سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل «فضيحة نيروبي» الدبلوماسية.. مذكرة تتهم مصر ب«العنصرية» وإهانة الدول الإفريقية.. رئيس الوفد المصري يصف الأفارقة ب«العبيد» .. و«الخارجية» تبدأ التحقيق وتؤكد: معلوماتنا تنفي الواقعة
أزمة دبلوماسية جديدة تطل برأسها من نيروبي، حيث الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، بعد اتهام منسقة لجنة الخبراء الأفارقة، مصر، بإهانة الدول الأفريقية بعبارات غير مقبولة، تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن رئيس الوفد المصري وصف الأفارقة ب«العبيد»، في الوقت الذي فهم فيه بعض الموجودين العبارة التي نطقها باللغة العربية. ووجه وزير الخارجية بإجراء تحقيق لاستجلاء حقيقة ما حدث في اجتماعات نيروبي الخاصة بالبيئة، بعدما تقدمت منسقة لجنة الخبراء الأفريقية لدى مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبي، بمذكرة تتهم فيها رئيس الوفد المصري بالإساءة بعبارات وألفاظ مهينة وغير مقبولة باللغة العربية ضد الدول الأفريقية المشاركة في الاجتماع. وطالبت المذكرة باتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر فى عدد من المحافل الدولية باعتبارها لا تصلح لتمثيل الدول الأفريقية فى تلك المحافل. وتضمن بيان وزارة الخارجية رفض مصر الكامل لمحاولات التشكيك في انتماء مصر الافريقى ودفاعها الدائم عن قضايا القارة، رغم ما قدمته وما تزال تقدمه مصر من تضحيات لخدمة مصالح القارة الأفريقية التي تعتز بالانتماء إليها. وأضافت وزارة الخارجية فى بيانها، بأن سامح شكري وزير الخارجية فور علمه بتوجيه تلك المذكرة، وجه بإجراء تحقيق فوري لمعرفة حقيقة ما حدث، مؤكداً في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الان ينفى تماماً صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه. وفى كافة الأحوال، فإنه ليس من المقبول أبداَ الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر تشكك في انتمائهما الافريقى، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسئولياتها فى التعبير عن المصالح الأفريقية. وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية كلفت السفارة المصرية في نيروبي بتوجيه مذكرة شديدة اللهجة إلى مجلس السفراء الأفارقة فى نيروبي، على أن يتم توزيعها على كافة الدول الأفريقية والمجموعات الأفريقية فى المنظمات الدولية والإقليمية، للتعبير عن رفض مصر واستهجانها لتجاوز منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة فى نيروبي لصلاحياتها ، ورفض التجاوزات في مذكرتها تجاه مصر، والمطالبة بموافاة الجانب المصري بأية أدلة من واقع المضابط الرسمية لجلسة الاجتماعات المشار إليها اتصالاً بالإدعاءات المنسوبة لممثل مصر، مع التأكيد في الوقت ذاته على إجراء تحقيق من جانب وزارة الخارجية في الواقعة واتخاذ الإجراء اللازم إزاءها. من ناحيته أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة المصري، ورئيس وزراء البيئة الأفارقة، اليوم الثلاثاء، أن وزارة الخارجية تجهز ردًا رسميًا على الخطاب الذي أرسلته دولة كينيا لمصر، والذي طالب فيه القاهرة بالاعتذار الرسمي عن إهانة الأفارقة، حيث أكد الخطاب أن ممثلي مصر أهانوا دول إفريقيا ووصفوها بالكلاب والعبيد، خلال اجتماع الجمعية الثانية للأمم المتحدة للبيئة بدولة كينيا. وأضاف الوزير فى تصريحات له، أن دولة كينيا أكدت مرة أن الوزير المصري هو من تلفظ بهذه الألفاظ ومرة أن مستشاريه هم من تلفظوا بها، مؤكدًا أنه لم يحضر الاجتماعات من الأساس وأن من حضروا هم سفير مصر بدولة كينيا، بالإضافة إلى اثنين من مستشاري الوزارة وهما الدكتور حسين أباظة والدكتور مصطفى فودة، مشددًا على أنهما لم يتلفظا بأى ألفاظ خارجة. وقال خالد فهمي إن أقوال كينيا متضاربة، حيث قالت: «إن من سب إفريقيا هو الوزير مرة ومرة أخرى هم مستشاروه»، متابعًا: «لا يمكن لأى عضو مصري أن يتلفظ بأي من تلك الألفاظ». وحصلت «صوت الأمة» على المذكرة التي تقدمت بها مندوب دولة كينيا إيفون خاماتي إلى رئيس البعثات الدبلوماسية الأفريقية بشأن ما وصفته بسوء سلوك من رئيس الوفد المصري خلال الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأممالمتحدة. وذكرت «خاماتي» أنه أثناء النقاش مع الوفد المصري، قام رئيس الوفد والرئيس الحالى لمؤتمر وزراء البيئة بوصف دول صحراء أفريقيا، وهو مصطلح يطلق على باقى دول أفريقيا غير الواقعة فى الشمال باستثناء السودان، بالكلاب والعبيد. وأكدت خاماتي أن الاتحاد الأفريقى قام على المساواة وعدم التفرقة بأى صورة وأن ما قام به رئيس الوفد المصرى لا يوجد له مكان بالاتحاد الأفريقى وقد يؤثر على فرص أفريقيا فى استضافة برنامج الأممالمتحدة للبيئة كما أنه يعكس نقص إخلاص مصر للقارة السمراء، وأضافت أن أفريقيا فقدت الثقة فى قيادتها ولا تشعر أن لديها الدافع الأخلاقى لتمثيل أفريقيا فى أى مفاوضات. وقامت خاماتى بعرض طلباتها وهى اعتذار رسمى من أعلى مستوى فى مصر عما بدر من ممثلها، وعدم حصول مصر على أى دور قيادى أو تمثيل أفريقيا فى أى مفاوضات، بالإضافة إلى الاستقالة من رئاسة مؤتمر وزراء البيئة، كذلك رفع الأمر إلى لجنة الممثلين الدائمين وعرضه على مؤتمر رؤساء الاتحاد الأفريقى فى يوليو المقبل. واختتمت مذكرتها قائلة إنها تشعر أن التصرفات العنصرية لا يوجد لها مكان فى رؤية أفريقيا 2063 التى أعدها قادة الاتحاد الأفريقي.