طمأنت مانيلا واشنطن الثلاثاء الى انها ستلتزم تعهداتها كحليف عسكري عقب التصريحات النارية التي ادلى بها رئيسها رودريغو دوتيرتي والشتائم التي وجهها لنظيره الاميركي باراك اوباما. فبعدما وصف اوباما ب"ابن العاهرة" الاسبوع الماضي، قال دوتيرتي انه "لا يحب" واشنطن، ودعا الاثنين الى مغادرة المستشارين العسكريين الاميركيين الذين يقدمون دعما للجيش في جنوب الارخبيل. والثلاثاء اعلن دوتيرتي ان القوات الفيلبينية لن تشارك في الدوريات المشتركة المستقبلية مع الولاياتالمتحدة في بحر الصينالجنوبي الذي تزعم مانيلا احقيتها في مياهه في حين تصر الصين على انه جزء من اراضيها. وكان اكد الاثنين ان تحالف الفيليبين مع الغرب كان سبب التمرد المسلم المستمر في جنوب البلاد، من دون ان يحدد موعد مغادرة العسكريين الاميركيين وعدد من يجب ان يغادروا. واعتبر ان المسلمين "سيزدادون اضطرابا. اذا شاهدوا اميركيا فسيقتلونه". غير ان مسؤولين فيليبينيين كبارا سعوا الى اصلاح الضرر واكدوا ان الامور لم تتغير بين مانيلا وحليفتها القوية التي يعتبر دعمها ضروريا وسط خلاف مانيلا مع الصين على المياه. وقال وزير خارجية الفيليبين برفيكتو ياساي الثلاثاء "لا يوجد تغيير في سياستنا في ما يتعلق بصداقتنا الوثيقة مع الاميركيين". واكد ايرنستو ابيلا المتحدث باسم الرئيس انه "لم تصدر اي توجيهات بمغادرة (المستشارين). ولكنه (الرئيس) يقدم توضيحا تاريخيا وثقافيا اوسع" بالنسبة لمنطقة الارخبيل الجنوبي. وشدد ياساي الذي سيتوجه الى واشنطن في وقت لاحق الثلاثاء لاجراء محادثات، على ان ادارة دوتيرتي ستلتزم باتفاقات الدفاع الحالية التي تشتمل على اتفاق 2014 الذي يسمح للجيش الاميركي باستخدام خمس قواعد عسكرية في الفيليبين على الاقل. وتقع احدى القواعد في منطقة مينداناو الجنوبية حيث تقاتل الحكومة المسلحين الاسلاميين الذين اعلنوا ولاءهم لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الاوسط. كما نشر البنتاغون في يونيو مقاتلات ونحو 120 عسكريا في شمال الفيليبين للقيام بمهمات تدريبية قصيرة الامد تهدف الى ضمان دخول الحلفاء الى بحر الصينالجنوبي. وكان رئيس الفيليبين السابق بينينو اكينو سعى الى توثيق العلاقات العسكرية مع الولاياتالمتحدة في اطار خطط لتحسين قدرات الردع لدولته الضعيفة عسكريا. وفي ابريل الماضي بدأت البحرية الفيليبينية دوريات مشتركة في بحر الصينالجنوبي مع الولاياتالمتحدة في رد من البنتاغون على استعراض الصين لعضلاتها العسكرية في تلك المياه. - لا طلب رسميا- اعلن دوتيرتي الثلاثاء ان بلاده ستتوقف عن المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة لتجنب زيادة التوترات. وقال "لن نشارك في اي دوريات في البحار. ولن اسمح بذلك لانني لا اريد ان تتورط بلادي في عمل عدائي". وفي واشنطن، اعلنت وزارتا الدفاع والخارجية انهما لم تتلقيا اي طلب رسمي من مانيلا بسحب المستشارين. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) غاري روس "سنواصل المشاورات مع شركائنا في الفيليبين لتعديل مساعدتنا لتتناسب مع المقاربة التي تعتمدها" السلطات في مانيلا "ايا كانت". من جهته، اكد المتحدث باسم الخارجية جون كيربي انه ليس على علم ايضا بطلب رسمي تقدمت به حكومة الفيليبين. وسعى ياساي الى التقليل من وقع تصريحات دوتيرتي وقال الثلاثاء انها تهدف الى "انقاذ حياة الاميركيين الذين ربما يعرضون حياتهم لخطر غير ضروري". واوضح دوتيرتي (71 عاما) ان الخلاف سببه انتقادات وزارة الخارجية الاميركية لحربه المثيرة للجدل على الجريمة والمخدرات والتي خلفت نحو ثلاثة الاف قتيل منذ تسلمه الرئاسة التي مدتها ست سنوات في 30 حزيران/يونيو. وكان باراك اوباما اعتبر ان على دوتيرتي ان يشن حربه على الجريمة "بالطريقة الصحيحة" بما يضمن حماية حقوق الانسان. وراى زخري ابوزا خبير امن جنوب شرق اسيا في كلية الحرب الوطنية في الولاياتالمتحدة، ان تصرفات دوتيرتي حيال الولاياتالمتحدة مقلقه نظرا للنشاط المسلح في مينداناو. وصرح لوكالة فرانس برس ان "اعادة هذه العلاقات الى مسارها ستتطلب الكثير من العمل".