قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن مصر حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادي مع بريطانيا، مشددا على ضرورة مواجهة الإرهاب بإستراتيجية دولية شاملة، وفقا لبيان صادر من المتحدث باسم الرئاسية السفير علاء يوسف. وبدأ الرئيس باستعراض برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري تنفيذه، موضحا أن مصر حريصة على تعزيز التعاون مع بريطانيا في مجالات مختلفة وخاصة التعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات البريطانية القائمة في مصر والتطلع لزيادتها وتوسيع أنشطتها خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في محور تنمية قناة السويس. ورحب الرئيس السيسي بالدعم الذي قدمته بريطانيا لمصر في التوصل للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وفقا للمتحدث باسم الرئاسية. وحول قضايا مكافحة الإرهاب، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مواجهة الإرهاب تستلزم استراتيجية دولية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما تمتد لتشمل العمل على هدم الأسس الفكرية التي يستند إليها الفكر الإرهابي، وذلك من خلال تطوير وتحديث التعليم، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني لتعزيز القيم السمحة للأديان، وبحيث يتم ترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح. وتابع الرئيس أن تحقيق النصر في المعركة في الإرهاب يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي على كافة المستويات والتعامل مع كافة الجماعات الإرهابية وفق معيار واحد يستهدف تجفيف منابع تمويلها وإيقاف إمدادها بالسلاح والمقاتلين. من جانبه، أعرب جونسون تطلع بلاده لتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر بقوة، مشيرا إلى أن بريطانيا باعتبارها أحد أكبر الدول ذات الاستثمارات في مصر حريصة على دعم الاستقرار والتنمية في مصر، ومؤكدا تقدير بلاده للقرارات الشجاعة التي اتخذتها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وما تتحمله من تبعات وتحديات في هذا الشأن. وأشار جونسون إلى تقدير بريطانيا للتعاون المثمر مع الأجهزة المصرية المعنية بأمن المطارات، وحرص الجانبين على مواصلة العمل من أجل استئناف رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ. كما أكد دعم بريطانيا الكامل لمصر في جهودها لمواجهة وحصار الإرهاب الذي يمثل تهديدا عالميا يتعين القضاء عليه، مشيرا إلى أن بلاده تثمن كذلك الجهود التي تقوم بها مصر لتسوية الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة الليبية، بهدف ترسيخ الاستقرار وتوفير المناخ اللازم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال المتحدث باسم الرئاسة إن اللقاء تطرق أيضا بحث التطورات الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا واليمن، فضلاً عن آفاق الدفع قدمًا بعملية السلام، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف. وأكد الرئيس ضرورة استعادة الاستقرار بالمنطقة، والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها وصيانة مقدرات شعوبها، فضلاً عن سد الفراغ الذي تقوم باستغلاله الجماعات الإرهابية في التمدد والانتشار.