كشفت مصادر أمريكية موثوقة ل«الشروق» عن أن جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطنى وأمين لجنة السياسات بالحزب سوف يزور العاصمة الأمريكيةواشنطن يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين. وأكدت ثلاثة مصادر أمريكية مختلفة نبأ الزيارة لكنها رفضت بشدة الإفصاح عن هويتها. وعلمت «الشروق» أنه سيتم عقد اجتماع مغلق فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن «CSIS» يوم الاثنين، يحضره نخبة من كبار الخبراء والبحثين الأمريكيين فى أهم مراكز البحوث بالعاصمة، وأن الحضور لا يشمل كثيرا ممن دأبوا على انتقاد الحكومة المصرية بخصوص قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. وخلال لقاء مع دبلوماسى أمريكى مخضرم تم منذ يومين سألته «الشروق» عن زيارة مبارك المرتقبة لواشنطن فرد بدوره: «عن أى مبارك تسأل.. الأب أم الابن؟». فردت «الشروق»: نقصد زيارة الرئيس حسنى مبارك المتوقعة فى الأشهر المقبلة وربما فى أبريل، فرد المصدر أنه سمع هذا الكلام لكنه يعرف أن جمال مبارك سيكون فى واشنطن يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين رافضا الخوض فى أى تفاصيل، مشددا على ضرورة رفض ذكر اسمه. «الشروق» سألت أيضًا خبراء فى مراكز أبحاث متخصصة فى دراسات الشرق الأوسط فأكد اثنان منهم صدق المعلومة، وأضافوا أن جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وجه الدعوات الأسبوع الماضى لنخبة منتقاة من الباحثين لحضور اللقاء مع جمال مبارك، لكن أيًا من مصادر «الشروق» لم تكن على علم كامل ببرنامج الزيارة. هذه الزيارة المفاجئة تجىء بعد خمسة أسابيع من تولى باراك أوباما رئاسة الولاياتالمتحدة، وبعد أسبوعين من زيارة وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط لواشنطن، وقبل أسبوع من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لمصر. وتعكس الزيارة رغبة مصرية فى بدء صفحة جديدة من العلاقات مع واشنطن بعد انتهاء حكم جورج بوش والتى تدهورت خلالها العلاقات لأدنى مستوياتها بسبب الانتقادات الأمريكية العلنية للحكومة المصرية لسجلها فى قضايا حقوق الإنسان والتطور الديمقراطى. وكان جمال مبارك قد شارك فى صيف عام 2003 فى ندوة نظمها نفس المعهد المذكور حول العلاقات المصرية الأمريكية، كما زار جمال مبارك العاصمة الأمريكية فى مايو 2006 والتقى نائب الرئيس حينذاك ديك تشينى داخل البيت الأبيض. ومن المعروف أن السيد جمال مبارك يحضر كل عامين للولايات المتحدة فى بدايات موسم الصيف من أجل تجديد رخصة الطيران التى حصل عليها من عدة أعوام. وكانت مصادر أمريكية مقربة من إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد ذكرت ل«الشروق» مؤخرا أن هناك تحركات حكومية مصرية تهدف لترتيب زيارة للرئيس المصرى حسنى مبارك لواشنطن خلال شهر أبريل القادم. وذكرت تلك المصادر التى رفضت الإفصاح عن هويتها أن تداعيات أزمة غزة الأخيرة وما أبرزته بوضوح من جوهرية الدور المصرى فى قضايا النزاع الفلسطينى الإسرائيلى ترتب عليها تشجيع الحكومة المصرية للتقدم بمثل هذا الطلب. وتنفرد مصر بكونها حلقة الاتصال الأهم أو الأوحد بين إسرائيل وحماس وكذلك تفردها بدور أساسى فى عمليات المصالحة والحوار الفلسطينى الداخلى بين حركتى حماس وفتح.