محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    آخر تحديث لسعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري.. وصل لكام؟    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    البيت الأبيض: لا نريد احتلالا إسرائيليا لقطاع غزة    عاجل.. لحظة اغتيال القيادي بحماس شرحبيل السيد في قصف إسرائيلي    إحالة 12 متهما من جماعة الإخوان في تونس إلى القضاء بتهمة التآمر على أمن الدولة    رئيس مجلس الدولة: الانتخابات الحالية بداية جديدة للنادي    كرة يد.. الأهلي 26-25 الزمالك.. القمة الأولى في نهائي الدوري (فيديو)    طقس ال72 ساعة المقبلة.. «الأرصاد» تحذر من 3 ظواهر جوية    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    شيرين تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: «أستاذ الكوميديا اللي علم الناس الضحك»    أشرف غريب يكتب: أحد العظماء الخمسة وإن اختلف عنهم عادل إمام.. نجم الشباك الأخير    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    النيابة تأمر بانتداب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق قرية «الحسامدة» في سوهاج    جداول قطارات المصيف من القاهرة للإسكندرية ومرسى مطروح - 12 صورة بمواعيد الرحلات وأرقام القطارت    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    أوكرانيا تسعى جاهدة لوقف التوغل الروسي فى عمق جبهة خاركيف الجديدة    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    طيران الاحتلال يغتال القيادي بحماس في لبنان شرحبيل السيد «أبو عمرو» بقصف مركبة    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    أحمد السقا: يوم ما أموت هموت قدام الكاميرا    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«صوت الأمة» تتقصى حقائق هجوم دير سانت كاترين.. أمن جنوب سيناء: الهجوم نفّذه مترجّل.. بدوية: منفذ الهجوم أبو فارس المغربي.. والجبالي: المدينة والمزارات السياحية مؤمنه تماما
نشر في صوت الأمة يوم 04 - 05 - 2017

أن تكون ابنًا لقبيلة سيناوية وتنطلق من أقصى شمال سيناء لجنوبها لتغطية أحداث الهجوم الإرهابي على نقطة للشرطة على مقربة من دير سانت كاترين في مثل هذه الأجواء العصيبة، وخاصة بعد إعلان مدير أمن جنوب سيناء القبض على اثنين من أبناء شمال سيناء يتواجدون داخل الدير، فهذا هو الجنون نفسه، لكن كان سعيًا إلى موقع الحدث وحق القارئ في معرفة كافة التفاصيل عن قرب وبالصور.


بدأت رحلتي من شمال سيناء صباح الخميس، وبعد طول معاناة وتوقف على الكمائن ومعديات قناة السويس كانت محطة الوصول إلى الإسماعيلية في الثامنة مساء، لتكون المفاجأة أن أول أتوبيس سيغادر الإسماعيلية باتجاه شرم الشيخ، مارًا على مقصدي مدينة الطور في العاشرة مساءً ما دعاني للانتظار لنحو 4 ساعات كاملة، حتى حل الموعد حملت حقيبتي وجلست على مقعدي المدون بالتذكرة.

عشر دقائق انتظار قبل أن يدير سائق الأتوبيس محركه وينطلق مارًا بشوارع مدينة الإسماعيلية، وأنا حاضرًا فقط بجسدي والأفكار تتشابك براسي ولسان حالي ماذا أقدم للآمن على الكمائن إذا ما طلبوا مني إثبات الشخصية، هل ابدأ بالبطاقة الشخصية أم بكارنية نقابة الصحفيين، فالأولى مثبت بها محل الإقامة شمال سيناء، والأخر يثير حساسية رجال الأمن وفضولهم لطرح مزيد من الأسئلة «رايح فين ولمين وليه؟» وهو الأمر الذي أثار حيرتي وشغل بالي.

مرت نحو ربع ساعة وتوقف الأتوبيس على بداية طريق السويس، وصعد أاحد رجال الأمن ومر على كافة الركاب لمناظرة بطاقاتهم الشخصية، وعندما وقف إمامي قدمت له بطاقتي الشخصية فأطال النظر بها وكانت على طرف لسانه سؤال ما لكنه مد لي يده بالبطاقة ومر في طريقه، فكانت بداية مبشرة، وأمام نفق الشهيد أحمد حمدي نزل كافة الركاب لتفتيش حقائبهم المحشورة واصطف الجميع أمام حقائبهم ليفتشها الجنود، إلا إنني اقتربت من أحد الضباط وألقيت التحية ثم بادرته بسؤال «معي شنطة صغيرة فوق انزلها للتفتيش فقال لا خليها ووقفت إلى جواره دون أن يسألني احد عن بطاقتي الشخصية، وعدنا مجددًا لأماكننا وعبر الأتوبيس النفق وبدأ يلتهم الطريق الدولي باتجاه مدينة الطور بجنوب سيناء».


وبمدخل مدينة رأس سدر توقف الأتوبيس وصعد رجل أمن بملابس مدينة مر على جميع الركاب لمناظرة بطاقاتهم الشخصية، وعند وصوله لمقعدي تناول بطاقتي الشخصية وسألني: «رايح فين؟.. وهتعمل أيه؟». ويبدو إن إجابتي لم تقنعه «فابقي على بطاقتي حتى أنهى كافة ركاب الأتوبيس. وقالي لي: «دقيقة واحدة وراجعلك يا أستاذ محمد؟»، وعندها أيقنت إنني لن أكمل رحلتي باتجاه مدينة الطور وإنني عائد إلى شمال سيناء لا محاله، إلا انه بعد نحو 10 دقائق عاد الشرطي ومعه بطاقتي وسلمها لي مبتسمًا ومعتذرًا عن التأخير».

لا شك أن هذه الواقعة هدأت من روعي في عدم اكتمال رحلتي وقللت من مخاوفي من توقيفي لدى الأمن، كما اخبرني أحد المسؤولين بمدينة الطور الذي شاء حظي أن يكون مرافقي في المقعد المجاور لمقعدي، وعلى الكمين الثالث تكرر السيناريو إلا أنه في هذه المرة طلب مني رجل الأمن النزول من الأتوبيس لمقابلة الضابط المختص.

وبعد عدة أسئلة عن طبيعة عملي واتجاهي والهدف منها أعادوا لي بطاقتي وعدت أنا للأتوبيس لتفجر في وجهي سيدة شابة: «يا أستاذ مينفعش كده انته توقفنا وتعطلنا على كل الكماين»، وذادت: «طالما عليك مشاكل أمنية بتطلع معانا عالاتوبيس ليه ؟»، التزمت الصمت وعدت إلى مقعدي والدهشة تعقد لساني، ويراودني شعور العودة إليها لأظهر لها بطاقتي الشخصية لترى أن السبب الوحيد أن إقامتي المثبت بها هي «شمال سيناء».

وصل الأتوبيس إلى مدينة الطور في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر الجمعة، وتوجهت لانتظار لقضاء ليلتي بأحد الفنادق القريبة من الموقف، انتظارًا للسيارة المتجهة من مدينة الطور إلى سانت كاترين، المقرر انطلاقها في الثانية ظهرًا، إلا إنني فوجئت بأن السيارة لا تتجه إلى كاترين ظهر يوم الجمعة لقلة عدد الركاب، وأن موعد الانطلاق سيكون في تمام الساعة الثامنة مساء، وعدت مجددًا للانتظار وكنت لم انم ليلتي لأواصل ليلتي الثانية دون نوم على أمل الوصول إلى هدفي المرتقب مدينة سانت كاترين.


وفي الثامنة إلا الربع مساء كانت السيارة تنتظر بشارع المنشية بمدينة الطور، سألني السائق عن وجهتي بكاترين وهل لدي معارف أو جهة عمل هناك حتى لا يرجعني الأمن فأخبرته إنني ذاهب لمهمة عمل وكشفت له عن شخصيتي فرد بصوتا متقطع «اهاااا ربك يسترها»، وخلال مرور السيارة التي لا تحمل سوى خمسة ركاب، على الطريق من مدينة الطور وصولًا إلى سانت كاترين مرت على ثمانية كمائن، قامت القوات المتمركزة عليها بتوجيه الأسئلة بصيغة التحقيق لي وحدي دونا عن بقية الركاب، حيث كانوا يكتفون بمناظرة بطاقاتهم رجالًا ونساء على السواء، إلى أن وصلنا إلى بوابة سانت كاترين بسلامة الله بعد رحلة يومين من السفر والقلق والانتظار والأسئلة.

حالة استنفار أمني قصوى، تشهدها مدينة سانت كارين في أعقاب الهجوم المسلح على الدير، الذي أسفر عن مصرع أمين شرطة وإصابة 4 آخرين، فمنذ خروج السيارة عن الطريق الدولي «الطور – شرم الشيخ باتجاه طريق فيران وبطول الطريق خلال رحلة استمرت لمدة ساعتين تقريبا تظهر بصورة واضحة التشديدات الأمنية على نحو 8 كمائن عسكرية وشرطية منتشرة على الطريق ما بين مدينة الطور وكاترين، لجانب تأمين مداخل الوديان والطرق الفرعية المتصلة بالطريق الرئيسي المؤدي لمدينة كاترين».

يقلل سائق السيارة من سرعته تماما على مقربة من الكمائن، ويصدر إشارات ضوئية متعددة ومختلفة وهو يمر بطرقاتها المتعرجة، في لغة متفق عليها ومفهومة بالنسبة لسائقي سيارات نقل المسافرين والقوات المتمركزة على الكمائن، هي تأشيرة المرور إلى المدينة فيما يتم الاشتباه في أي سيارة أخرى لا تصدر هذه الإشارات كما اخبرنا السائق محمد حسين الذي يعمل على سيارته بين مدينتي الطور وكاترين منذ 12 عامًا.

كانت الساعة العاشرة مساء حينما توقفت بنا السيارة على بوابة مدينة سانت كاترين وفي نقطة السيطرة الأمينة التي يطلق عليها «النبي صالح»، حيث توقف السائق الى جهة اليمين بينما أحاطت قوات مشتركة من الجيش والشرطة بالسيارة وتفحصوا وجوه كافة الركاب ثم طالبوهم جميعا -رجالا ونساء- بإبراز هوياتهم الشخصية للتأكد من شخصياتهم.

فيما يمسك شرطيا سلسلة حديدية معلقة برقبة أحد الكلاب البوليسية واخذ يلف به في حركات دائرية عكسية حول السيارة وهو يمد انفه إلى كل جزء بالسيارة بحثا عن أي جسما غريبا كالمفرقعات والمخدرات وغيرها، وبعد انتهاء هذه الإجراءات اقترب أحد الضباط من السيارة وألقى التحية على ركابها قائلا: «حمدا الله عالسلامة شرفتوا كاترين»، وأشار للسائق بيده للانطلاق نحو عمق المدينة.

هدوء شديد يلف أنحاء المدينة، وسيارات الأمن تنتشر على نواصي الشوارع وتتمركز على الطريق المؤدي من وسط المدينة باتجاه دير سانت كاترين، وحركة بطيئة للمحلات والمارة بالشوارع، إلا أن كافة المحلات كانت تشرع أبوابها وتستقبل زبائنها رغم قلة الأعداد نظرا لطبيعة سكان سانت كاترين، حيث يلتزمون بيوتهم ليلا في أوقات مبكرة بعد قضاء احتياجاتهم.

وفي جولة قصيرة بشوارع سانت كاترين في قراءة أولية لما خلفه حادث الهجوم الإرهابي على كمين السلسلة القريب من دير سانت كاترين قبل أيام، رصدت «صوت الأمة»، ملامح الغضب والحزن التي خيمت على وجوه المواطنين وأصحاب المحلات فكلاهما يعتمدون في عملهم على حركة السياحة.

وحسب مصدر أمني، إن الهجوم جرى عبر منطقة جبلية مواجهة لكمين تأمين الدير، وجرى تبادل لإطلاق النيران بين قوة التأمين والإرهابي، الذي لاذ بالفرار بعد تنفيذ هجمة على نقطة شرطة تقع قبل الدير بحوالي كيلو متر تقريبا يطلق عليها نقطة فرز دخول الدير، أسفر الحادث عن إصابة 4 أمناء شرطة، ومجند.

وحسب رواية موسى الجبيلي، المصادر أن سيدة البدوية لاحظت تسلل منفذ الهجوم وكنيته أبو فارس المغربي إلى المسجد خِلسة في وقت ما بين فترتي الظهر والعصر، ولأنه غريب عن أهالي المنطقة أخبرت خادم المسجد الذي راقبه عن قرب، وأبلغ رجال الشرطة، وفور وصول قوات الأمن؛ حاول المتهم الهروب مهددًا قوات الأمن بقنبلة كانت بحوزته، إلا أن قوات الأمن أطلقت عليه النار واردته قتيلا على الفور قبل انفجار الحزام الناسف الذي يحيط بوسطه.

وقال اللواء أحمد طايل، مدير أمن جنوب سيناء، ل«صوت الأمة»، إنه قاد حملة لتمشيط المناطق القريبة من كمين الدير، بصحبة العميد أحمد فاروق، مدير إدارة البحث الجنائي، وعدد من القيادات الأمنية، ومعاونة القوات المسلحة والأمن الوطني وبدو المنطقة،لاستكشاف المنطقة المحيطة بموقع الحادث.

وأكد مدير الأمن، أن «الهجوم الإرهابي نفّذه شخص وحيد مترجّل، أطلق النار على القوة الأمنية، ثم ألقى السلاح، وهو بندقية آلية متعددة الطلقات، وترك عباءة بنية اللون، كان يرتديها لإخفاء البندقية، وغادر الموقع ليختبئ بين المواطنين».

وأضاف أنه تم تحريز الطلقات الفارغة والسلاح المضبوط فى موقع الحادث ، وتمكن قصاص الأثر البدوي المرافق لقيادات الأمن في حملة البحث عن الإرهابي، من العثور على آثار الجزء الأمامي لحذائه، مما يشير إلى أنه محترف، نظراً لنجاحه فى محو جزء كبير من الأثر، ومن ثم تم العثور عليه خلال نزوله ليشرب من أحد المساجد بمنطقة «الإسباعية»، وحال رؤيته للقوات حاول تفجير حزام ناسف حول خصره إلا أن القوات عاجلته بإطلاق النار.

ومن جانبه أكد مصدر أمني أن: الإرهابي استغل عنصر المفاجأة في تنفيذ جريمته ضد قوات النقطة المنية، خاصة أول جريمة وواقعة تحدث على مدى تاريخ دير سانت كاترين، ومع التامين الشديد لكافة مداخل ومخارج المدينة والجبال من قبل الأمن والعناصر البدوية.

وأشار المصدر إلى أن الإرهابي سبق أن زار مدينة سانت كاترين وعاين منطقة الدير والنقطة الأمنية ووصل إلى سانت كاترين بصورة طبيعية ومن ثم تسلل عبر الجبل إلا أن وصل إلى المنطقة المواجهة للنقطة الأمنية ونفذ جريمته، وترك سلاحه وعباءته ليضلل رجال الأمن ويثير الشك في أن منفذ العملية هو أحد أبناء قبائل كاترين.

وفي جولتها داخل دير سانت كاترين قال الراهب جريجوريوس، المتحدث باسم الدير: «عندما سمعت أصوات الطلقات النارية اعتقدت فى البداية أنها رعد، وعندما تأكدنا أنه إطلاق نيران، توجّهت مع المطارنة للاطمئنان على سلامة الجميع».

فيما اكتفى الأنبا ديمانوس، مطران الدير، بالتأكيد على أنه مجرد حادث عارض ولم يخيفنا أو يؤثر علينا جميعا، موكدا أن: «جميع الرهبان والمطارنة بصحة جيّدة، ولم يمسهم أذى، وهم متمسكون بمواقعهم داخل الدير وكل شيء على ما يرام».

وقال سليمان موسى مبارك الجبالي، أحد شباب قبيلة الجبالية العاملين بالأمن داخل الدير، إن المئات من شباب البدو استنفروا واعتزموا مشاركة رجال الشرطة والجيش في أعمال البحث لضبط المتهمين، حتى تم الوصول الى المجرم الإرهابي وتصفيته، بمنطقة «الإسباعية»، بعد أن ارتكب جريمته بهدف ليخرب بلادنا.

وقال رمضان أحمد الجبالي من عناصر الأمن البدوية داخل الدير، سمعنا أصوات تبادل لإطلاق النار ونحن داخل الدير وقمنا على الفور بالانتشار داخل الدير لتأمينه من الداخل وانتشر عدد آخر على بوابة وأعلى الدير لاستطلاع ما يدور بالخارج والاطمئنان على الحالة الأمنية، وبعد دقائق علمنا أن هناك إطلاق نار على نقطة الشرطة التي تبعد عن الدير قرابة واحد كم.

وأشار إلى أنهم كحراس للدير لن يتوانون لحظة في تقديم أرواحهم دفاعا عن المكان المقدس الذي يحرسونه «أرواحنا دون الاقتراب من الدير»، من منطلق واجبهم وأمانتهم. وأعرب عن استياءه لوقوع هذا الحادث الإرهابي الذي يحدث لأول مرة منذ 1400 سنة من إنشاء دير سانت كاترين.

وأرسل سليمان الجبالي، من أبناء قبيلة الجبالية ويعمل بالإرشاد السياحي، رسالة من الوادي المقدس إلى من زار سانت كاترين وإلى كل من يخطط لزيارة الوادي المقدس، ولكل المصريين والعالم أن المنطقة خاليه من وجود أي عناصر خطيرة أو إرهابية وتم تمشيط وتنظيف الجبال والأودية، والمدينة والمزارات السياحية مؤمنه تماما والحركة السياحية عادية زيارة الدير والصعود لجبل موسى مستمر، ويرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى الجيش وقياداته ورجاله ورجال الشرطة وقياداتها ورجالها بدو سانت كاترين.

وأضاف «سليمان» قائلًا: «إن كافة سكان المدينة تربطهم علاقات ممتازة مع دير سانت كاترين، وقبل أيام اجتمع كل الأحبة في عيد القيامه المجيد بدير سانت كاترين من المسلمين والمسيحيين بكل الاحترام والتقدير والمحبة والسلام والترابط المجتمعي وحضرت قيادات الجيش والشرطة ومشايخ القبائل بسانت كاترين وأقام مطران الدير مأدبة غداء بمناسبة عيد القيامة المجيد»، مؤكدًا أن الهدف من الهجوم هو ضرب السياحة وهذا لن يكون لهم.

في مدينة سانت كاترين من السهل جدا كشف أي مواطن غريب عن المدينة، يتم معرفته كما يقول الشيخ محمد أبو سالم: «نعرف الغريب من هيته ولبسه ومشيته ولهجته». وأضاف «حتى الدواب والحلال.. الخراف والماعز والإبل.. والسيارات الغريبة نعرفها من أول نظرة»، كما يتعرف قصاصو الأثر على إثر الغريب بمجرد رؤيته إثر خطوته على الأرض وهذا ما ساعد في كشف الإرهابي الذي أطلق النار على أفراد الشرطة بكمين دير سانت كاترين.



سانت كاترين.. مدينة تجملها اشجار الزيتون
تتميز مدينة سانت كاترين بطبيعتها الفريدة من نوعها، حيث تحيط بها الجبال الشاهقة من كافة الجوانب و يتوسطا طريق واحد يشق المدينة إلى نصفين، بينما تنتشر الأحياء السكنية على الجانبين بصورة معمارية مميزة، وسط أشجار الزيتون الوحيدة التي تصلح للزراعة بسانت كاترين لمقاومتها الشديدة وإمكانية ريها بالمياه المالحة.

للمنازل في سانت كاترين طراز خاص حيث لا يزيد ارتفاعها عن طابق واحد وتقام بدون أعمدة خرسانية ولكن على الحوائط الحاملة، ويتم بناءها من الطوب الصخري كما يقول «حسين أبو سالم»: «نبني بيوتنا من الحجارة الطبيعية الصخري التي نجلبها من الجبال».

ولا توجد مباني عالية إلا بعض العمارات السكنية والفنادق المكونة من طابقين فقط حفاظا على البيئة والمظهر العمراني، بالإضافة إلى تجنب الزلازل لطبيعة المدينة التي تقع بمنطقة جبلية وتحيطها الجبال الصخرية الشاهقة من كافة الجوانب.
مدارس ومؤسسات كاترين
تضم مدينة سانت كاترين عدة مدارس ومنها مدرسة السلام الابتدائية ومدرسة السلام الإعدادية ومدرسة الطرفا التجارية ومدرسة السلام الثانوية ومدرسة للتمريض، لجانب داري حضانة.

بالإضافة إلى مباني المؤسسات الرسمية الحكومية وهي «مجلس المدينة وإدارة الزراعة وإدارة التضامن الاجتماعي وإدارة سانت كاترين التعليمية ومكتب بريد وبنك وحيد هو فرع بنك مصر بسانت كاترين ومستشفى كاترين العام ومحمية سانت كاترين».
المواصلات في كاترين
تربط مدينة سانت كاترين بالعالم الخارجي وسيلتي مواصلات وهما اتوبيس شركة النقل العام الذي ينطلق من الماظة بالقاهرة الساعة الحادية عشرة صباحا ويصل سانت كاترين الساعة السابعة مساء، ويعود الأتوبيس باليوم الثاني في تمام الساعة السادسة صباحا من كاترين إلى القاهرة.

أما وسيلة المواصلات الأخرى فهي من خلال سيارات خاصة «ميكروباص»، تنطلق من مدينة الطور عاصمة جنوب سيناء في ميعادين يوميا الأول الساعة الثانية والنصف ظهرا ويصل الساعة الرابعة والنصف، والميعاد الآخر الساعة الثامنة مساء ويصل الساعة العاشرة مساء لكاترين. وتنطلق سيارات الميكروباص من كاترين الى الطور في ميعادين يوميا وهما الساعة السادسة صباحا والثانية والنصف ظهرا.


الأسواق واللحوم
وتوجد بمدينة سانت كاترين 3 مساجد أهمها مسجد «الوادي المقدس»، ويقع وسط المدينة وتجري به حاليا عملية توسعات، فيما لا تقام أسواق يومية أو أسبوعية في مدينة سانت كاترين، حيث تصل 3 سيارات أسبوعيا محملة بالخضراوات والفاكهة من محافظة الشرقية ويتم بيعها عبر 3 محلات منتشرة بالمدينة، فيما لا توجد أي محلات «جزارة» لبيع اللحوم، ويعتمد السكان على تربية الخراف والماعز التي تعتمد على المراعي الطبيعية وذبحها بصفة أسبوعية فيما بينهم.

الصحة والتعليم والوظائف ثالوث يقلق مضاجع سكان كاترين
تعد مستشفى سانت كاترين العام الوحيدة بالمدينة ورغم انها منشاة على الطراز الحديث إلا إنها تفتقد للكوادر الطبية ، يقول حسين سالم: لا يوجد بمستشفى كاترين إلا طبيب واحد «ممارس عام»، ولا توجد أي تخصصات أخرى، ومن يمرض يتم نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى الطور أو شرم الشيخ الدولي مقابل 500 جنيه، وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة للمواطنين البسطاء.


حسن محمد الجبالي يشير إلى أن شبكات الهواتف المحمولة سيئة جدا، رغم إنها وسيلة الاتصال الوحيدة التي تربط مدينة سانت كاترين بالعالم، خاصة وإنها منطقة تحيطها الجبال العالية وتحتاج اهتمام شديد من قبل الجهات المختصة، موضحا أن إدارة حماية البيئة ترفض إقامة أبراج محمول بالمدينة بدعوى أنه تؤثر على البيئة رغم انها مقامة بكافة مدن ومحافظات الجمهورية.

فيما يشتكي المواطن عيد مغيبي من تجاهل أبناء القبائل في الوظائف الحكومية: «غالبية الموظفين خاصة في مجال التعليم يأتون إلى كاترين لاستلام الوظيفة وبعد عام يقدمون طلبات نقل ويغادرون المدينة، وهذا يؤثر على جودة العملية التعليمية، وطالب بتعيين أبناء كاترين المقيم نبها إقامة كاملة وخاصة أبناء القبائل لانهم بحاجة ماسة للوظائف الحكومية وهناك العشرات من الشباب الحاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة ويقفون في طابور البطالة».
البدو عنصرا جوهريا في خوض غمار الرحلات على ظهور الجمال
كاترين مدينة محاطة بالجبال الشاهقة لها مخرج واحد، بمنطقة النبي هارون وسكانها من البدو هم حراس طرقها الصعبة والوعرة وهم وحدهم من يمتلكون مفاتيح جبالها وخارطتها السرية، ومن الصعوبة أن تسير في مناطق جبال كاترين التي تشبه السلسلة دون مرشد من أبناء البدو صغيرا كان أو كبيرا فجميعهم يحفظون مناطقهم ببراعة عن ظهر قلب، ومن يحاول دخول منطقة الجبال دون دليل منهم فمصيره الموت نتيجة الظمأ أو الجوع.

تمثل سياحة الجمال والسفاري أهمية كبيرة بالنسبة للسائح والزائر لمدينة سانت كاترين، ويمثل البدو عنصرا جوهريا في خوض غمار رحلات السفاري على ظهور الجمال لزيارة المناطق الجبلية الوعرة والوديان التي تقع بمحيط مدينة سانت كاترين.


ويتميز قادة الجمال من أبناء قبيلة الجبالية بلباسهم البدوي الأصيل، وولهجتهم البدوية المميزة في جذب السياح لخوض رحلة على ظهر الجمل بمحيط الدير أو بسياحة اليوم الكامل على ظهر الجل.

يقول الشاب سليمان الجبلي، 28 عامًا، إنه يعمل بمهنة «قائد جمل»، منذ 7 سنوات، وتعلمها عن والدة، وتعد مهنته هي أساس دخله ومعيشته مع أسرته وأطفاله: «لا يوجد لي أي دخل غير السياحة، وأساس عملنا هو الأدب والأمانة والصدق مع السائح وعدم استغلاله ماديا».

أضاف: «الحادث الارهابي الجبان لم يؤثر علينا ونحن مستمرون في عملنا ، خاصة مع تواصل قدوم السياح وقد خفضنا لهم الأسعار للترحيب بهم وتنشيط حركة السياحة بسانت كاترين ، لتشجيع السياح وإتاحة الفرصة لكافة قادة الجمال للعمل والرزق».


فيما يؤكد الشاب محمد رمضان الجبالي، أنه يعمل بقيادة الجمال منذ 5 سنوات، وانه يقضي وقته بصحبة الجمل والسياح، مشيرا إلى أن هناك سائح يركب الجمل لمدة ساعة في جولة محددة، وأن هناك سياح يفضلون قضاء يوم كامل بمناطق «وادي الراحة ووادي الأربعين» للتمتع بجمال الطبيعة وعيون الماء والخضرة الخلابة.

ويشير الجبالي إلى أن سعر الجولة القصيرة تبدأ من 50 إلى 150 جنيهًا، أما اليوم الكامل فيبدأ من 200 إلى 500 جنيه، وفي الغالب السياح يفضلون قضاء يوم كامل في مناطق محمية سانت كاترين، وهناك أشخاص يتواجدون بتلك المنطقة ويعدون الطعام والشراب للسياح على الطريقة البدوية التي يفضلها السياح.

سليمان محمد محمود الجبالي، يقول أنه يعمل بالإرشاد السياحي منذ 15 عامًا، ويقوم بتنظيم رحلات الجمال للسياح من المخيمات البدوية لمناطق وادي الراحة والربعين حيث توجد الحدائق وشلالات المياه، ولمنطقة ساب باشا وهي منطقة جبلية وجبل عباس وتستغرق الرحلة 4 أيام أو يومين حسب رغبة السياح، ويبيتون بنفس المكان ومعي 5 أشخاص لتجهيز الطعام والشراب وعدة جمال للتنزه داخل المنطقة.

وأكد محمد الجبالي أنهم يعتمدون في حياتهم اليومية والمعيشة على السياحة التي تمثل لنا عصب الحياة في مدينة سانت كاترين، وإنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على مدينتهم وكافة المقاصد السياحية حفاظا على أرزاقهم وبلدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.