كان الأربعاء الماضي، يوم فرح استثنائي لأهالي عدة مناطق بجنوب الشيخ زويد، بعد عودتهم من رحلة النزوح والخروج من قراهم ومنازلهم بسبب الأحداث الأمنية والحرب المستمرة على الإرهاب، عادت الحياة من جديد واستقبلت منطقة «أبو رفاعي» أهلها العائدين إليها في لحظة انتظروها بفارغ الصبر حيث عاش الجميع في فرحة وأطلقت النساء من داخل السيارات التي أقلتهم إلى منطقتهم ومن داخل المنازل الزغاريد. فيما كانت أصوات أبواق السيارات تزف عددًا من العائلات العائدة، تعبيرًا عن هذا اليوم الذي يقولون بإنه يوم لا ينسى، بينما كانت الحياة في مدينة الشيخ زويد والقرى التابعة لها طبيعية وشوهد عدد من المواطنين وهم يتبادلون التهاني فيما بينهم في لحظات فرح عارمة لم تشهدها مدينة الشيخ زويد من قبل. في قرية «أبو زرعى»، جنوب الشيخ زويد، كان مسعد حماد، وأولاده، يتواجدون داخل منزلهم الذي وصلوا إليه، الأربعاء، وعبر عن فرحته بعودته لمنزله، مشيرًا إلى أنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بتجهيزه وإصلاح التلفيات الموجود بداخله خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن الفرحة هي فرحة للجميع رجالًا ونساءً، كبارًا وأطفالًا، موجهًا شكره إلى الرئيس السيسي والقوات المسلحة التي خلصتهم من الإرهاب الذي حول حياتهم إلى جحيم. «الحمد لله».. كانت أول عبارة نطق بها المواطن سلام سلامة، من سكان قرية «أبو زرعى»، بعد عودته إلى منزله برفقة أسرته، مصيفا: «لولا الحرب الحاسمة التي شنتها قواتنا المسلحة على خفافيش الظلام لكنا اليوم في عداد الأموات نتيجة قصف بيوتنا بقذائف الهاون التي تقصف بها داعش بيوت الأهالي بمناطق جنوب الشيخ زويد، واليوم وصلنا لبيتنا بعد اشتياق شديد لجنباته وذكرياتنا بداخله، وسنقوم بإعادة تأهيل منزلنا وشراء أثاث جديد، وقد وصلتنا وعود بإعادة جميع الخدمات التي تمس المواطن من مياه وكهرباء وغيرها». فيما عبر كل من سليم جريشة، وحمدان أبو سعيد، عن فرحتهما بالعودة مرة أخرى إلى منازلهما وقراهما التي عاشا فيها سنوات حياتهما، مؤكدين أنها لحظات لا تنسى وخاصة أنها جاءت بعد استتباب الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها، وتقدما بالشكر لأبطال القوات المسلحة الذين وقفوا معهم وقدموا أرواحهم، مقابل تطهير منازلهم وقراهم من العناصر الإرهابية التي تسببت لهما في مشاكل واضطرابات لا حصر لها. أما المسن خلف أبو هويشل، فلدى وصوله إلى منزله بقرية «أبو زرعى»، وقف بجانب منزله لبعض الوقت في لحظة تأمل وكأنه يستعيد ذكريات سنوات عديدة قضاها هناك. وعندما سؤاله عن شعوره بعودته إلى منزله قال: «نحمد الله سبحانه وتعالى أن قيض لنا في هذه البلاد قيادات عسكرية حريصة كل الحرص على مصلحة الوطن والمواطن، مؤكدا أن الفرحة لا توصف بمناسبة العودة إلى منازلنا ومزارعنا بعد غياب استمر طويلا»، وقدم الشكر لله أولًا ثم إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق صدقي صبحي، وزير الدفاع، وقادة وضباط وجنود القوات المسلحة. وحسب المصادر، يجرى حاليًا التنسيق للسماح لسكان مناطق أخرى بالعودة إلى بيوتهم في مناطق «العكور، والترابين، وأبو فرج، وأبو العراج، والمعنية، والخرافين، والشلاق» للعودة لديارهم. وحسب شهود عيان، أقامت القوات، عددًا من الكمائن بمداخل ومحيط القرى التي عاد أهلها والأخرى المتوقع عودة سكانها، لفرض السيطرة الأمنية عليها وحماية الأهالي من أي مخاطر قد تحدث من قبل العناصر الإرهابية.