الذين ينكرون علي الإسلام قيام أحزاب سياسية في ظله ينكرون الطبيعة البشرية، فمعارضة الحاكم طبيعة مرتكزة في النفس البشرية، وعصمة الحاكم المطلقة أمر يخالف السنن الكونية وما جاءت به نصوص القرآن والسنة، فالله تبارك وتعالي يقول في محكم آياته: «ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف» «110 آل عمران». وأخرج مسلم في صحيحه وابن ماجة في سننه والإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : «من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». إذن معارضة الحاكم والوقوف في وجهة ليست حقاً للمواطنين بل هي واجبة عليهم، الأمر الذي دفع فقهاء المسلمين إلي أن يسمونه فرضا وهو «فرض كفاية» إذا أداه البعض سقط عن الباقين ولكن إذا سكتوا جميعا كانوا آثمين وإذا كانت المعارضة فرضاً علي المسلم فإن اجتماع عدد منهم في فرقة أو جماعة أو حزب للقيام بهذه المعارضة أمر واجب لأن صوت المجتمع أعلي وأشد فاعلية وأبلغ أثراً من صوت الفرد ويد الله مع الجماعة كما يقول الأثر الشريف، والحزب ما هو إلا مجموعة أفراد يتفقون في المبادئ والأهداف وتواضعوا علي برنامج محدد وأهم أهدافهم مراقبة الحاكم وتقويمه إذا انحرف وإذا كان هذا فرضا علي الفرد المسلم فكيف نحرمه علي مجموعهم؟.. أليس هذا هو التناقض بعينه؟!