أكد الدكتور عبد العزيز التويجرى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" أن يستمر مسلسل الإساءة إلى الإسلام، لكن لا يجب علينا الرد على الإساءة بمثلها، وألا نعتدى على الآخرين، وإنما نبين سيرة الرسول وشخصيته وحقيقة الدين الإسلامى وأن نكون ممثلين لهذا الدين فى سلوكنا وتعاملاتنا، وبهذا نستطيع أن نغير الكثير من المفاهيم والصور المغلوطة والمشوهة التى يروجها هؤلاء الحاقدون. وقال التويجرى- فى تصريحات خاصة، أن الهجمة على الإسلام وعلى الرسول الكريم "ص" ليست وليدة اليوم ولكنها موجودة منذ زمن قديم فى الكثير من المحافل الغربية ووسائل الإعلام وحتى فى كتابات بعض الروائيين والمستشرقين الذين دأبوا على تشويه صورة الرسول وتقديم معلومات غير صحيحة عن الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامى. وأضاف أن ادعاء هؤلاء بأنهم يمارسون حرية التعبير هو غير صحيح لأن حرية التعبير لا تعنى أبدا الإساءة إلى الآخرين وإلى كرامتهم ومقدساتهم، فهناك حدود لهذه الحرية التى يجب أن تقف عند حدود حريات الآخرين وكرامتهم، فلا يتم تجاوز هذا الحد وإلا اعتبر اعتداء وتشهيرا، وهو أمر تعاقب عليه كل القوانين فى العالم. ولدى سؤاله حول رؤيته لحادث صحيفة "شارلى إبدو" وعلاقة ذلك بتشويه صورة الإسلام، أكد التويجرى أننا أدنا بشدة العمل الإجرامى الذى قام به هؤلاء الإرهابيون ضد هذه الصحيفة وما قاموا به من قتل للصحفيين والرسامين لأن هذا ليس من الإسلام ولا يمكن قبوله إطلاقا، لأن الإسلام يجرم الاعتداء على أرواح الناس وممتلكاتهم، مؤكدا أن الرد على الإساءة لا يكون بالقتل والتدمير والإرهاب، بل بإيضاح الحقائق والرد على الشبهات وكشفها. ولفت التويجرى ردا على سؤال عن سياسات صحيفة "شارلى ايبدو"، إلى التناقض فى سياساتها، موضحا أن تلك الصحيفة التى تدعى أنها مارست حرية التعبير بالإساءة إلى رسولنا الكريم بالرسوم الكاريكاتورية، هى نفسها التى منعت حرية التعبير فى ذات الصحيفة، عندما رسم السيد موريس سينى "فرنسي" وهو أحد الرسامين الذين كانوا يعملون فى الجريدة فى 2009 صورة ل"جان ساركوزى" ابن الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، فيها تهكم من زواجه من امرأة ثرية وقال انه تزوجها من أجل مالها، إلا أن رئيس التحرير طالب الرسام بأن يعتذر، ولما رفض الاعتذار بحجة أنه يمارس حرية التعبير فى صحيفة من المفترض أنها تحترم حرية التعبير، تم فصله من العمل، وتساءل التويجرى "أين حرية التعبير هنا.. أم أنها سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية فى المعايير". ولفت إلى أن الغرب لديه أيضا قوانين تمنع الإساءة لهولوكوست أو التشكيك فيه، مشيرا إلى وجود قانون معروف فى فرنسا يجرم كل من ينتقد الهولوكوست. فأين حرية التعبير؟ خصوصا أنه من المفترض أن هذا حدث تاريخى والمفترض أنه يجوز لكل المؤرخين والباحثين أن يدرسوه، وألا ّ تكون هناك موانع من دراسة أى حدث تاريخى، إلا أن فرنسا حاكمت "روجيه جارودى" وقامت بتغريمه وكادت أن تسجنه عندما تعرض للهولوكوست فى أحد كتبه. كما تمت محاكمة أحد المسؤولين فى إحدى البلديات فى فرنسا لمجرد أنه تحدث عن هذا الموضوع، وفى أوروبا عموما من يتحدث عن الهولوكوست يتم فصله من العمل كما حدث مع البروفيسور جون كنج، وغيره. وأكد أن هذا كله يدل على أنه لا توجد حرية تعبير مطلقة، وأن الأمر إذا كان يخص اليهودية أو إسرائيل فهناك ضوابط. أما إذا كان الحديث يتعلق بالمسلمين فهم يفتحون الباب على مصراعيه.. وقال "إذا أراد الغرب حرية التعبير فنحن معه، ولتكن حرية كاملة حينئذ على الجميع، وفى كل المجالات والمقامات وبموازين واحدة". ولفت إلى أن البابا فرانسيس الذى وصفه بأنه شخصية دينية محترمة، تعجب من هذا الأسلوب فى حرية التعبير عندما كان متوجها إلى الفلبين، وقال انه ليس من حرية التعبير الإساءة إلى مقدسات الآخرين والاستهزاء بها، وأضاف البابا "لو أن أحدا سب أمى للكمته". وتابع التويجرى "هذا هو البابا فرانسيس وهو رأس الكنيسة الكاثوليكية ولا أحد يشكك فى أنه ينحاز إلى المسلمين، ولكنه يعبر عن الرأى الصحيح والموقف الإنسانى النبيل، بأن الإساءة عموما للأشخاص أو الأديان أو المقدسات هو أمر غير مقبول".