قال الأخضر الإبراهيمي وزير خارجية الجزائر الأسبق ومبعوث الأممالمتحدة الأسبق، إن هناك تقصيرا عربيا كبيرا تجاه القضية الفلسطينية. وأوضح الإبراهيمي أن هناك أيضا عدم قدرة على الاستفادة من "أصدقاء القضايا العربية"، ومنها القضية الفلسطينية، في الغرب. وأشار إلى أن قديما كان هناك تقصير عربي أما الآن فهو أكبر وأوسع انتشارا. وأكد أنه يجب على الشباب العربي قراءة كتاب "إيريك رولو" لكي يكتشف كيف كانت الدعاية الإسرائيلية تخدع العالم، بل تخدعنا نحن أيضا، خاصة وقت حرب 1967، حيث صورت لكل العالم أن مصر هي البادئة بالحرب، وأن إسرائيل يمكن أن تزول، وأشار الإبراهيمي إلى أن هذه الكذبة صدقها الغرب، وبعض العرب أيضا. وجاءت تصريحات الإبراهيمي على هامش ندوة نظمها، أمس الثلاثاء، المركز الثقافي الفرنسي، ومركز الشرق الأوسط للدراسات بالجامعة الأمريكية، ودار الطناني للنشر والتوزيع، بمناسبة صدور الترجمة العربية لمذكرات الصحفي الفرنسي إيريك رولو "في كواليس الشرق الأوسط 1952-2012.. مذكرات صحفي في جريدة لومند". شارك فيها السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، والأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري، ومؤلف مقدمة النسخة العربية لمذكرات إيريك رولو، الصادرة عن دار الطناني، و"آلان جريش" الصديق المقرب لإيريك رولو ومؤلف مقدمة النسخة الفرنسية. وجاءت الندوة وسط حضور حاشد بالقاعة الشرقية في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، حيث حضرها العديد من السياسيين والكتّاب: د. عماد أبو غازي، محمد فايق، د. سعد الدين إبراهيم، د. فاطمة البودي، عماد الدين حسين، د. مصطفى كامل السيد، د. منى مكرم عبيد، عبلة الرويني، مني أنيس، وسلوى بكر التي قرأت كلمة نيابة عن نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وكان في خلفية المناقشة صور لافتة لإيريك رولو المولود في مصر 1926، وسط مكتبته، وهو يعمل القهوة، وهو صغير في الاسكندرية، وهو يلبس الطربوش، ومع الرئيس عرفات. وأشاد نبيل فهمي بصدور الترجمة العربية لمذكرات لايريك رولو، وكيف سيكون إضافة مهمة للمكتبة العربية، خاصة أن الكتاب يتناول أحداثا مهمة في تاريخ العرب. وقال السفير الفرنسي بالقاهرة، أندريه باران، إن الحديث عن ذكرى ايريك رولو الذي فقدناه منذ بضعة أشهر مهم للقارئ العربي، شاكرا الناشر مصطفى الطناني؛ لأنه أعاد رولو إلى بلده مصر التي عشقها وعاش بها طفولته وشبابه، وتعلق بها، مما كان له الأثر الكبير في قدرته على فك شفرة الشرق الأوسط. أما الناشر مصطفى الطناني فقال إن الحضور الكبير أكبر شهادة في حق إيريك رولو المواطن المصري الفرنسي. أما الكاتب آلان جريش فأشاد بدور المترجمة المصرية داليا سعودي التي بذلت مجهودا كبيرا في الترجمة، وكذلك بالناشر الطناني الذي صمم أن ينشر الكتاب في مصر حتى يستطيع المصريون معرفة قصة "ايريك رولو "؛ لأنه جزء مهم من تاريخ مصر. وتناول جريش رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك سيرة رولو وكيف أنه ينتمي إلى أسرة يهودية، وكيف بدأ أولا في الانضمام إلى منظمات صهيونية كانت موجودة في مصر وتعمل في النور حتى 1948، إلا أن رولو- حسب جريش- انسحب من تلك المنظمات لاكتشافه أنها لا تعمل لصالح الشعب المصري، ثم انضمامه لمنظمة يسارية. لكن في حرب 1948 خيره الملك بين ترك مصر أو السجن، فسافر إلى فرنسا، وتنقل هناك في المؤسسات الصحفية إلى أن استقر في "لوموند"، ثم دعاه عبد الناصر 1962 لإجراء حوار معه لصحيفة لوموند، وبذلك فُتحت له أبواب العالم العربي، من خلال عبد الناصر. وأكد جريش أن رولو لعب دورا أساسيا في تغيير رأي العام الغربي تجاه مصر، وكان اهتمامه ينصب على القضية الفلسطينية. وقرأت الأديبة سلوى بكر كلمة نايف حواتمة التي أشار فيها أن أهمية رولو لقضايا العرب وخاصة للقضية الفلسطينية، مطالبة من نقابة الصحفيين المصريين تخصيص جائزة باسم "إيريك رولو" صاحب القلم الجرئ، وطالبت وزارة الثقافة أن تطبع هذا الكتاب ضمن إصدارات مكتبة الأسرة. وقال محمد فايق وزير "الإرشاد القومي" الإعلام الأسبق ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان: "جئت مخصوص من المكسيك بسبب ايريك رولو، وعلمت برحيله متأخرا. وهنا نحن نكرم اسمه من القاهرة التي أحبها وأشهد حسب علاقتي به التي بدأت رسمية أولا، أنه صديق حقيقي لمصر في وقت الشدة وناقل للحقائق وفقا لأخلاقيات مهنية نادرة، ووقف أمام تزييف الحقائق في الإعلام الغربي تجاه مصر والعرب، وكان يقدم النصائح لنا وللفسلطينيين". جدير بالذكر، أن رولو ذو الأصول المصرية رحل عن عالمنا فى الخامس والعشرين من فبراير الماضي، وهو أحد ألمع صحفيى القرن العشرين في فرنسا والعالم، واسمه الحقيقى الذى وُلد به فى القاهرة، "إيلى رافول" اتجه إلى العمل فى الصحافة وهو في سن مبكرة، وبالتوازي مع عمله كان يدرس في كلية الحقوق في جامعة القاهرة، وقبل وفاته بيومين فقط وقع "رولو" عقدا لنشر مذكراته باللغة العربية لدار الطناني للنشر والتوزيع في مصر.