• «نوارة» و«أبدًا لم نكن أطفالًا» فيلمان من مصر يكشفان الأيام الأخيرة لانهيار نظام مبارك • «فى الداخل» الفلسطينى يدعو الجمهور لمشاهدة الواقع بعينى البطل.. ومأسى الحرب الأهلية تلقى بظلالها على شاشة المهرجان كشف مهرجان دبى السينمائى الدولى عن مجموعة جديدة من الأفلام المشاركة فى برنامج «المهر الطويل» للأفلام الروائية وغير الروائية، بالدورة ال 12 للمهرجان التى تقام فى الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر. تعكس الاعمال واقع الحياة بكل متناقضاتها، فى العالم العربى، كما تطرح رؤى مبدعيها من مخرجين شباب ومخضرمين تجاه قضايا أوطانهم الاجتماعية والسياسية بجرأة فنية وفكرية . حيث تقدم المخرجة هالة خليل فيلمها «نوارة»، فى عرض عالمى أول، والتى تروى فيه الأيام الأخيرة من عمر نظام الرئيس الاسبق مبارك. ونوارة هى شابة تعمل خادمة لأسرة على اتصال جيد مع أفراد من النظام القديم. وبعد أن استشعرت هذه العائلة التحول فى مصر، قررت السفر من البلاد وترك نوارة وحيدة لرعاية منزلهم الفاخر أثناء غيابهم. يكشف هذا الفيلم أحداث الأيام الأخيرة التى سبقت انهيار النظام، ووضعت مستقبل مصر على المحك، حيث يسعى بعض الأشخاص للانتقام ممن كان برأيهم سببا لسنوات القهر والفقر. وهناك الفيلم الجديد للمخرج المصرى محمود سليمان «أبدا لم نكن أطفالا»، الذى يُعتبر متابعة لفيلمه الأول «يعيشون بيننا»، عام 2003. يصور الفيلم الذى يعرض للمرة الأولى عالميا، وحظى بدعم من «إنجاز»، أحداث الفترة الأكثر اضطرابا فى المجتمع المصرى الحديث، إذ يكشف، وعلى مدى العقد الماضى، كيف تحول ابن ناديا البكر، من أفضل طالب فى المدرسة، إلى تاجر مخدرات بعمر ال21 عاما، وكيف تحولت نادية من كونها امرأة قوية مناضلة من أجل أطفالها، إلى امرأة تحاول الهرب من زوجٍ قاسٍ. تجول الأم الخمسينية فى شوارع القاهرة بحثا عن أبنائها، ويعكس هذا الانهيار تدهور الأوضاع فى مصر، وخاصة فى السنوات العشر الأخيرة من عهد مبارك، ومحاولات بقايا نظامه لإفشال ثورة يناير. تضم قائمة العروض فيلم المخرج الفلسطينى كمال الجعفرى، والذى يُعرف بشغفه بتقديم شخصيات من مجتمعات فلسطينية، من خلال سرد وثائقى مغاير لحكايات وذكريات شخصية. هذه المرة يحاول الجعفرى أن يدفع بالمتفرج للتماهى مع شخصيات فيلمه الجديد «فى الداخل»، اعتمادا على مشاهد مصورة تعود إلى الستينيات والتسعينيات من القرن الماضى. كما يدعو الجعفرى الجمهور لمشاهدة الواقع بعينى بطل الفيلم، مع عودته إلى يافا. وسيتمكن المشاهد من التعرف على ذكريات هذه المدينة، وذكريات الأشخاص الذين يقطنونها. ويقدم المخرج الأردنى رفقى عساف، فيلمه الروائى الطويل الأول، بعنوان «المنعطف»، حيث يُعرض عالميا لأول مرة فى المهرجان. وتتمحور قصة الفيلم حول راضى، الذى يعيش فى شاحنة فولكسفاجن صغيرة وقديمة، ويلتقى ثلاثة أشخاص غرباء، يتفق معهم على إيصالهم إلى وجهاتهم. ورغم صغر هذه الشاحنة إلا أن كل شخصٍ من هؤلاء الأربعة يدرك أنهم جميعا على مفترق طرق فى حياتهم الشخصية، وأن هذه الرحلة ستكون بمثابة تحدٍ روحى يحتاجونه لوضعهم على الطريق الصحيح مرة أخرى. ويقدم المخرج التونسى فارس نعناع فيلمه الروائى الأول «شبابك الجنة» فى عرضه الدولى الأول على شاشة دبى. ويحكى الفيلم قصة سامى وسارة، وهما فى الثلاثينات من العمر، ويعيشان حياة هادئة وسعيدة إلى أن تواجههما إحدى المصائب، ويتأرجحان بين فقدان الأمل والإحساس بالذنب والرغبة فى العيش وإعادة بناء حياة جديدة. الفيلم حصل على دعم من «إنجاز». وكذلك تأتى مشاركة المخرجة اللبنانية جيهان شعيب، حيث تقدم فيلمها الروائى الأول الذى يحمل اسم «روحى». وفيى تترك ندى، راقصة الباليه الشابة، باريس وتعود للمرة الأولى إلى بلدها لبنان الذى غادرته منذ الصغر. تعود لاكتشاف بيت العائلة المهجور الذى دمرت قذائف جزءا منه، وتحولت حديقته إلى مكب نفايات. تقرر الاستقرار فى هذا المكان الذى يعج بذكريات الطفولة، وتحدد مهمة لنفسها: العثور على جثة جدها الذى اختفى فى الحرب الأهلية. تقودها رحلتها عبر الأراضى اللبنانية إلى اكتشاف أساطير وأسرار فى مغامرة داخلية لشابة تبحث عن هويتها. ويُعرض أول فيلم روائى طويل للمخرجة التونسية ليلى بوزيد «على حلة عينى»، بعد أن حصل على إعجاب النقاد فى مهرجانى البندقية وتورنتو السينمائيين. تدور أحداث الفيلم فى تونس صيف العام 2010، قبل اندلاع الثورة ببضعة أشهر، حيث بلغت فرح الثامنة عشرة من عمرها. وانضمت إلى فرقة موسيقية ملتزمة سياسيا، وهناك اكتشفت الحرية والحب، على الرغم من معارضة والدتها لذلك، وهى المدركة تماما وضع تونس ومحظوراتها. ينشأ صراع بين الأم والابنة، وتنجح فرح أخيرا فى التحرر، ولكن تجد نفسها فى قبضة الشرطة. والفيلم يعد أول بطولة مطلقة لهنا شيحة فى السينما، وتم تصويره بالكامل فى الساحل الشمالى، ويشارك فى بطولته ماجد الكدوانى الذى يطل بشكل مختلف تماما عما اعتاد الجمهور رؤيته عليه، إلى جانب الممثل الشاب أحمد داود، ولانا مشتاق. وشارك فى كتابته مع خان السيناريست غادة شهبندر، وتدور أحداثه فى قرية سياحية على شاطئ البحر، حيث يرصد الفيلم مجموعة من الشخصيات التى تلتقى قبل بداية الصيف. تقدم المخرجة السورية عفراء باطوس فى عرض عالمى أول فيلمها «جلد»، بدعم من «إنجاز»، ويتتبع هذا الفيلم رحلة المخرجة الشخصية من خلال ذكريات حية يستعيدها صديقاها المقربان حسين وصبحى، اللذان عاشا فى فترات زمنية مرهقة من الناحيتين السياسية والاجتماعية. توثق فى هذا الفيلم انهيارهما التدريجى الذى، وبحسب ما ستكتشفه لاحقا فى حياتها، يعكس انهيارها الداخلى الخاص. يختبر أحدث أفلام المخرج الفلسطينى عمر شرقاوى، الحاصل على جوائز، ويحمل اسم «المدينة»، والمدعوم من «إنجاز»، حدود إيمان الإنسان عند مواجهة قمة التحمل البشرى، حيث يزور يوسف برفقة زوجته الدنماركية مسقط رأسه، للمرة الأولى منذ سنوات عدة. يبدأ يوسف بالانجرار وراء الصوت الذى يعتقد أنه سيهديه إلى السعادة. وخلال بحثه اليائس، تصادف يوسف سلسلة من الأحداث المأساوية، ليجد نفسه وراء القضبان. يهرب يوسف خلال أعمال شغب فى السجن، لكنه يتواجه مع عالم يحد من معتقداته فى كل منعطف فى حياته. يعرض الفيلم للمرة الأولى عالميا. ويعود المخرج محمد خان، الذى فاز فيلمه الأخير «فتاة المصنع» بجائزة النقاد «فيبريسكى»، وجائزة أفضل ممثلة فى الدورة العاشرة من المهرجان ليقدم فيلمه الجديد «قبل زحمة الصيف». ويعرض الفيلم مثالا حيا عن شريحة من شرائح المجتمع المصرى، حيث يصل الزوجان المتناحران الدكتور يحيى وزوجته ماجدة، إلى الشاليه الصيفى قبل الزحام، وهناك يتعرفان إلى جارتهما هالة، المترجمة المحترفة التى تطلقت حديثا، وهى أم لولدين شابين. ومع تقدم العلاقة بينهم تبدو العطلة المبكرة التى تعلقت آمالهم بها ليست إلا انعكاسا آخر لإحباطاتهم نفسها. وهكذا يقدم لنا محمد خان فى هذا الفيلم الطريف تارة، والساخر تارة أخرى، سيناريو حياتيا قابلا لأن يحدث فى أى مكان فى العالم، مع الاحتفاظ بالنكهة المصرية الخاصة. ويقدم المصور الذى انتقل إلى عالم الإخراج محمد اوزين أحدث أفلامه غير الروائية «سمير فى الغبار» حيث يطرح المخرج الفرنسى الجزائرى قصة تدور أحداثها فى المقبرة التى دفن فيها سيدى عمار. والذى كان من المرابطين فى المنطقة. ويقوم محمد اوزين من خلال فيلمه بتقديم لمحة عن حياته للمشاهدين، وليخبرهم كيف ساهم سيدى عمار فى الوصول إلى مبتغاهم. و قال مسعود أمرالله آل على، المدير الفنى لمهرجان دبى من المُشجع أن نرى العديد من الأفلام الرائعة بتوقيع مخرجات، إضافة إلى تكريم هذه الأفلام عالميا. وهذا يدل هذا على تنوع وجهات النظر التى تقدم فى السينما عن المنطقة». وقال أنطوان خليفة، مدير البرمجة العربية «تقدم الدفعة الثانية من الأفلام المشاركة فى مسابقة «المهر الطويل» للأفلام الروائية وغير الروائية، حيوية وثراء فى المحتوى، وهذا ما نتوقعه من هذه المنافسة. التى تقدم دفعا إضافيا للأفلام العربية .