طه بصرى بدأ مشواره مع الكرة من حواري الجبل الأصفر ليصبح أحد أهم لاعبي كرة القدم في مصر أداء وخلقا يلعب في الزمالك والعربي الكويتي وتألق دوليا وأطلقوا عليه لقب الفهد الأسمر .. طه بصري أبرز نجوم زمن اللعب الجميل. بدايتك مع الكرة حدثنا عنها؟ عشقت الكرة وبدأت حكايتي معها وأنا طفل صغير في شوارع مدينة الجبل الأصفر إحدي ضواحي القاهرة ولم يكن يدور بذهني مطلقا أنني سأصل إلي ما وصلت اليه. كيف انتقلت للزمالك؟ شاهدني الكابتن علي شرف وأنا أتدرب مع فريق سلاح الحدود وضمني لأشبال الزمالك لأستمر مع الناشئين لمدة عامين وفجأة يترك الكابتن علي شرف موقعه بالزمالك وشعرت بعده بالتجاهل حتي إنهم في الزمالك اقترحوا علي أن ألعب لأي ناد آخر ورفضت الفكرة وأنقطعت عن الذهاب للنادي وابتعدت عن الملاعب فترة .. وطلبني اللواء علي زيوار للعب للأهلي وتدربت فترة مع القلعة الحمراء وعدت للزمالك ولعبت للفريق الأول وعمري 19 سنة أمام الطيران كيف انتقلت للدوري الكويتي ؟ قضيت أربعة مواسم مع الزمالك مابين المران والمباريات الودية ثم حصلت علي استغناء من نادي الزمالك لألعب للنادي العربي بالكويت علي أن أعود للزمالك مع استئناف النشاط للكرة المصرية وكان يلعب للعربي وقتها حارس مرمي الزمالك سمير محمد علي واشتركت مع فريق النادي العربي في بطولة أندية آسيا التي أقيمت في تايلاند ووصل الفريق للدور قبل النهائي للبطولة و حصلت معهم علي كأس الأمير مرتين وكأس الدوري المشترك مرة وظللت ألعب هناك حتي يونيو 1974 ثم عدت للزمالك كيف كانت نهاية مشوارك كلاعب ؟ عام 1978 بعد فوز الزمالك بالدوري والوصول للمباراة النهائية لكأس مصري ورغم محاولات مسئولي الزمالك لإثنائي عن قرار الاعتزال وشعوري بقدرتي علي العطاء في الملعب لمدة عامين آخرين ولكني فضلت الاعتزال ولا أغامر بتاريخي بالملاعب صنعت خلالها اسمي ومجدي وشهرتي..وقلت لمسئولي الزمالك: أنا مقتنع جدا بقرار الاعتزال وضميري مرتاح تماما لإحساسي بأنني أعطيت الزمالك الكثير وإن كان الزمالك وللحق قد أعطاني أكثر من جميع الوجوه وهنا أوضح أن للشهرة والأضواء ضريبة غالية وكم حرمت نفسي من الكثير وأعتقد أنه جاء الوقت لا تمتع بحياتي كأي إنسان وذلك قبل فوات الأوان. أصعب وأسعد موقف في حياتك كلاعب ؟ لم أحزن في حياتي مثلما حزنت يوم خسارة المنتخب أمام زائير باستاد القاهرة في الدور قبل النهائي لبطولة أفريقيا عام 1974 والمرة الثانية يوم خسارة الزمالك أمام نادي شوتنج ستار النيجيري في بطولة أفريقيا عام 1977 . وأسعد لحظات حياتي هي الحصول علي وسام الجمهورية من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعد أن ساهمت في فوز الزمالك علي ويستهام بطل انجلترا وقتها بخمسة أهداف وأحرزت هدفا.. ولعبت بعدها لمنتخب مصر حتي توقف النشاط بسبب حرب 1967 من أفضل مهاجم لعبت بجواره؟ المهاجم الذي لم أر مثله للآن هو علي محسن اليمني نجم هجوم الزمالك في الستينات كان يمتلك مهارات عالية وسرعة فائقة وطريقة أداء يصعب علي أي مدافع أن يوقفه. جيلك ضم عمالقة ولكن ببطولات قليلة لماذا؟ هذا الجيل قدم أجمل كرة ولقد حصلت مع الزمالك علي بطولة دوري وثلاث بطولات للكأس ولا تنس أنه لم يكن هناك استقرار في الفترة التي لعبنا فيها بسبب الحرب. وماهي أصعب المواسم التي لعبتها مع الزمالك؟ موسم 77/78 من أحب المواسم لقلبي .. حصلنا فيه علي بطولة الدوري عن جدارة واستحقاق .. كانت البطولة ستبعد عنا بعد مهزلة التحكيم في مباراتنا أمام الأهلي وحرماننا من فوز مستحق و لولا تعادل البلاستيك مع الأهلي في ستاد القاهرة وهو مامنحنا الفرصة فحققنا الفوز علي الأوليمبي وسط مائة ألف متفرج. وفي يوم تاريخي فزنا بالدوري بعد تغلبنا علي الإسماعيلي 2/صفر في حين فاز الأهلي علي غزل المحلة 4/صفر وحسمنا الدوري بفارق الأهداف، ولأن هدفا واحدا كان سيحسم البطولة فقد كانت الدقائق الأخيرة بها كل الإثارة. وماهو أجمل الأهداف التي سجلتها مع الزمالك؟ كل هدف سجلته له مكانة في قلبي وعقلي .. ولكن هدفي في مرمي فريق ادربي كاونتيب الانجليزي له مكانة خاصة عندي وبه فاز الزمالك علي هذا الفريق الإنجليزي العريق .. وسجلت أحد أهداف الزمالك في مرمي ويستهام الانجليزي وفاز 5/1 .. في موسم 77/78 أحرزت 8 أهداف أسهمت في حصول الزمالك علي درع الدوري. ماهي أوجه الفارق بين جيلك والجيل الحالي ؟ الآن ندخل أي مباراة وكأننا مقبلون علي موقعة حربية أين علاقات الود والمحبة والإخاء التي كانت تربط لاعبي الأندية بعضهم ببعض ولو أن التاريخ يعيد نفسه ونعود لبداية الستينات وتتاح لي فرصة الاختيار ثانية لترددت كثيرا قبل إقحام نفسي في مجال الكرة. ما نصيحتك لنجوم الجيل الحالي؟ الوصول للقمة صعب وطريقه طويل والأصعب منه المحافظة علي التربع فوق هذه القمة وأقول مهما وصل اللاعب وحقق اسما وشهرة فيجب عليه المواظبة علي التدريب كما كان يواظب في بداية حياته وعليه إعطاء جسمه الراحة التامة والتغذية السهلة لكي يقابل المجهود الكبير الذي يؤديه وأيضا البعد التام عن السهر لأنه مقبرة أي لاعب ويتبقي التذكرة مرة ثانية بأن ضريبة الشهرة حرمان وتضحيات من إغراءات كثيرة تكون علي حساب حياة اللاعب الشخصية. مارأيك فيما يحدث علي الساحة السياسية وتأثيره علي الكرة المصرية؟ مايحدث الآن هو دم الشباب المصري يهدر بسبب الصراع السياسي وتأثيره علي الكرة بالغ الضرر ومباريات الأهلي والزمالك ومنتخب مصر الافريقية دليل واضح علي سوء الأداء وربنا يسترها ونصل لكأس العالم بالبرازيل.