«النجاح فى مصر ليس بالمجان» قول تحققت من صحته حينما اقتربت من الدكتور والفنان اشرف زكى ربما قبل عشر سنوات هى مدة معرفة بيننا تطورت لصداقة ثم اخوة، نجاح اشرف زكى لم يكن سبب سعادة له بل جلب له كل المتاعب والصعاب والآلام. اثناء وبعد ثورة 25 يناير تعرض اشرف زكى لأبشع انواع الظلم وانتهاك السمعة فبعد أن ترك كل المناصب التى شغلها طوعا لاحقه بعض السفلة ببلاغات لكل الجهات الرقابية لدرجة ذهابه يوميا جهة ما وخضوعه للتحقيق فيوم فى جهاز الكسب غير المشروع وآخر فى الأموال العامة وثالث فى الرقابة الإدارية ورابع فى النيابة الادارية، خضع زكى لكل التحقيقات دون ادنى غضب لنقاء ذمته المالية وثقته فى كل قرار اتخذه وبعد اكثر من خمسين بلاغًا تم حفظ كل التحقيقات معه بعد براءة ذمته المالية بل وحصل على شهادات من جهاز الكسب غير المشروع تثبت مشروعية مصادر دخله وعدم التربح والحصول على جنيه واحد من المال العام. بعد غياب اربع سنوات عاد اشرف زكى بحوار ممتع مثير اجراه بمهنية كبيرة الزميل صفوت دسوقى بجريدة الوفد، ورغم علاقتى الطيبة التى لم تنقطع باشرف زكى رغم انه يعتبرنى ممن جرحوه يوما الا اننى لم اطلب طيلة الفترة الماضية اجراء حوار حتى لا يتم رغما عنى خلط العام بالخاص وهو امر احاول دوما الحفاظ عليه لان العلاقة الانسانية خير وابقى من كل مكاسب الدنيا، الحوار بالوفد حمل كثير من المكاشفة من اشرف زكى الذى تحدث عن النقابة قائلا انها فى الانعاش وانه – اى زكى – لا يرى اشرف عبد الغفور النقيب الحالى وطالب زكى بسؤال اعضاء النقابة عن حالها للوقوف على الحقيقة كما ذكر زكى ردا على سؤال حول اموال محرقة بنى سويف مستشهدا بسيدة المسرح سميحة ايوب كما ابدى اعتزازه بدوره كأستاذ بمعهد الفنون المسرحية وحينما تم سؤاله عن خوضه انتخابات نقابة المهن التمثيلية قال زكى : أن لكل شىء اوانه وانه لم ينقطع عن اعضاء النقابة ابدا. ظهور زكى ونشر الحوار اصاب مجلس نقابة الممثلين الحالى بارتباك شديد جدا حيث حملت المعانى بين السطور امكانية ترشح زكى نقيبا للممثلين من جديد وان كان لم يعلن ذلك صراحة ولكن الرسالة قد وصلت، فبدأ مجلس النقابة او بعضه فى التحدث حول ايجاد صيغة لابعاد اشرف زكى عن الانتخابات القادمة او على الاقل تحجيمه لان نسبة نجاحه قوية حال ترشحه ونحتفظ بكل السيناريوهات المقترحة حيال إقصاء زكى من بعض اعضاء مجلس النقابة ونعد بطرحها فى اوانها ولكن الواضح حتى الان أن زكى بات كال «بعبع» لمجلس النقابة الحالى الذى نجح بامتياز فى تحقيق اعلى معدلات الفشل. قبل سنوات نجح اشرف زكى نقيبا للممثلين على حساب يوسف شعبان رئيس النقابة وقتها وكان نجاح زكى نتاج جهد وعرق فى خدمة زملائه طوال ثمانية عشر عاما لم يذق فى كثير من لياليها النوم وتزامن هذا النجاح مع تولى زكى عدة مناصب ادارية داخل وزارة الثقافة حيث شغل منصب مدير مسرح السلام والمسرح القومى ثم رئيسا للبيت الفنى للمسرح ورئيسا لقطاع الانتاج الثقافى وصعد نجمه فى وزارة الثقافة بشدة وهذا لم يعجب احد قياداتها وقتها الذى كان يملك نفوذا داخل الوزارة ربما اقوى من الوزير فاروق حسنى نفسه، وهذا ما دفع زكى لبذل مزيد من الجهد فى البحث عن ملعب اخر ليس فيه كارهين لنجاحه فتم تصعيده مساعدا لوزير الاعلام انس الفقى وذلك قبل ثورة 25 يناير بايام. صعود اشرف زكى لم يكن سهلا فى وجود اعداء النجاح الذين استغلوا حالة الالتباس والارتباك اثناء الثورة وكالوا له الاتهامات التى وصلت لحد التشكيك فى ذمته المالية ومحاربة وجوده فى الوزارة الجديدة فتركها بعد أن وضع استقالته على باب ماسبيرو وقبل أن يتم تخصيص مكتب له وبعدها وثقة من المسئولين وقتها فى زكى اسندوا اليه رئاسة جهاز السينما ولكن الفشلة طاردوه بالهتافات الرخيصة فكرر فعلته واستقال غير آسف فى وطن لم يكن فيه كبير وقتها وصار لبعض المرتزقة واصحاب الصوت العالى اليد العليا فى توجيه دفة الامور. لزم اشرف زكى بيته احتراما لنفسه وحفاظا على كيانه الذى بناه عبر سنوات وحينما جاء موعد انتخابات نقابة الممثلين وكان هو النقيب اعلن اشرف انسحابه مع المذيعة منى الشاذلى ببرنامج «العاشرة مساء» على فضائية دريم ورغم انى كنت معه قبلها بيوم تقريبا الا انه لم يخبرنى واصابتنى دهشة زالت بعد أن عرفت انه كان قبل إعلان انسحابه بساعة واحدة يجلس بصحبة مجموعة من اصدقاءه المقربين بمنطقة المهندسين ولكنه اشرف زكى الرجل الاول فى ردود الافعال غير المتوقعة دائما، ورغم ذلك حقق زكى نصف عدد الاصوات التى حققها اشرف عبد الغفور النقيب الحالى للممثلين وكان الامر مدهشًا فكيف لمنسحب أن يحقق هذا العدد من الاصوات ولكنها محبة الناس التى ربما تجبره على أن يعود اقوى مما كان.