قال مسؤولون طبيون ونشطاء إن غارات جوية سورية ألحقت أضرارا بالغة بمستشفيين ومركز توزيع خبز في شرقي حلب الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وخروج أحد المستشفيين من الخدمة. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والمركز الإعلامي في حلب إن ستة أشخاص قتلوا، بينما كانوا يقفون أمام مركز توزيع الخبز في حي المعادي شرق المدينة والذي أصيب جراء الغارات الجوية. ذكر عارف العارف، الممرض في (إم 2)، أحد المستشفيين، أن القصف الحكومي أصاب مركز توزيع الخبز قبل الفجر في الحي القريب من وسط المدينة. وبينما نقل أحد المصابين إلى المستشفى في حي المعادي أيضا، سقطت واحدة من بين خمس قذائف أطلقت بشكل متتابع على مدخل الطوارئ في المستشفى ما أسفر عن مقتل شخص واحد كان يرافق المصاب، بحسب العارف. لفت العارف إلى أن القصف ألحق أضرارا بالمستشفى، وأدى إلى خروج أجزاء منه من الخدمة. وتجري أعمال الصيانة لعودة تشغيل المستشفى بشكل كامل. وأصيب ثلاثة من موظفي المستشفى جراء الغارات الجوية، بحسب العارف. في وقت لاحق، استهدفت غارة جوية مستشفى (إم 2)، ولم يصب أحد بأذى، حسبما أفاد العارف. في هجوم آخر، استهدفت غارة جوية منطقة قريبة من مستشفى بالجزء الشمالي من المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء وإمدادات المياه. وقال محمد أبو رجب، مدير مستشفى "إم 10" ، وهو الأكبر من بين ثمانية مستشفيات في شرق حلب، إن وحدة العناية المركزة أصيبت بأضرار بالغة، لاسيما المولدات الكهربائية وإمدادات الأوكسجين. ولفت أبو رجب إلى أنه تم نقل المرضى الذين كانوا في وحدة العناية المركزة إلى مرفق طبي آخر، لأن الوحدة تعطلت تماما، مشيرا إلى أن أعمال الصيانة جارية لإعادة تشغيلها. وأضاف أن إمدادات المياه وصهاريج الوقود في المستشفى لم تسلم من القصف. أظهرت لقطات لغرفة مولدات الكهرباء بالمستشفى صهاريج الوقود والمولدات واسطوانات الأوكسجين وهي متضررة جراء الهجوم. على صعيد متصل، أفاد المرصد السوري بأن الحي الذي يضم مستشفى (إم 10) استهدف بالطائرات الحربية والمروحيات والمدفعية في وقت مبكر من صباح الأربعاء. وقال أبو رجب "ضربت المنطقة عندما كنا نياما.. لم ينم أحد منذ ذلك الحين.. لقد أنهكنا". وأكد أن السلطات "تعرف هذا المرفق وأين يوجد بالضبط"، مشيرا إلى أنه أحد أقدم وأكبر مستشفيات حلب. ولم يصب أحد بأذى جراء هذا الهجوم، بحسب أبو رجب. من جانبه، قال أدهم سحلول، من الجمعية الطبية الامريكية السورية ومقرها في غازي عنتاب بتركيا، إن الهجومين استهدفا المستشفيين في وقت واحد، ووصفهما بأنهما كانا متعمدين. ولفت إلى أنه كان يعتقد في البداية أن الغارات الجوية ضربت بشكل مباشر المبنيين، لكن في الواقع أن الغارات والقصف دمر البنية التحتية المحيطة بهما. وأضاف سحلول أنه بالرغم من أن المستشفيين لم يصابا بشكل مباشر فإن الهجومين ألحقا أضرارا في بنية المرفقين. في السياق ذاته، قال سحلول إن طفلا واحدا كان في سيارة الإسعاف توفي لأنه لم يتلق العلاج خلال حالة الفوضى. ولم يؤكد العارف مقتل الطفل. وفي وقت سابق، قال أبو رجب إن شخصين توفيا لأنهما لم يتلقيا العلاج بعد مهاجمة المستشفيين، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل. وفي تغريدة على موقع تويتر، قالت منظمة (أطباء بلا حدود) الخيرية الدولية إن المرفقين خرجا من الخدمة. وقال سحلول إن إغلاق المرفقين يترك شرقي حلب بستة مستشفيات فقط، ثلاثة منها فقط قادرة على التعامل مع حالات الطوارئ. ووجه اتهامات للحكومة السورية وحليفتها روسيا باستهداف المنشآت الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وسجلت منظمة (أطباء من أجل حقوق الإنسان) 382 هجوما على مرافق طبية ومستشفيات بمختلف أرجاء سوريا منذ بدأ الصراع عام 2011. من بين هذه الهجمات، 293 هجوما نفذتها القوات الحكومية و16 نفذتها الطائرات الروسية، بحسب المنظمة.