انفجار الطائرة الروسية لم يكن هو الحادث الوحيد الذي تسبب في تراجع السياحة في شرم الشيخ، فالمنتجع المصري الأشهر في العالم شهد عدة حوادث أثرت بالسلب على حركة السياحة الوافدة إليه حتي في أشد الأيام استقرارا أيام المخلوع مبارك. ففي 2005 وعقب تفجيرات شرم الشيخ الشهيرة خرج وزير السياحة وقتها أحمد المغربي ليؤكد أن السياحة المصرية خاصة في شرم الشيخ قد تواجه أزمة عنيفة بسبب التفجيرات، نظرا لقوة اسم وسمعة شرم الشيخ السياحية عالميا، وقد تأخذ هذه الأزمة وقتا طويلا، ووقتها سارعت إيطاليا بتحذير رعاياه من السفر إلي شرم الشيخ وأرسلت طائراتها لإجلائهم. قصة المنتجع وعوفيرا في عام 1968 وعقب النكسة بدأت إسرائيل في وضع ملامح المدينة وشيدت على أرضها مستعمرة عسكرية كمقر لقواتها الجوية أثناء احتلالها لسيناء، وعقب حرب أكتوبر وهزيمة العدو الإسرائيلي تسلمت مصر المستعمرة عام 1979 خلال مراحل التفاوض وسميت مساكن اليهود وتحولت إلى مساكن للموظفين الحكوميين في شرم الشيخ، وكانت تضم 500 وحدة سكنية بنيت على شكل مدرج، حتى يسهل القفز من دور لآخر، ومن مبنى إلى آخر، تفاديا للهجمات، وأسفلها بنى الكثير من الخنادق، التي تحولت إلى ثكنات للعمال الذين كانوا يعملون في بناء المنشآت الحكومية في شرم الشيخ، بعدما عادت شرم الشيخوسيناء كاملة إلى الأيدي المصرية عام 1982 بالتفاوض فسميت مدينة السلام، وتطورت المدينة منذ ذلك التاريخ بشكل سريع حتى أصبحت من أشهر المدن السياحية في سيناء والعالم، وتعد واحدة من أجمل أربع مدن في العالم طبقاً لتصنيف البي بي سي لعام 2005. تقع شرم الشيخ عند ملتقى خليجي العقبة والسويس على ساحل البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 480 كم، ويصل عدد سكانها إلى 35 ألف نسمة، وتعد أكبر مدن محافظة جنوبسيناء، وهي المنتجع السياحي المصري الأشهر في العالم، وتضم منتجعات سياحية كثيرة، وتشتهر بأنها أحد مراكز الغوص العالمية التي تجتذب هواة ومحترفي هذه الرياضة، كما تشتمل على مطار دولي، وأمام ساحلها تقع جزيرتا تيران وصنافير، ومن أهم مناطقها رأس نصراني، رأس أم سيد، رأس جميلة، رأس كنيسة، شرم الميه، نخلة التبل إلي جانب محمية رأس محمد الواقعة جنوبها ومحمية نبق بينها وبين دهب، وخليج نعمة عند ملتقى قارتي أسيا وإفريقيا، وتحتوي علي أكثر من 200 فندق ومنتجع بخلاف المطاعم والمقاهي والأسواق التجارية والمدن الترفيهية والملاهي الليلية والكازينوهات. كما أن هناك مشروعا مقترح لإنشاء مدينة شرم الشيخ الجديدة على بعد 5 كم من مدينة شرم الشيخ الحالية، في اتجاه مدينة الطور على مساحة 29 ألف فدان بتكلفة استثمارية 100 مليار جنيه مصري، لكي تستوعب مليون مواطن، وتضم وحدات سكنية، ومدينة حرفية، وكافة الوسائل والمشروعات الخدمية، وذلك بهدف تخصيص مدينة شرم الشيخ الحالية للتنزه والسياحة والترفيه فقط، في حين تكون المدينة الجديدة لسكن العاملين والخدمات. أزمات دائمة شهدت المدينة عدة أزمات ساهمت في تراجع الإقبال السياحي عليها ولم يكن يتوقع أن تقوم المدينة من كبوتها إلا أنها كانت تكذب الظنون وتتعافي كل مرة. في 3 يناير 2004 وقعت كارثة جوية للرحلة رقم 604 على الطائرة بوينغ 737 التابعة لشركة خطوط فلاش الجوية إحدي شركات الطيران المصرية، حيث لقي على إثرها 148 شخصا مصرعهم بينهم 133 سائح فرنسي، ومغربي، وياباني، و13 من أفراد الطاقم. وتحطمت الطائرة فوق مياه خليج العقبة علي بعد 10 كم من شاطئ خليج نعمة، وذلك بعد عشر دقائق فقط من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في طريقها إلي القاهرة ومنها إلي باريس. وفي 23 يوليو 2005، كانت الحادثة الأشهر التي تمثلت في ثلاث انفجارات متتالية ضربت المدينة، بدأت العمليات الإرهابية بتفجير سيارة مفخخة استهدفت منطقة السوق التجاري القديم، تلاها الانفجار الثاني بعد نحو 5 دقائق، واستهدف أحد المنتجعات السياحية على خليج نعمة، ثم وقع الانفجار الثالث بعد ثلاث أو أربع دقائق، عن طريق عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل مرآب خاص بمنطقة خليج نعمة أمام المراكز التجارية. أسفرت الانفجارات الثلاث عن وقوع ما بين 64 إلى 85 قتيل، و110 إلى 200 مصاب، وتحطم نحو 80 سيارة بين ملاكي وأجرة، وأكثر من 50 محل تجاري. وفي ديسمبر 2010 وقعت عدة هجمات لأسماك القرش داخل شواطئ مدينة شرم الشيخ، مما أسفر عن مقتل سائحة ألمانية وبتر أطراف لأربع سائحات روسيات وسائح أوكراني. أدت تلك الهجمات إلى حدوث حالة من الغموض والارتباك بقطاع السياحة على الشاطيء والغوص في المدينة، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ عدة إجراءات احترازية، كان منها منع الغوص الشاطئي في مناطق التجمعات السياحية، باستثناء ست مناطق هي خليج نعمة وشرم المية ومحمية نبق ورأس أم السيد وخليج القرش ورأس جميلة، وهي التي سمح فيها فقط بدخول البحر عن طريق الشاطئ، مع إبقاء جميع مواقع الغوص التي يتم الوصول إليها باستخدام مراكب الغوص مفتوحة أمام الغواصين. كما شهدت مدينة السلام العديد من اللقاءات السياسية الهامة والقمم الدولية والعربية، وكانت هي مقر مباحثات مبارك الأهم في تاريخ حكمه.