باتت أيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معدودة في السلطة في الوقت الذي ينتظر فيه الروس كيفية معالجته لمسألة الانخفاض الهائل في قيمة الروبل. وتجدر الإشارة إلى أن بوتين ظل رابطًا الجأش وملتزم الصمت حيال انهيار العملة الروسية مقابل الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع قبل أن يُمنى الاقتصاد الروسي بخسائر جمة يوم الأربعاء الماضي، ولكنه من المؤكد أن يفصح عن رده فعله وسبل معالجة الوضع اليوم في المؤتمر الصحفي الذي سيبدأ انعقاده ظهرًا. وألقى رئيس الوزراء الروسي السابق ميخائيل كاسيانوف، أحد زعماء المعارضة، باللوم على بوتين لمسؤوليته في الوصول إلى الأزمة المالية المتفاقمة بسبب سوء الإدارة الاقتصادية من جانبه، وكذلك فرض عقوبات غربية بسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية والانخفاض الراهن في أسعار النفط العالمية. وقال كاسيانوف ، 57 عاماً، في مقابله له مع رويترز مساء أمس: "باتت روسيا تتراجع اقتصاديًا، ولابد أن يشهد عام 2015 قرارًا مصيريًا من بوتين بشأن إعداد إستراتيجية لخروجه من السلطة وإجراء انتخابات حرة مبكرة. فلن تجدي عمليات الضغط على البيئة السياسية وتشديد الخناق على المعارضة. ونتيجة لذلك، ينبغي أن يكون رحيله من السلطة هادئًا من خلال بوابة الانتخابات الرئاسية. ولا أعتقد أنه سيفوز بالانتخابات الرئاسية إذا كانت حرة ونزيهة". وتظهر استطلاعات الرأي مدى الشعبية الطاغية لبوتين منذ ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في مارس، كما تشير الاستطلاعات نفسها أن كاسيانوف، الذي كان يعمل تحت قيادة، بوتين، كرئيس للوزراء حتى عام 2004، ليس لديه أدنى دعم شعبي. ومع ذلك أشار كاسيانوف إلى أن قوى المعارضة ستصعد من أنشطتها مطلع العام المقبل في استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية. ومن المقرر أن تنعقد الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2018. ول يؤكد بوتين، (62 عاما)، أنه سيسعى للترشح لفترة ولاية أخرى مدتها ست سنوات. انخفضت قيمة الروبل الروسي لحوالي 45% مقابل الدولار هذا العام، وهو ما أثار مخاوف من حدوث انهيار مالي لموسكو. ولعل الزيادة في معدل الإقراض الرئيسي من 6.5% إلى 17% قد فشلت في تعزيز قيمة الروبل يوم الثلاثاء الماضي. وأنفقت روسيا أيضا أكثر من 80 مليار دولار هذا العام في محاولة لدعم عملتها. وفشل بوتين في خطابه الذي ألقاه يوم 4 ديسمبر الماضي في تقديم أي أفكار قد تعمل على تغيير مسار الاقتصاد المتدهور. وفي مؤتمره الصحفي السنوي المقرر انعقاده اليوم، والذي عادة ما يستمر لأكثر من أربع ساعات متواصلة، سيلقي بوتين باللوم على ما تمارسه الدول الغربية من عقوبات ضد روسيا، وهو الأمر ذاته الذي فعله في خطابه يوم الرابع من ديسمبر الماضي.