نعى الكاتب والسياسي الأمريكي ماكس بووت ، الحزب الجمهوري ، قائلا: "في الوقت الراهن على الأقل ، الحزب الجمهوري ميت ؛ كان الحزب تعرض للإصابة على أيدي متشددي (حزب الشاي) الذين أصروا على التطهير السياسي ورفضوا أية تسوية ، أما الآن فقد سقط الحزب الجمهوري قتيلا على يد دونالد ترامب." ووصف بووت - في مقال نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز)- ترامب المتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري بأنه "ديماجوجي جاهل يتاجر بالعنصرية وإهانة النساء ونظريات المؤامرة المهووسة، بينما يدافع عن الحمائية والانفصالية – وهي ذات السياسات التي قادت إلى الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، فضلا عن أنه (ترامب) يريد ملاحقة المهاجرين غير الموثقين ومنْع المسلمين من المجيء إلى أمريكا، كما يشجع أشياعه على الهجوم على المحتجين ويهدد بملاحقة منتقديه قضائيا أو التشهير بهم..." ورأى بووت أن "التاريخ الأمريكي لم يشهد أبدا متنافسا على ترشيح حزب رئيسي لخوض سباق الرئاسة وكان (المتنافس) على هذا القدر من عدم الأهلية .. إنّ خطر فوز ترامب - وإنْ كان بعيد الاحتمال - يمثل التهديد الأكبر للأمن القومي الذي تواجهه الولاياتالمتحدة اليوم." وتساءل بووت "لكن، إذا لم أصوت لصالح ترامب ، فلمن أصوت (وأنا الجمهوري منذ نعومة أظافري)؟ " وتابع الكاتب "هيلاري كلينتون هي من ديموقراطيي الوسط ؛ فهي أكثر ميلا للتشدد مما عليه الرئيس أوباما، كما أنها أكثر تمسكا بالمبادئ وأوسع اطلاعا على الشئون الخارجية من ترامب." ومضى صاحب المقال "غير أني لست مستعدا للانضمام إلى الحزب الذي تقوده هيلاري، لا سيما وأن الكثيرين في قاعدة الحزب الديمقراطي يبدون أكثر ميلا إلى أن يكونوا على يسار هيلاري (حال فوزها)، وقد ظهر ذلك جليا في دعم هؤلاء لبيرني ساندرز الاشتراكي الذي لا يختلف كثيرا في تطرف وجهات نظره عن ترامب." وقال بووت "ربما كان الحل متمثلا في حزب ثالث تلتحق به نسبة ال 37% من المحافظين الذين أعلنوا بحسب استطلاع حديث للرأي عن عدم ميلهم إلى ترامب .. غير أن الأحزاب الثالثة لم يسبق أن أحرزت نجاحا مستداما على الساحة السياسية الأمريكية." واختتم الكاتب "أنا أعلم شيئا واحدا متأكد منه وهو أنني لن أصوت لصالح ترامب .. كما أن أملي هو أن يخسر (ترامب) خسارة فادحة، وأن يعود الحزب الجمهوري إلى رشده."
