تابعت مع الملايين في مختلف أنحاء العالم خطاب الرئيس الأمريكي أوباما.. الذي وجهه إلي العالم الإسلامي من فوق منبر جامعة القاهرة.. أوباما أكد من خلال كلمات الخطاب المدروس بعناية شديدة علي مجموعة من الحقائق.. أوجزها في النقاط والعناوين التالية.. أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت ولايته تسعي لبداية جديدة مبنية علي الإحترام المتبادل بينها وبين العالم الإسلامي وأشار إلي عمق الحضارة الإسلامية وأشاد بالدور الذي قام به الأزهر الشريف كمشعل للنور .. وقال إن دورنا أن نحارب كل الصور النمطية ضد الإسلام أينما ظهرت.. ودلل علي التغيير في نظرة الإدارة الأمريكيةالجديدة للإسلام بأنها لجأت إلي القضاء لحماية المسلمات المرتديات للحجاب.. وأكد علي سحب كل القوات الأمريكية من العراق مع حلول عام 2012، وتحدث بصراحة عن علاقة أمريكا بإسرائيل، وقال إن هذة العلاقة قوية وغير قابلة للإنكسار.. في نفس الوقت، أكد علي انه لا يمكن إنكار معاناة الشعب الفلسطيني وحقهم في الحياة وإقامة دولة لهم. والحل هو إقامة الدولتين لتحقيق السلام للجميع.. وطلب من حماس إنهاء العنف والاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود.. وتحدث عن الديمقراطية فقال: لا يمكن فرض نظام معين أو حكومة معينة من دولة علي دولة أخري.. وأن أمريكا لا تفترض أنها تعرف ما تريده الشعوب.. وأن قمع حقوق الآخرين بالوحشية والقسوة لن يفلح ولن تكون هناك ديمقراطية حقيقية. وأكد علي أن للمرأة الحق في ارتداء ما تريد وأن تحظي بتعليم جيد.. وأعلن أن أمريكا ستدخل في شراكة مع أي دولة في مجال محو الأمية.. والمشاركة في المنح الدراسية والاستثمار في الكوادر البشرية والتعاون في مجال البرامج الصحية ورعاية الأموية والطفولة وطلب في نهاية خطابه بوقف الحروب والعمل المشترك في المشروعات الاقتصادية والتنموية.. هذه هي مجمل النقاط والعناوين الرئيسية التي اشتمل عليها خطاب باراك حسين أوباما الذي وجهه إلي العالم الإسلامي.. وهذه النقاط تدل علي التغيير في موقف الولاياتالمتحدة من العالم الإسلامي وقضاياه.. وإنني أري أن هذا التغيير بدأ من جانب المواطن الأمريكي الذي انتخب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة.. وهذا الاختيار من جانب المواطن الأمريكي معناه أنه غير موافق علي سياسة قيادة بلاده السابقة في أماكن كثيرة من العالم وعلي وجه الخصوص منطقة الشرق الأوسط.. فما هو موقفنا إزاء هذا التغيير؟ رئيس أكبر دولة في العالم جاء إلينا ليقول لنا إننا نحترمكم ونحترم دينكم ومعتقداتكم وطلب أن يكون هذا الاحترام متبادلاً.. فهل نرفض مبادرة هذا الرجل ونقول له إننا لا نريدكم! لماذا لا نجعل من هذا الخطاب وهذه المبادرة نقطة انطلاق في تصحيح مسار العلاقة بيننا وبين أمريكا والغرب.. وإذا كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد أحدثت نوعاً من الغل في نفس المواطن الأمريكي علي كل ما هو إسلامي وعربي.. فإنني أري أن سياسة أمريكا السابقة في الشرق الأوسط وموقفها من القضية الفلسطينية والانحياز الكامل إلي جانب إسرائيل، والوقوف في وجه أي محاولة لإدانتها في الأممالمتحدة والمحافل الدولية كانت سبباً رئيسياً وراء وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. أي أن السياسة الأمريكية هي السبب في وقوع الأحداث.. وجاء غزو أمريكا للعراق بدعوي امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهو الادعاء الذي ثبت عدم صحته. والدمار الذي أحدثه هذا الغزو وإزهاق أرواح الآلاف من الشعب العراقي لتزيد من حنق وغضب كل مسلم عربي علي أمريكا وعلي سياسة قادتها الطائشة! فإذا جاء رئيس أمريكا منتخب ليمد يده إلينا كمسلمين وعرب.. فهل نرفضها.. ونفعل مثل بعض الجهلاء الذين أصدروا فتوي بعدم الترحيب بزيارة أوباما وأعلنوا أن عليه الرئيس الأمريكي أن يعود من حيث أتي و لكي نعلم حجم التغيير الذي طرأ علي سياسة أمريكا ممثلة في رئيسها أنه حينما تحدث عن الاستيطان الإسرائيلي فإنه طلب من إسرائيل أن تتوقف علي الفور عن ذلك.. وهذا ما دعا بعض المتطرفين الإسرائيليين القيام بمظاهرات تندد بالرئيس أوباما بمجرد انتهاء خطابه.. علينا كمسلمين وعرب ألا نضيع الفرصة التي قدمها الرئيس الأمريكي.. وألا نغلق الأبواب في وجه مبادرته بدعوي أنها مجرد كلام ووعود غير قابلة للتحقيق علي أرض الواقع! وعلينا أن ندعم موقف الرئيس الأمريكي الذي سيفتح عليه هذا الخطاب أبواب جهنم وشن الحرب عليه من قبل إسرائيل واللوبي الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية!.. علي المسلمين والعرب اعتبار خطاب الرئيس الأمريكي من جامعة القاهرة نقطة انطلاق لتقديم أنفسنا لأمريكا والغرب.. وأعتقد أن الرئيس الأمريكي قد أذاب بكلمات خطابه المدروس بعناية والذي استشهد فيه بآيات من القرآن الكريم.. الكثير من الجليد من موقف الأمريكيين تجاه الإسلام.. وترك لنا اختيار الخطوة القادمة.. إما السير قدماً إلي الأمام وإزالة المزيد من الحواجز والتعامل مع المواطن الأمريكي بنفس الطريقة التي يتعامل بها اللوبي اليهودي وتسجيل المزيد من الأهداف لصالح الإسلام والعرب أونظل نعمل بنفس الطريقة القديمة وهي الرفض لمجرد الرفض، كما حدث من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي رفض دعوة الرئيس الراحل أنور السادات لحضور مؤتمر مينا هاوس! وبعدها بعدة سنوات طالبوا بالحصول علي خمس ما كانوا سيحصلون عليه! ألم أقل لكم إننا الأكثر احترافاً في إضاعة الفرص! عموماً أنا كمواطن مصري مسلم عربي فإنني أرحب بمبادرة باراك حسين أوباما وأقول من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه.. ومن كرهنا كرهناه ووجب علينا امتناعه!