كشفت مصادر مطلعة وقريبة من الكونجرس ل«الشروق» أن عضوا ديمقراطيا يعتزم تقديم خطاب لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وربما للرئيس الأمريكى باراك أوباما، يطالبهما من خلاله أن يناقشا مع الرئيس المصرى حسنى مبارك، أثناء لقائهما معه الثلاثاء المقبل مصير معتقلى جماعة الإخوان المسلمين خاصة القياديين عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد على بشر. وصرح مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه بأنه «للمرة الأولى سيتضمن طلب عضو من الكونجرس الإفراج عن معتقلى جماعة الإخوان المسلمين، وستسمى الرسالة بعض قادة الإخوان المعتقلين، وعلى رأسهم عبدالمنعم أبوالفتوح، عضو مكتب الإرشاد، ومحمد على بشر، الذى حصل على شهادة الدكتواره من جامعة ولاية كلورادو، ودرس فى جامعة نورث كارولينا، بالإضافة إلى مدونين شباب من الجماعة». ولن تقتصر مطالب الإفراج على معتقلى الإخوان، بل ستشمل أيضا معتقلين ليبراليين ومدونين شبابا من جماعات معارضة مختلفة»، بحسب المصدر. وستأتى هذه الدعوة الأمريكية للإفراج عن معتقلى الإخوان، لتمثل سابقة فى سجل الكونجرس الأمريكى، الذى تبنى تاريخيا مطالب بالإفراج عن معتقلين سياسيين مصريين ليبراليين، مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم، وأيمن نور، وآخرين من البهائيين والأقباط، والمدونين الشباب، لكن هذه الدعوات بقيت بعيدة عن معتقلى الإخوان حتى الآن. وطرح بعض الخبراء فى واشنطن على استحياء، مثل مارك لينش أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، تساؤلات عن معتقلى الإخوان والصمت الأمريكى تجاههم. واتهم الكثير من المراقبين الشرق أوسطيين الكونجرس الأمريكى، والمنظمات الأمريكية الداعمة للإصلاح السياسى ودعم حقوق الإنسان، والإعلام الأمريكى، بالازدواجية السياسية والنفاق السياسى نتيجة لتجاهلهم معتقلى الإخوان، فى حين يتم التذكير المتكرر بالمعتقلين الليبراليين وغير الإسلاميين. وذكر خبير العلاقات المصرية الأمريكية جرايم بانرمان فى حوار سابق مع «الشروق»، ردا على سؤال حول ازدواجية معايير الإعلام الأمريكى فى التعامل مع قضايا الإخوان المسلمين. «هناك نقطتان مهمتان فى الإجابة عن هذا السؤال، أولا أسهل كثيرا التركيز على أسماء أشخاص بعينهم مثل أيمن نور أو سعد الدين إبراهيم، وجعل القضية تبدو وكأنها إنسانية بحتة، مقارنة بالتركيز على فئة كبيرة مثل جماعة الإخوان المسلمين. ولا تنس أن لسعد الدين وأيمن نور أصدقاء كثيرين على المستوى الشخصى فى واشنطن على العكس من جماعة الإخوان المسلمين التى لا يستطيع أحد فى واشنطن تسمية أى من معتقليها. ثانيا، صورة الإخوان فى واشنطن سيئة، أو دعنى أقول إنها لا تتمتع بصورة طيبة فى الأوساط الأمريكية بصفة عامة».