولى أن اختيارها جاء لعدة أسباب، في مقدمتها انتسابها لعائلة عملت طويلا في مجال النشر. ومع حق ياسمين في أن تكون موجودة في لجنة المعرض الفنية، نظرا لأنها فنانة تشكيلية في الأساس، ومع حق أي شخص يستطيع أن يساعد في إنجاح المعرض، وإخراج أفضل ما عنده في دورة المعرض القادمة، إلا أن هذا الحق يجب أن يرتبط برد حاسم من اللجنة المنظمة للمعرض، عن أسباب الاختيار، وأهداف كل لجنة المرجو تحقيقها، والمهام المكلفة بها. ومن جانبه سارع الدكتور شوكت المصري، رئيس الدورة التنفيذية لمعرض الكتاب، بإيضاح عدة نقاط عن اختيار اللجان ونظام عملها في تصريحات لصوت الأمة، قال فيها: تم تقديم مشروع لإعادة تشكيل لجان المعرض التي كانت فيما سبق ثلاث لجان فقط "عليا وثقافية وتنفيذية" بترتيب الأهمية من القمة إلى القاعدة، لتصبح ثمان لجان "لجنة عليا" وتتشكل بقرار وزاري كالسابق، وسبع لجان متساوية هي: "الثقافية" و"الفنية" و"الإعلام والاتصال" و"الشباب والمبادرات" والطفل" و"التنفيذية" و"المنظمة". وتابع: بعد الموافقة على هذا المشروع المقترح تم إعلان تشكيلات بعض هذه اللجان فيما عدا اللجنتين التنفيذية والمنظمة وهما لجنتان تضمان عددا من المثقفين والمبدعين والفنانين من المصريين داخل وخارج القطر المصري، خاصة وأن المعرض هذا العام سيحتفي ب 100 عام على أدب المهجر، كما أن جامعة الدول العربية ستشارك ضيفا للشرف.. وكذا كل الدول التي شاركت ضيوف شرفٍ للمعرض في 50 عاما. ولفت إلى أن لكل مجال من هذه المجالات شخصيات ستضطلع بدورها ورؤيتها في وضع خطة العمل والتنفيذ، وهنالك أيضا 16 لجنة تحكيم فرعية لجوائز المعرض لم يتم تشكيلها بعد (تتشكل لجان التحكيم بقرار وزاري سري)، وسوف يتم إعلان كل ذلك في توقيتات محددة بعضها خلال أيام وبعضها خلال أسابيع قليلة، علما بأن كل هذه اللجان تأتي على قدم المساواة في قيمة ومكانة أعضائها بمعنى أن التشكيلات ليست هرمية من القمة إلى القاعدة كما كان متبعا فيما سبق، فكل المثقفين والمبدعين والفنانين المشاركين في اللجان السبعة وفي لجان التحكيم ال 16 فرعا وأيضا في الملفات والمحاور الرئيسية متساويين وهم كيان واحد يشكل الجسد الأكبر ل "لجان اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2019". ودعا شوكت المصري، جميع المهتمين انتظار الشكل النهائي للمعرض ولجانه وعدم استباق الأحداث، ومن لديه أية مقترحات أو تصورات أو ترشيحات فيمكنه التواصل مباشرة مع هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أو أحمد بهي الدين نائب رئيس الهيئة أو معه كمدير تنفيذي للدورة. وكشف أنه سيتم إعلان بعض اللجان رسميا غدا الأحد. قرار تشكيل لجنة نشاط معرض الطفل والشباب والمبادرات
