كارثة تهدد كل محافظات مصر وهي«الهبوط الأرضي»، فلم تعد هناك محافظة واحدة، ألا وذاقت مشاكل الهبوط الارضي، المفاجئ الذي يعرض المواطنيين لاخطار غير متوقعة. المحافظات والهبوط الارضي فقد شهدت محافظة الإسكندرية، بالأمس هبوط أرضي في كلاً من مطلع كوبري القباني، وشارع كلية الطب، بمنطقة العطارين، ليتم تصنيف محافظة الإسكندرية كأعلى محافظة يقع فيها الهبوط الأرضي، خاصة في مناطق العامرية، والجمرك، والمنشية، والرمل، بالإضافة لمنطقة الحرمين القريبة من حدائق المنتزة، بالإضافة إلى منطقة العصافرة، والتي شهدت هبوط أرضي لأكثر من مرة في أقل من شهر، وهو ما تسبب في قطع المياه عن المنطقة، وحدوث أزمة مرورية بالمنطقة. الجيزة في المقدمة لتلحق محافظة الجيزة أيضا بالمحافظات، التي تعانى من الهبوط الأرضي، وهو ما شهدته منطقة البدرشين، مما أدى إلى ظهور تصدعات بغرفة تفتيش لصرف صحي وشروخ بمحل ميل لأحد أعمدة الإنارة ليتم إبلاغ المحافظة، والتي كشفت من خلال الفحص ظهور هبوط على مساحة 30 مترًا وبعمق 20 سم، وفي المنصورة وقع هبوط أخر كبير في شارع المأمون بالمنصورة، وهو ما اضطر وحدات التدخل السريع بحي شرق المنصورة، للعمل على إصلاح الهبوط. الغوابين والنجارين والسالمية تعاني من الانهيارات وفي دمياط عانت قرى الغوابين، والنجارين، والسالمية، التابعة لمركز فارسكورمن عدم وصول مياة الرى إلى 57 فدانًا بزمام تلك القرى، بسبب الهبوط الأرضي، الذي شهده طريق«دمياط، الروضة»، مما تسبب في انهيار طيني بجانب الطريق المحازي لترعة «الضهرة، الروضة»، وهو ما تسبب في الضغط على ماسورة الري المارة أسفل الطريق وانكسارها، وحجب مياه الري من الوصول للترع والمساقي.
ليقع زحام مروري أسفل كوبري 15 مايو، بسبب وقوع هبوط أرضي ناتج عن إصلاح كسر ماسورة مياه المتجه من ميدان سفنكس، اتجاه شارع أحمد عرابي وفى طنطا، وقع ميل بالعمارة رقم 70 مكرر بشارع الاستاد، نتيجة لحدوث هبوط ارضي أسفل العمارة في الأرض التي بنيت عليها.
الأسباب انهيار البنية الأساسية، هو السبب الرئيسي لانهيار تلك المناطق وحدوث الهبوط الأرضي المفاجئ، وهو ما أكده الدكتور محمد السيد، أستاذ الهندسة التربة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، حيث يطلق عليها التربة الانهيارية، وهي التي تنهار تحت تأثير الضغوط أو الاجهادات، لتكوين التربة نفسها، وهو ما يجعلها تهبط بشكل مفاجئ، عندما تزيد نسبة رطوبتها، كما تنهار بسبب عوامل خارجية كالأحمال الثقيلة، والتي لاتستطيع الأرض أن تتحملها، وللأسف تلك التربة تخفي عكس ما تظهر، لأنها تظهر شديدة الصلابة، ولكن مع تشبعها بالمياه تفقد كثير من خواصها. درجة الحرارة جندي مجهول يهدد ثبات التربة كما أن لدرجة الحرارة خطورة ايضًا على حدوث الهبوط الأرضي، وببساطة فاختلافها مابين الانخفاض والارتفاع يعمل على تمدد الصخور وانكماشها وهو ما يؤثر على حالة الصخور التي تتشقق وتتفتت، خاصة في الطبقات الخارجية ثم تنتقل للداخلية، وهو أمر يمكن التحكم فيه من خلال التعرف على أماكن الهبوط الأرضي، والتي تشكل خطورة على المواطنين سواء المقيمين فى المنطقة، أو التي تعد منطقة سير للسيارات والمشاة، وهو ما يمكن الكشف عنها عن طريق جهاز«الرادار الأرضي»، الذي يحدد مواصفات تلك التربة، وبالتالى نعرف كيف يتم التعامل معها، وما تتحمله من ضغوط، بالإضافه للاهتمام بشبكات الصرف الصحي الممتدة أسفل تلك التربة فهلاكها قد يؤثر على تأكل تلك التربة بشكل غير واضح، وهو ما يؤدي لحدوث انهيار مفاجئ بالتربة.
