• «التفريغات»: القطار استغرق 42 ثانية فقط من الورشة لرصيف المحطة • أطلق «سارينة إنذار» لإبعاد الركاب عن الرصيف كشف مصدر مطلع بهيئة الأنفاق، أن تفريغات «الصندوق الأسود» الخاص بقطار العباسية، الذي اصطدم بصدادات المحطة مساء الأحد الماضي، أكدت فقدان السائق أحمد محمد حمزة، السيطرة على الفرامل فور تشغيله لقطار «العباسية»، حتى وصلت سرعته إلى 70 كيلو متر/ الساعة، مما أخرج القطار لا إراديا عن سكة المسار المخصصة له، بدلا من نقل القطار من سكة لأخرى داخل الورشة. وقالت المصادر ل«الشروق»، إن «الصندوق الأسود» أفاد بأن القطار المحطم استغرق 42 ثانية فقط من الورشة لرصيف المحطة، بعد فقدان السائق السيطرة على القطار، رغم أن المسافة بين الورشة وخط المسير تبلغ حوالي 1800 متر، والوقت المعتاد لسير القطار عليها تصل ل5 دقائق ونصف دقيقة. وأضافت المصادر، أن السائق استمر في السير على سرعة 70 كيلو متر / الساعة، على سكة رقم 3، ومروره بمنحنى على السكة يتطلب أن تكون أقصى سرعة للسير عليه هي 20 كيلو متر/ الساعة، ولم يصطدم القطار أو يخرج على القضبان، وهو ما أدى إلى تفادي وقوع كارثة كبيرة في الأرواح والممتلكات. وأظهرت التفريغات، أن «سائق القطار أجرى 8 محاولات مختلفة، وفقا لما يتم تدريب السائقين عليها لإيقاف تشغيل القطار، وكان آخرها فصل التيار الكهربائي عن القطار ليتوقف فجأة، لكنها فشلت أيضًا، فاضطر إلى إطلاق «سارينة إنذار» لتحذير الركاب بالابتعاد عن الرصيف، وأخذ يهرول داخل عربات القطار لإنقاذ نفسه، لكن الوقت لم يسعفه حتى اصطدم القطار بصدادات المحطة، وإصابة السائق بكسر بقاع الجمجمة أدى ذلك إلى حدوث تدهور بدرجة الوعي، وإصابته بجروح قطعية متعددة بالجسم وسحجات وكدمات متعددة. فيما اتهمت المصادر، «"العيوب الفنية" للقطار بأنها السبب في الحادث؛ لأن قطار "العباسية المتحطم" يحمل رقم 12، هو أول قطار وصل الخط الثالث، ويتمير بأنه ذو تكنولوجيا حديثة للغاية، لكنه متوقف عن العمل منذ شهرين لوجود عطل في "البوجيهات"، وأن القطار كانت تُجرى له صيانة في ورشة العباسية منذ شهرين تقريبًا، ويتم سحبه بجرار سكة حديد، وتفريغ الهواء من القطار المسؤول عن كباسات الفرامل، تمهيدًا لتجربته». وأكدت المصادر، أنه تم التوقيع على إيصال بأن القطار سليم وجاهز، ومطلوب نقله من مكان إلى آخر داخل الورشة، لذلك تم استدعاء السائق أحمد حمزة، لنقله، فوقع الحادث، مضيفة أن الفني هو المسؤول عن الحادثة؛ لأنه أغفل إغلاق محبس الفرامل قبل التشغيل، كما كان يجب أن تتم مراجعته من جانب المراقب والمهندس المسؤول للتأكد من جاهزيته تماما. وكان وزير النقل، قد أعلن إحالة الملف بالكامل إلى النيابة العامة، مع الاحتفاظ بنسخة من «الصندوق الأسود» في الهيئة القومية للأنفاق، وتشكيل لجنة فنية لفحصه، وهو الذي يحتوي على جميع البيانات الخاصة بسرعة القطار في أثناء دخوله المحطة، وكيفية التعامل مع هذه السرعات حيث يتم تسجيل ذلك إلكترونيا، وهو ما يحدد الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث، ويحدد مدى مسؤولية السائق أو وجود خلل وعيوب في منظومة التشغيل من عدمه. وحصلت «الشروق» على أحدث نسخة من التقرير الطبي الخاص بحالة السائق، والتي أكدت استمرار وجوده في العناية المركزة بمسشتفى عين شمس التخصصي، لمدة أسبوع، بسبب تدهور درجة الوعي، حيث أظهرت الأشعة المقطعية على المخ؛ وجود «كسر بقاع الجمجمة، ونزيف عن طريق الأذن اليسرى»، كما أفادت الأشعة المقطعية على الصدر وجود كدمة بالرئة اليسرى، وكسر بالضلع الأول الأيسر. بينما قالت مصادر مطلعة بوازاة النقل ل«الشروق»، إن «لجنة فنية من التحالف الفرنسي للشركات المنفذة لمترو العباسية، أعادت إصلاح إشارات المترو والسيمافورات»، لافتة إلى أنه تم إصلاح ما يقرب من 80% من تلفيات قضبان القطارات بمحطة العباسية. ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، أعمالها لإزالة آثار قطار العباسية من على نفق السكة، حيث يعمل الخط الثالث للمترو جزئيا، من العتبة حتى محطة عبده باشا، ومن محطة أرض المعارض حتى الأهرام بمصر الجديدة، لاستمرار إغلاق محطة العباسية، مع توقعات باستنئاف حركة القطارات بكامل طاقتها صباح غدا الأربعاء، بعد انتهاء التصليحات وإجراء الاختبارات اللازمة بالمحطة. وعلمت «الشروق»، أن شركتي «بتروجيت والمقاولون العرب» ساعدتا هيئة الأنفاق في تقطيع عربات قطار العباسية، وقامتا بسحب باستخدام الأوناش إلى خارج المحطة، من خلال النفق الأرضي. وفي سياق متصل، سافر وزير النقل، هاني ضاحي، صباح اليوم الثلاثاء، على رأس وفد متجها إلى قبرص، للتحضير لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرتقبة غدًا الأربعاء، دون عقد الاجتماع الذي تم الإعلان عنه برئاسته مع الهيئة القومية للأنفاق والشركة الفرنسية المنفذة لمشروع الخط الثالث للمترو، رغم تواجده المستمر في موقع الحادث للإشراف على عملية إزالة آثاره وسحب القطار من النفق.