دعمهم للمملكة أرخه التاريخ في صفحاته.. وبمقولة "مصائب قوم عند قوم فوائده" كانوا من أوائل الداعمين لإطلاق عاصفة الحزم.. ليأتي إعدام 47 إرهابيًا من بينهم نمر النمر رجل الدين الشيعي كوسيلة هامة لتنفس الصعداء. فمنذ أن أطلقت السعودية شرارة «عاصفة الحزم» باليمن في مارس 2015، أعلن الإقليم المضطهد دعم المملكة العربية السعودية ورفع صوته للمطالبة بحقوقه. وبينما قالت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان، إحدى المنظمات الإقليمية التابعة لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، إن السعودية بصدد إصدار قرارات وشيكة لمنع الإيرانيين من أداء فريضة الحج داخل المملكة لعام 2016، بعد إقدام السعودية على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد إقدام متظاهرين إيرانيين بإحراق مقر السفارة السعودية بطهران. أطلق الأحوازيون «هاشتاج» "الأحواز_رجالك_يا_سلمان" على «تويتر»، تعبيرًا عن دعمهم للخطوات السعودية التي نفذت حكم الإعدام في نمر النمر ومنظر القاعدة في السعودية فارس آل شويل الزهراني. في هذا التقرير سنرصد أبرز 7 معلومات لا تعرفها عن «الأحوازيون». أولًا: أطلقت عليه الدولة الصفوية قبل 5 قرون اسم عربستان غير أن السلطات غيرت الاسم إلى خوزستان، كما غيرت الأسماء العربية لمدن الإقليم إلى أخرى فارسية منذ عام 1936 في عهد الشاه رضا بهلوي الذي خلع حاكمه الشيخ خزعل الكعبي وفرض السيطرة الإيرانية على الإقليم منذ عام 1925. ويضم الأحواز نحو 85% من البترول والغاز الإيراني، و35 بالمائة من المياه في إيران ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوبالعراق والكويت، وتعود أصول عرب الأحواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد. ثانيًا: تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط كما تجري هناك 3 أنهار كبيرة هي كارون والكرخة والجراحي وتتهم المعارضة العربية الأحوازية حكومة طهران بحرمان السكان العرب من هذه الخيرات الطبيعية، مما يجعل البعض يصف الشعب الأحوازي بأنه أفقر شعب يسكن أغنى الأرض خصوبة وخيرا. ورغم نضال امتد لأكثر من تسعة عقود لا زالت الحكومات الإيرانية تمارس أعتى ألوان القمع لهذا الشعب بمختلف تنوعاته، من تجفيف الروافد وغلق المراكز الثقافية وعدم تدريس اللغة العربية، حتى الإعدام للنشطاء كما حدث العام 2008 وفي 18 يونيو هذا العام 2012 حيث تم إعدام ثلاثة نشطاء من العرب الأهوازيين- من بين خمسة محكومة عليهم بالإعدام رغم المناشدات الدولية الرافضة لذلك من قبل حكومة طهران. ثالثًا: في غياب أي اعتراف أو دعم دولي أو عربي حقيقي للقضية الأحوازية العادلة، فقد وجد الشعب الاهوازي نفسه مضطرًا لخوض نضاله المرير بأبسط الوسائل المتاحة، خاصة وأنه كان خلال تلك المرحلة الحالكة من تاريخنا يفتقد إلى تنظيمات سياسية ذات تأثير بالغ على مجرى الأحداث، وإلى ذلك فقد أخفقت جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن، في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، على رغم كل ما قدمته من تضحيات جسام. وللأسباب ذاتها لم تتمكن التنظيمات السياسة الأهوازية المناضلة التي أنشئت منذ خمسينيات القرن الماضي من تغيير الواقع السياسي المأساوي في الوطن، أو جعل القضية رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران أو المنطقة، برغم أنها لم تتوان في سبيل أهدافها الوطنية عن تقديم قوافل من الشهداء والسجناء. رابعًا: بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 فإن سياسات حكام طهران تجاه شعبنا العربي لم تتغير في جوهرها ومراميها، على الرغم من مساهمة شعبنا الفاعلة في تفجير تلك الثورة وانتصارها، وبرغم كل ما كان يرفعه قادة الثورة ورموزها من شعارات إسلامية ثورية حول الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتمييز، والدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين، والقضايا العادلة في العالم. في عام 1980 احتجز انفصاليون من الأحواز 26 شخصًا رهائن في السفارة الإيرانية في لندن قبل أن يتم اقتحامها من قبل القوات الخاصة حيث قتل 2 من الخاطفين و5 من الرهائن، تبين فيما بعد أن الخطافين كانوا مدعومين من قبل مسؤولين في نظام "صدام حسين". خامسًا: أعطى الخلاف الإيرانيالعراقي هامشًا كبيرًا من المناورة للأحوازيين للمطالبة ببعض حقوقهم، ولكن هذا الهامش قد تم سحقه تمامًا عام 2003 بعد الاجتياح الأمريكي للعراق، وصعود حكومات موالية لطهران، وربما يسعى الأحوازيون الآن للحصول على هامش مماثل للمناورة في ظل الصراع السعودي الإيراني، خاصة أن السعودية لها سوابق في دعم حركات تمرد في الداخل الإيراني، وبالأخص في إقليم بلوشستان الذي يتمتع بأغلبية سنية. سادسًا: كانت منظمة الصحة العالمية قد صنفت مدينة الأحواز في المرتبة الثانية من حيث التلوث على مستوى العالم في عام 2014 بعد أن كانت تتربع على رأس هذه القائمة في عام 2013، وهي المشاكل التي تقابل بتجاهل تام من قبل الحكومة الإيرانية، رغم أن الإقليم يعد أغني أقاليم إيران بالنفط والغاز. ولا تزيد نسبة الوظائف الحكومية التي يشغلها العرب داخل الإقليم على 5 %، ولم تحظ هذه المنطقة ذات الأغلبية العربية بحاكم عربي منذ عام 1925، المثال الأنكى على ذلك أنه من بين 4000 شخص يعملون في مجال التنقيب عن النفط في الإقليم لا يوجد بينهم سوى 7 فقط من العرب. سابعًا: لم تكن الهجمات التي شنها مسلحون أحواز على مقر المباحث بالإقليم إضافةً إلى مركز أمني بمدينة الخفاجية تزامنًا مع مظاهرات عربية حاشدة في أعقاب مباراة كرة قدم بين الهلال السعودي والفولاذ الأحوازي جملة منفصلة في سياق الصراع العربي الفارسي في الأحواز، حيث حضرَ أحوازيون عرب المباراة؛ مرتدين اللباس العربي "المحرَّم" ورحبوا بالفريق السعودي بلافتات مكتوب عليها "يا الهلال العربي أهلا فيك في الأهواز العربي". كما لم تتوقف الانتفاضات السلمية والمسلحة لسكان الأحواز منذ تم إنهاء الحكم الذاتي للإقليم وضمه بالقوة إلى إيران عام 1925، كانت أبرز هذه الانتفاضات خلال أعوام 1925، 1928 1930، واستمرت بعض سقوط نظام الشاة خصوصًا عامي 2005 و2011 إبان الأزمة السياسية الشهيرة في إيران.