لا تستطيع أن تعزل برنامج محبوب العرب "arab I dol" الذي يعرض علي قناة "إم بي سي" عن حالة الضيوف في الاستديو والمحكمين وتوجهاتهم وأيضاً حساباتهم وقبل كل ذلك المشاهدين في البيوت وهم الطرف الأساسي واللاعب الأول الذي ربما لا نسمع له صوتاً ولا نشاهد له صورة ولكنه يظل هو الهدف لأنه من خلال إقباله علي مثل هذه البرامج يتحقق أهدافها وتتواصل مع الناس أو تفقد تواصلها لو لم تحقق حالة الحميمية مع مشاهدي البيوت ويجب أن نضع في المعادلة دائماً أن إقبال الناس هو الوتر الاقتصادي الذي تعزف عليه كل هذه البرامج. ثلاثة من المحكمين مطرب مشهور ومحبوب من لبنان "راغب علامة" وفنانة إماراتية حققت نجاحاً عربياً ملفتاً وهي "أحلام" وموزع موسيقي مصري يمثل في لجنة التحكيم ما يمكن أن تطلق عليه الانضباط الفني وهو "حسن الشافعي" لأن كلا من "راغب" و "أحلام" ممارسان لمهنة الغناء يتحكم فيهما في نهاية الأمر المزاج الشخصي ولكن الثقل العقلاني ينبغي أن يتحلي به "الشافعي". أشفق علي الفنان عضو لجنة التحكيم ليس في هذا البرنامج ولكن في أي برنامج لأن الجمهور عادة يريد أن يري الفنان في حالة مثالية لا يجرح ولا يحرج أحدا وفي نفس الوقت لا يرضي عن الفنان المنافق المتملق لمشاعر الناس وهكذا يأتي الأمر شديد الالتباس علي كل الأطراف. "أحلام" تبدو دائماً في حالة سعادة وهي تستمع ولا أستطيع أن أدخل في نوايا أحد ولكن ليس كل ما استمعت إليه يستحق تلك الحالة من السلطنة إلا أنها مؤخراً أغضبت السعوديين عندما رفضت أن تمنح مطربا سعوديا بطاقة إنقاذ تتيح له الاستمرار في التسابق وهو ما يضع "راغب" في موقف شديد الحساسية لأن عليه هو أيضاً أن يجاريها أو علي الأقل كحد أدني ألا يتناقض معها إلا أنه أصر علي موقفه في منح المطرب السعودي شهادة الإنقاذ فاكتسب تعاطف السعوديين ويبقي العقل وأعني به الموزع الموسيقي "الشافعي" الذي لم يلعب حتي الآن دور العقل. البرنامج يثير الصحافة وبقدر ما كان "راغب" في البرنامج مجاملاً بقدر ما كان ساخناً خارج حدود البرنامج عندما سألوه مثلاً عن "هيفاء وهبي" ماذا لو تقدمت للبرنامج للغناء وهو سؤال خارج النص ولكنه أجاب أنها سوف ترسب في لجنة التحكيم.. بالتأكيد غضبت "هيفاء" ولكنها حتي الآن علي الأقل احتفظت بالغضب لنفسها.. بالطبع "راغب" لديه أسبابه والبرنامج أيضاً حيث إنهم استضافوا "إليسا" التي شاركت كضيفة في البرنامج.. رأي راغب في "هيفاء" إنها مجرد صورة جميلة لا علاقة لها بالغناء وهي بالتأكيد لم تقدم نفسها كمطربة ولكنها كانت وستظل مؤدية ربما تعيش زمناً في القمة لا أستطيع علي وجه الدقة تحديده ولكنه لن يطول في كل الأحوال.. إلا أن الفنان عندما ينتقد فناناً لديه جمهوره يكسب جمهور ويخسر أيضاً جمهور.. "ترمومتر" مشاعر الناس لا يعرف في هذه الحالة الحلول الوسطي. ويبقي السؤال هل الفنان الذي ينطلق من مثل هذه البرامج ويحصل علي المركز الأول يحقق في الحياة العملية نجاحاً مع الجمهور ويعانق النجومية أم أنه يتوج بالمركز الأول وبعد ذلك يبدأ في الانحدار وكأن شيئاً لم يكن.. مثلاً في برنامج شبيه حصل من مصر المطرب "محمد عطية" علي المركز الأول وقدمت له السينما فيلم بطولة ثم وكأن شيئاً لم يكن بينما المطربة الأردنية "ديانا كرازون" تحققت فنياً ولا تزال تواصل المسير. إلا أن الحقيقة هي أن الهدف الأساسي لهذه البرامج هو أن يصبح مشاهدي البيت جزءاً من اللعبة البرامجية ومن خلال متابعتي للعديد من ردود الأفعال أجد أن المشاهد العربي بنسبة كبيرة حيث إنني لا أستطيع التعميم ولكن في التصويت النهائي عندما يفتح الباب للجمهور في المنازل أري كيف أن الانحياز في العادة لا يخضع للأفضل ولكن تتدخل عوامل أخري وهي "الشوفونية" التي تعني الانحياز للبلد المصري ينحاز للمصري والعراقي للعراقي والخليجي للخليجي ولكن أقول لكم بضمير مستحيل بعيداً عن أي مشاعر شوفونية إن المطربة المصرية "كارمن سليمان" تستحق أن تفوز باللقب هذا العام وان تنتقل مباشرة بعد البرنامج إلي قلوب الناس!!