النهاردة معزومين على العشا فى مكان ما فى الساحل الشمالى (طبعا مش قادرة أقول اسمه عشان ماتشبهش) عملت ميت خناقة وحاولت افلفص من جوزى مافيش فايدة. بنتى القروبة نصحتنى قالت لى روحى مع بابا بدل ما يروح ما يجيش (مش بقول لكم مكان مش ولابد). دخلت المكان الصاخب جدا لقيت ناس شيك قوى قاعدين، أسامى كبيرة يعنى من اللى بنقرا عنها فى الجرائد ونشوفها فى التليفزيون. بينى وبينكم أطمن قلبى شوية قلت مش معقول ناس محترمة زى دى تروح مكان موبوء يبقى دى إشاعات ولاّ إيه كمان ريحة الأكل حلوة قوى قلت يبقى مطعم كويس وبيحاربوه. وبدأ البرنامج راجل بيغنى أغانى زمان الجميلة وصوته حلو قوى ارتحت على الآخر وحطيت فى بطنى بطيخة صيفى. شوية وجت صاحبة المكان (عندها حوالى ستين سنة) بس لسه محتفظة بجسمها وكمان الحمد لله محتشمة فى لبسها، لكن فجأة يا جماعة لقيناها اتحزمت وهاتك يارقص، وقال: إيه الناس بتسقف ومبسوطة.. هوب هوب الويسكى طرقع على الترابيزات هوب هوب كام ست من اللى على الترابيزات قاموا يرقصوا، والغريب أنهم مش بنات صغيرين لسه طايشين لأ كلهم ستات كبار عفا عليهم الزمن وترك آثاره على أجسامهم المرهرطة رغم الريجيم والشد والشفط وكل عمليات التجميل ودخلت واحدة تانية بصينا لبعض إيه دا هيفاء بتسهر هنا لكن لما دققنا لقيناها الاستنساخ بس لو شافتها هيفاء حتعمل عملية تجميل تتبرى بيها من جمالها. وبدأت أدقق فى الترابيزات حواليا إيه التناقض ده واحد مشهور ودماغه حلوة قاعد مع لعيب كورة شويط وحلاق مشهور قاعد مع سياسى كبير ورقاصة معروفة مع صاحبتها المحجبة وبنت فى العشرينات مع راجل فى الستينات وست كبيرة قاعدة بتشرب مع بناتها وأجواز بناتها بيملولهم الكاسات وبنات صغيرين جايين مع أصحابهم الكول قاعدين فى حضن بعض ويمكن ماما كمان قاعدة مع واحد فى الترابيزه اللى على اليمين وبابا قاعد مع واحدة فى الترابيزة اللى على الشمال. بصينا لبعض أنا وأصحابى واستغربنا ياترى احنا اللى عجزنا لدرجة أننا مستغربين كل اللى بيحصل حوالينا ولا المجتمع بقى اغرب من قدرتنا على الفهم. وياترى ازاى ناس زينا عاديين خالص ممكن يندمجوا مع المجتمع الغريب اللى مبقاش معروف فيه مين ابن الناس ومين ابن ال......... طبعا كلهم شافوا انى نكدية جدا ولازم اسيب الناس تعيش وتتبسط وساعة الحظ ماتتعوضش. لكن هو عشان نتبسط لازم ننسى نفسنا يعنى لازم واحد محترم زى اللى قدامى دا يقوم يرقص بصدره مع رقاصة عفا عليها الزمن عشان بس تحييه وتبقى القاعدة حلوة واللا الراجل الكبير دا يرمى الفلوس فى الأرض على الرقاصة عشان البنت اللى معاه تدوب فى دباديبه ويوهم نفسه أنها بتحبه لشخصه وطبعا رامى مراته الغلبانه فى البيت اللى تعبت معاه لما بقى بنى آدم ولا الشاب الوسيم دا يسكر لغاية مايشلوه مرابعة وفى الآخر يموت فى حادثه على الطريق ويلعنوا أبو الوزارة اللى مش مهتمه بالطرق ولا ان الست تبقى ماشية مع جوزها وصدرها طالع يبص على كل الرجالة الموجودين وهو فرحان بيها قوى واللا البنات تسهر لوش الصبح وطبعا تتجوز ليه ماهى بتعمل كل حاجة وفى الآخر نقول نسبة العنوسة زادت. مش هى دى الناس ولا هى دى الدنيا ولاهى دى السعادة ولا هى دى مصر ولاهما دول ناسها إحنا فى زمن المسخ على رأى عمنا عادل إمام.