ودعت الكرة المصرية أحد نجوم الزمن الجميل، الذين قلما تجود الرياضة المصرية بمثله، من حيث دماثة الخلق، والتفوق على المستوى الكروي والتدريبي. إنه طه بصري نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق.. اللاعب السابق والمدرب الخلوق دائما، والذي لطالما أمتع عشاق الكرة على مختلف انتماءاتهم بمهاراته وفنه داخل المستطيل الأخضر. رحل بصري عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء بعد صراع مع المرض، حيث كانت قد ألمت به أزمة صحية قبل ما يقرب من عام، على إثرها تدهورت حالته الصحية حتى وافته المنية. حكاية بصري مع كرة القدم بدأت بالصدفة عندما اكتشفه على شرف نجم الزمالك السابق حينم كان يلعب النجم الأسمر مع فريق سلاح الحدود وقرر ضمه لأشبال القلعة البيضاء. استمر بصري عامين في قطاع الناشين بالنادي ليتفاجأ بعد ذلك برحيل شرف عن موقعه في الزمالك ويشعر بعد ذلك طه بالتجاهل وابتعد عن الملاعب لفترة، تلك الفترة كان بصري قريبا فيها من الانتقال للأهلي حينما شاهده على زيوار في مباراة لدوري القوات المسحلة، وأعطاه ورقة "توصية" إلى الكابتن طه الطوخي، ومصطفي حسين مدربي أشبال الأهلي، وذلك بالفعل إلى القلعة الحمراء وتدرب لمدة 3 شهور منتظرا أن يتم قيده ولكن تشاء الأقدار أن يعرف صاحب الفضل في اكتشافه على شرف بالأمر ويقرر قطع الطريق على الأهلي وإعادته للقلعة البيضاء. ويشارك كأساسي مع فريق الناشئين بالزمالك.. ولاجتهاده ورغبته في إثبات الذات يتم ضمه للفريق الاول في عمر 19 عاما. لعب بصري أول مباراة بقميص الفريق الأول للزمالك أمام السويس وانتهت بالتعادل السلبي، ثم أمام الطيران وسجل في تلك المباراة ثلاثية "هاتريك"، في فوز فريقه بسبعة أهداف لهدف. واصل طه بصري رحلة نجاحه وتألقه مع الزمالك والتي استحق من خلالها وسام الجمهورية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن ساهم في فوز الزمالك على وست هام بطل انجلترا في ذلك الوقت بخمسة أهداف، وأحرز منها النجم الأسمر هدفا. ولكن يبدو أن قدر النجوم دائما أن يمرون بمحنة، ففي عام 1967 إبان فترة الحرب، توقف النشاط الرياضي، ولم تكن هناك باريات على المستوى الرسمي، خاض خلالها مباريات مع الزمالك والإسماعيلي وشارك في بطولة أفريقيا، ثم انتقل في 1971 للعربي الكويتي ولعب في بطولة آسيا وحصل معه على بطولة الأمير مرتين وكأس الدوري المشترك مرة واحدة، فضلا عن الوصول لنصف النهائي الآسيوي. وعلى المستوى الدولي لعب طه بصري 60 مباراة أبرزها على الإطلاق تلك التي كانت أمام المغرب في القاهرة عام 1971 وانتهت بفوز مصر 3-2.. وحصل على كأس الامم الافريقية مرتين 1970-1974، أما اعتزال النجم الخلوق فقد جاء في عام 1978 بعدما فاز الزمالك بالدوري ووصل لنهائي كأس مصر.. ورغم محاولات البعض إثنائه عن الاعتزال إلا أنه اتخذ القرار النهائي لشعوره بعدم قدرته على العطاء في الملعب، وهو القرار الذي يرفض الكثير من اللاعبين اتخاذه في التوقيت المناسب. لعب بصري بجوار العديد من النجوم أمثال محسن اليمني الذي يعتبره بصري أفضل من لعب بجواره.. فضلا عن نجوم آخرين أمثال حسن شحاتة وحمادة إمام ورفعت الفناجيلي من أجيال مختلفة. على المستوى التدريبي قاد بصري العديد من الأندية مثل الزمالك وغزل المحلة وانبي والمقاولون العرب والإسماعيلي والاتحاد السكندري والمصري والاتصالات، وكذلك تجربة تدريبية عربية قصيرة، أبرزها مع النجمة الليبي ، فضلا عن تديب منتخب الناشئين في كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة في 1987.