يحكى أن رجلاً يعيش بالغابة مع دبة تحبه حباً شديداً بعد أن حررها من قيدها ، وفى لحظة بدا على الرجل التعب فنام أسفل شجرة ، وجلست الدبة بجواره تحرسه ، وفجأة رأت الدبه ذبابة تطير فوق رأس الرجل وتصدر طنيناً مستمراً ، وأخذت الدبة تحاول إبعادها إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل ، وبدأت الدبة تقلق على صديقها أن تزعجه الذبابة فتوقظه من نومه ، وقررت أن تنتظر حتى تقف الذبابة على أى شئ فتضربها ضربة قوية تقضى عليها ، وبعد فترة وقفت الذبابة على رأس الرجل فاحضرت الدبة حجراً وقذفت به الذبابة بقوة للتخلص منها ، فطارت الذبابة ومات الرجل من شدة الضربة ، وفقدت الدبة صديقها لخوفها الشديد وحرصها الزائد على راحته ، تذكرت هذه القصة وأنا أتابع عن قرب أحداث ووقائع الخلافات بين اللجنة الأوليمبية المصرية برئاسة المستشار خالد زين ووزير الدولة لشئون الرياضة طاهر أبو زيد والتى أصبحت مثار جدل وإنتقاد ملايين الرياضيين ، بعد تداول القضية خارج نطاق الوطن ، ومحاولة فرد عضلات كل منهما لظهوره بمظهر البطل الذى لن يهزمه الآخر، حتى إن كلاً منهما بدأ يجهز أسلحنة للقضاء على الآخر دون النظر للمصلحة العامه ، فالمستشار خالد زين يستقوى بمنصبة المحلى الذى يلقى دعماً من اللجنة الأوليمبية الدولية متسلحاً بالميثاق الأوليمبى الذى ظهر مؤخراً على الساحة المصرية كسيف مسلط على رقاب الجميع مع أنه ليس بحديث العهد الرياضى وكأننا إكتشفناه مؤخراً ، وطاهر أبو زيد الذى يتصور بأن مخالفة رأية وقراراته هى كسر لهيبة الدولة بغض النظر عن المصلحة العامه وتقريب وجهات النظر ، وكنت أتمنى أن يفكر كلاً منهما فى مصلحة الرياضة المصرية دون عناد ، والتنازل من أجل أن تمر سفينة الرياضة دون تهديد خارجى . كنت أتمنى أن أجد عاقل ورشيد يتوسط لدى الطرفين ليهىء الجو لمناقشة قضية لائحة الأندية بشكل موضوعى دون النظر للمصالح الشخصية والإصرار على رأيه حتى يتم التوصل إلى قرار واضح وصريح وإبعاد من هم اصحاب المصلحة الشخصية عن المشهد حتى يتم إتخاذ قرار من الدولة بمشاركة اللجنة الأوليمبية لإنهاء الأزمة والوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف ولا يخالف المواثيق الدولية . وإن كنت أتصور أن الحل بسيط يكمن فى الجلوس على مائدة الحوار والإتفاق على خارطة طريق وعمل لائحة بمشاركة جميع أطراف الأزمة - وزارة الرياضة - واللجنة الأوليمبية - والأندية " صاحبة الحق الأصيل " ، على أن يتم تقسيم أندية مصر ال 1147 نادياً إلى شرائح بحيث لاتتساوى الأندية ذات الشعبية والأعضاء بالأندية الفقيرة ، فلايعقل أن يتساوى نادى مثل الأهلى والزمالك والجزيرة والصيد والشمس وغيرهم بأندية المراغة وشبين الكوم وبنى مزار وغيرهم من اصحاب العضوية القليلة والجماهيرية المحدوده " الذين يمدون أيديهم وينتظروا ما خرج من الوزارة وبالتالى فلابد وأن يوافقوا على أى شىء يخرج منها " ، وبذلك نستطيع تحقيق العدالة الإجتماعية للأندية وكذلك نستبعد أصحاب المصالح على أن يتم الإتفاق مسبقاً على عدم المساس ببند الثمانى سنوات الذى هو إتجاه دولة ... فهل هذا بكثير على الرياضة المصرية .. وهل لايوجد حكماء داخل الوسط الالرياضى ..أرجوكم قبل أن نندم ويتم إيقاف النشاط الرياضى بسبب أصحابه الذين يسيطرون على الحكم وبعدها لن يرحم التاريخ لا خالد زين ولا طاهر أبو زيد .. اللهم بلغت اللهم فإشهد ...؟! جمال نور الدين [email protected]