أصبحت ظاهرة الباعة الجائلين بقنا، قنبلة موقوتة تهدد أمن وأمان المواطن القنائي حيث نراها كلنا أمام أعيننا بصفة مستمرة يوميا، وانتشارهم في كل مكان بداية من مواقف سيارات الأجرة إلى أرصفة القطارات وأرصفة الشوارع بالمدينة خاصة مع بداية شهر رمضان المعظم افترش الباعة الجائلين كافة الشوارع والميادين بمختلف مدن المحافظة. حتى أصبح الأمر كابوسا في ذهن المواطن القنائي فهم يمثلوا المظهر غير الحضاري لأي مدينة، بالاضافة إلى القاذورات والقمامة التي تتراكم في الأماكن التي يبيعون فيها ويشترون و تضيق الشوارع على المارة ومرور السيارات ،ورغم وجود قوانين تمنع إشغال الطرق و المرافق العامة لكن لا يطبق القانون عليهم غالبا وإذا طبق القانون يضربون بالقانون عرض الحائط!
تمكنت الجهات المختصة خلال الأسبوع الماضي من إزالة 500 حالة إشغال طريق بمدينة نجع حمادي ومدينة قنا بمداخل تلك المدن وفي منطقة مجمع المواقف بقنا وفى منطقة سيدي عبد الرحيم القنائي، فضلا عن العشش التي توجد حول السكة الحديد ويقطنها العشرات من البائعين الجائلين و رغم تمكن الأجهزة الأمنية من إزالة المئات من إشغالات الطرق بمحافظة قنا ومراكزها التي قامت بها مدرية الأمن بالتنسيق مع رؤساء المدن خلال الفترة السابقة، ولكن دون جدوى، يرجع الباعة الجائلين ويقومون باحتلال الأرصفة والميادين ويرجع الوضع كما كان.
ويقول محمد أبو خشب، المتحدث باسم الباعة الجائلين، إنه تم تسريح البائعين من على الأرصفة واستجبنا لمطالب الحكومة، فنطالب المحافظ بتوفير الأماكن البديلة كما وعدنا بحصر أعداد الباعة القدامى والجدد في جميع ميادين المحافظة لإيجاد حل بديل، موضحا أن المحافظ وضعنا في طي النسيان.
رصدت شبكة الإعلام العربية «محيط» آراء الموطن القنائيين حول الباعة الجائلين، يقول محمد على موظف، أرفض معاملة الباعة الجائلين على أنهم فئة خارجة عن القانون مثل المجرمين و اللصوص، ولكن فلننظر لهم على أنهم مصريين يبحثون عن لقمة العيش بعيدا عن الانحراف والانسياق إليه.
ويقول على سعيد، موظف بوحدة المجلس المحلي لمدينة قنا، إنه لا يمكن القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، فهذا أمر صعب، ولكن على الحكومة تقنين أوضاعهم ما أمكن و ليس الهدف من ذلك تحسين المظهر الحضاري فقط و لكن للتخلص من العشوائية و الفوضى في الشارع القنائي التي يتسببون فيها حتى إنها وصلت أن تتسبب في الخلافات بين القبائل وكان آخرها بين قبيلتي الحميدات والأشراف وأصيب فيها العشرات، عندما احتك سائق تاكسي ببائع على الرصيف من الطرفين.
وأشار إلى إمكانية القضاء على الباعة المتجولين، فلدى المحافظة العشرات من الدكاكين المغلقة في مجمع قنا التجاري الذي تكلف الملايين من الجنيهات، فلم يستطع المحافظ السابق نقل الباعة المتجولين، وذلك بسبب سياسة خاطئة ونقلهم إلى مجمع مواقف قنا في مكان بعيد على تلك المحلات، لذا نطالب المحافظ اللواء عادل لبيب، بتوزيع المحلات على الباعة المتضررين وعودة الموقف كما كان في الماضي بدون باعة جائلين في مداخلة ومخارجه.