أصبحت ظاهرة الباعة الجائلين بقنا، قنبلة موقوتة تهدد أمن وأمان المواطن القنائي حيث نراها كلنا أمام أعيننا بصفة مستمرة يوميا، وانتشارهم في كل مكان بداية من مواقف سيارات الأجرة إلى أرصفة القطارات وأرصفة الشوارع بالمدينة والميادين العامة حيث افترش الباعة الجائلين كافة الشوارع والميادين بمختلف مدن المحافظة، حتى أصبح الأمر كابوسا في ذهن المواطن القنائي فهم يمثلوا المظهر غير الحضاري لأي مدينة. بالاضافة إلى القاذورات والقمامة التي تتراكم في الأماكن التي يبيعون فيها ويشترون و تضيق الشوارع على المارة ومرور السيارات ،ورغم وجود قوانين تمنع إشغال الطرق و المرافق العامة لكن لا يطبق القانون عليهم غالبا وإذا طبق القانون يضربون بالقانون عرض الحائط! تمكنت الجهات المختصة خلال الأسابيع الماضية من إزالة اكثر من 600 حالة إشغال طريق بمدينة قنا بمداخل قنا وشارع السهاريج ومجمع المواقف بقنا وفى منطقة سيدي عبد الرحيم القنائي، فضلا عن العشش التي توجد حول السكة الحديد ويقطنها العشرات من البائعين الجائلين و رغم تمكن الأجهزة الأمنية من إزالة المئات من إشغالات الطرق بمحافظة قنا ومراكزها التي قامت بها مدرية الأمن بالتنسيق مع رؤساء المدن خلال الفترة السابقة، ولكن دون جدوى، يرجع الباعة الجائلين ويقومون باحتلال الأرصفة والميادين ويرجع الوضع كما كان. قال ناصر ابرهيم محمد الباعة الجائلين، إنه تم تسريح البائعين من على الأرصفة واستجبنا لمطالب الحكومة، فنطالب المحافظ بتوفير الأماكن البديلة كما وعدنا بحصرأعداد الباعة القدامى والجدد في جميع ميادين المحافظة لإيجاد حل بديل، موضحا أن المحافظ وضعنا في طي النسيان. رصدت"صوت الامة" آراء الموطنين حول الباعة الجائلين، فقال صلاح السوهاجى – اعمال حرة، أرفض معاملة الباعة الجائلين على أنهم فئة خارجة عن القانون مثل المجرمين و اللصوص، ولكن فلننظر لهم على أنهم مصريين يبحثون عن لقمة العيش بعيدا عن الانحراف والانسياق إليه. بينما قال حسانين سيد، إنه لا يمكن القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، فهذا أمر صعب، ولكن على الحكومة تقنين أوضاعهم ما أمكن و ليس الهدف من ذلك تحسين المظهر الحضاري فقط و لكن للتخلص من العشوائية و الفوضى في الشارع القنائي التي يتسببون فيها حتى إنها وصلت أن تتسبب في الخلافات بين القبائل وكان آخرها بين قبيلتي الحميدات والأشراف وأصيب فيها العشرات، عندما احتك سائق تاكسي ببائع على الرصيف من الطرفين. وأشار إلى إمكانية القضاء على ظاهرة الباعة المتجولين، فلدى المحافظة العشرات من الدكاكين المغلقة في مجمع قنا التجاري الذي تكلف الملايين من الجنيهات، فلم يستطع المحافظ السابق نقل الباعة المتجولين، وذلك بسبب سياسة خاطئة ونقلهم إلى مجمع مواقف قنا في مكان بعيد على تلك المحلات، لذا نطالب المحافظ اللؤاء عبد الحميد الهجان بتوزيع المحلات على الباعة المتضررين وعودة الموقف كما كان في الماضي بدون باعة جائلين في مداخلة ومخارجه. يذكر ان اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا كان قد تفقد فى يونيه الماضى بعض الأماكن المقترحة كأسواق لنقل الباعة الجائلين إليها بدلا من تواجدهم على الأرصفة وتعطيلهم للمارة وحركة المرور بمناطق شارع المرور القديم وشارع الثانوية بنات ومنطقة مدينة العمال. وأشار المحافظ إلى أن المنطقة والمحال التي ستقام بها ستراعي فيها الناحية الحضارية والجمالية ومكتملة البنية الأساسية، إضافة إلى توافر دورات مياه لخدمة المواطنين والباعة والذي أكد على حرصه على توفير مصدر رزق لهم ومكان لائق لمزاولة أنشطتهم. كما تفقد مواقف السيارات لمتابعة انتظام العمل بها وتوفير سبل الراحة للمسافرين، وأعطى تعليمات فورية بإزالة إشغالات الباعة الجائلين ونقلهم إلى أماكن بديلة وقريبة من المواقف وبما لا يعيق سهولة الحركة بها كما تفقد سوق الصهاريج وأعطى تعليماته للوحدة المحلية بمنع الباعة من التعدي على نهر الطريق ليظهر السوق بالمظهر اللائق. الا انه بعد مرورشهرين لازالت المشكلة تبحث عن حل .